بين الدعم والترقب والاتهامات.. كيف تفاعلت دول العالم مع أحداث الساحل السوري؟

أثارت الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في الساحل السوري، الخميس، ردود فعل دولية وإقليمية واسعة، في ظل تصاعد المواجهات بين قوات الأمن السورية ومسلحين موالين للنظام السابق.
وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، ما دفع عدة دول إلى إصدار بيانات تعبر عن مواقفها من التطورات المتسارعة.
دعم عربي للحكومة الجديدة بعد أحداث الساحل السوري
كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي علّقت على الأحداث، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانًا نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أدانت فيه “الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا واستهدافها القوات الأمنية”.
وأكد البيان “وقوف المملكة إلى جانب الحكومة السورية في جهودها لحفظ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي”.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن موقف مماثل، مؤكدة دعمها “للإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لحماية أمنها واستقرارها”.
وأضاف البيان أن “الأردن يرفض أي تدخل خارجي أو محاولات لزعزعة استقرار سوريا”، مشددًا على أهمية وحدة البلاد وسلامتها الإقليمية.
تحذير تركي
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية التركية أن التوترات الأمنية في اللاذقية والمناطق المحيطة بها قد تقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار.
وأشارت في بيان لها إلى ضرورة عدم السماح لهذه الاستفزازات بأن تتحول إلى تهديد للسلام في سوريا والمنطقة.
وأكدت أنقرة دعمها “للشعب السوري والحكومة السورية في مساعي تحقيق الأمن والاستقرار”.
إيران تراقب بحذر
بدورها، علقت إيران بحذر على التطورات، حيث قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، إن “إيران ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقة مع السلطة الجديدة في سوريا”.
وأشار إلى أن “الجمهورية الإسلامية تتابع الوضع السوري كمراقب فقط، وليس لدينا أي علاقة رسمية مع الحكومة السورية الحالية”.
اتهامات وتحذيرات إسرائيلية بعد أحداث الساحل السوري
أما إسرائيل، فقد جاء رد فعلها من خلال تصريحات وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الذي حذّر من تصاعد أعمال العنف في سوريا، متهمًا تنظيم “جولاني” التابع لهيئة تحرير الشام في إشارة إلي أحمد الشرع رئيس سوريا الإنتقالي بارتكاب “مجزرة” بحق السكان العلويين في المنطقة.
وأضاف: “الجولاني خلع جلبابه وارتدى بدلة ليظهر وجهًا معتدلًا، لكنه اليوم كشف عن حقيقته كإرهابي جهادي من مدرسة القاعدة”.
وشدد على أن “إسرائيل ستواصل الدفاع عن مناطق الجولان والجليل، وستحمي نفسها من أي تهديد قادم من سوريا”.
تحفظ وانتظار روسي
في المقابل، اختارت موسكو التحفظ وعدم التعليق بشكل مباشر على الاشتباكات.
واكتفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بالقول إن “الأمن الضروري لجنودنا في القواعد السورية مضمون على المستوى المناسب”، مشيرًا إلى عدم توفر تفاصيل كافية حول الوضع الميداني.
موسكو تتحدث عن القادة المحترمين في سوريا
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، إنها تشعر بالقلق إزاء التدهور الحاد في الوضع الأمني في سوريا، ودعت جميع القادة “المحترمين” في البلاد إلى محاولة وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات أوردتها وكالة “تاس” الرسمية أن “روسيا في هذه الظروف الحرجة تدعو جميع القادة السوريين الذين يمكنهم التأثير على تطور الوضع على الأرض، إلى بذل كل ما في وسعهم لإنهاء إراقة الدماء في أسرع وقت ممكن وتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين”.
وأضافت: “في هذه الظروف الصعبة للفترة الانتقالية التي تمر بها سوريا، يعد الحفاظ على الوفاق الوطني وتعزيز أمن المواطنين وضمان حقوقهم القانونية بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني، أمرًا ذا أهمية قصوى”.
وأعربت زاخاروفا عن أملها في أن “تساهم جميع الدول المؤثرة في الوضع في سوريا في تسويته. وأبدت استعداد موسكو “للتنسيق الوثيق مع الشركاء الدوليين من أجل خفض التصعيد”.
وكان الكرملين قال في وقت سابق، الجمعة، إن أمن العسكريين الروس في سوريا لم يتأثر بالأحداث في مدينة اللاذقية الساحلية، التي تضم قاعدة عسكرية روسية.
استمرار الاشتباكات في الساحل السوري
ميدانيًا، لا تزال المواجهات مستمرة في ريف اللاذقية، حيث تخوض قوات الأمن معارك ضد المسلحين الذين شنوا هجمات منسقة على مواقع أمنية. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط أكثر من 70 قتيلًا، بينهم 35 عنصرًا من وزارتي الدفاع والداخلية، و32 من المسلحين، إضافة إلى أربعة مدنيين، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشير التقارير إلى استمرار عمليات التمشيط التي تنفذها القوات السورية في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق التي شهدت الاشتباكات.
كما تحدث المرصد عن عمليات تصفية وإعدامات ميدانية، وسط تقارير عن سقوط مزيد من القتلى والمفقودين من الطرفين.
اقرأ أيضا
ثورة شعبية أو مخطط إقليمي؟ القصة الكاملة لأحداث الساحل السوري