بمدى يصل إلى 500 متر.. روسيا تكشف عن سلاح ليزر ضد المسيرات.. “الصيد الصامت” يدخل الخدمة

كشفت روسيا رسميًا خلال مؤتمر دفاعي عُقد في مدينة سانت بطرسبرغ عن سلاح ليزري محمول مصمم خصيصًا للتصدي للطائرات المسيّرة صغيرة الحجم.

السلاح الجديد، وهو بندقية تعمل بالطاقة الموجهة، حظي باهتمام واسع من الأوساط العسكرية، نظرًا لقدراته المتقدمة التي تجمع بين الدقة العالية والتشغيل الصامت وسهولة الحمل، ما يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في أنظمة الدفاع القصيرة المدى، خاصة في ظل تصاعد تهديدات الدرون في ميادين القتال.

سلاح ليزر ضد المسيرات بمدى يصل إلى 500 متر

تتمتع البندقية الجديدة بمدى فعّال يصل إلى 500 متر، وتركّز في تصميمها على تحييد طائرات FPV المسيّرة، التي أثبتت فاعليتها في العمليات الانتحارية وجمع المعلومات، كما يتضح من الحرب الدائرة في أوكرانيا.

في ظل التوسع المتسارع في استخدام هذه المسيّرات الرخيصة والفعالة، يصبح من غير المجدي اقتصاديًا استخدام دفاعات جوية تقليدية ضدها، مما يعزز الحاجة إلى حلول دقيقة وفعّالة مثل أنظمة الليزر الموجهة.

تقنية الاستئصال الحراري: تدمير في ثوانٍ

تعتمد البندقية الليزرية على تقنية الاستئصال الحراري، حيث يوجه شعاع عالي الطاقة نحو الهيكل الخارجي للطائرة المسيّرة، فيتسبب بإذابة المواد وتدمير الأجزاء الإلكترونية الداخلية خلال ثوانٍ معدودة.

كما يمكن للسلاح أن يفجر الشحنات الناسفة للطائرات الانتحارية قبل وصولها إلى أهدافها، ما يقلل الخسائر الجانبية ويمنح القوات المدافعة ردًا سريعًا ودقيقًا.

“الصيد الصامت”: لا صوت، لا لهب، لا كشف

أحد أبرز عناصر قوة هذا السلاح هو قدرته على العمل بتخفي تام. الشعاع الليزري غير مرئي، ولا يولّد لهبًا أو إشارات رادارية، كما أن صوته لا يتجاوز 40 ديسيبل، أي أقل من همسة بشرية.

هذا “الصيد الصامت” يمنح الجنود أداة فريدة تتيح لهم تعطيل طائرات العدو دون ترك أي أثر، مما يعزز فعالية الكمائن والمواقع المخفية في بيئات الحرب المتنازع عليها.

اقرأ أيضاً.. “عملية الويب”.. مسيرات FPV تضرب عمق الأراضي الروسية.. هل تمتلكها دول عربية؟

محمول وسهل الاستخدام: سلاح ميداني للجندي الفرد

صُمم السلاح الجديد ليكون جزءًا من تجهيزات المشاة، بفضل وزنه الخفيف، وغياب الارتداد، وواجهة التشغيل البسيطة التي لا تتطلب تدريبًا خاصًا. ميزة “التوصيل والتشغيل” تتيح دمجه السريع في الوحدات المتنقلة، ما يعزز مرونته في العمليات السريعة.

ورغم أنه لا يزال في مرحلة الاختبار، إلا أن عرضه للجمهور يشير إلى اقتراب دخوله مرحلة النشر الفعلي.

ثمرة التجربة الأوكرانية: نحو جيل جديد من الدفاعات

جاء تطوير هذا السلاح استجابة مباشرة للواقع الميداني في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أصبحت المسيّرات جزءًا مركزيًا في الهجمات والاستطلاع.

بندقية الليزر المحمولة تمثل حلاً منخفض التكلفة وعالي الكفاءة مقارنة بالصواريخ الاعتراضية التقليدية، وتمنح القوات البرية قدرة اشتباك فوري ضد تهديدات متغيرة وسريعة.

نقلة نوعية في استراتيجيات الدفاع الروسية

يعكس هذا الابتكار تحوّلًا في عقيدة الدفاع الروسية تجاه تكنولوجيا الطاقة الموجهة. فالجمع بين الكفاءة التشغيلية، والتكلفة المنخفضة، والتخفي يجعل من هذه البندقية أداة استراتيجية مرشحة للانتشار الواسع.

وبحسب مراقبين، فإن نجاحها في الميدان قد يمهّد الطريق لتوسيع استخدامها ضمن تشكيلات الجيش الروسي في المناطق الساخنة مستقبلًا.

اقرأ أيضاً.. لمواجهة التهديد الروسي.. بريطانيا تعزز ترسانتها النووية بمقاتلات أمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى