بين دعم دولي ورفض أمريكي إسرائيلي.. هل ينجح مؤتمر نيويورك في إحياء حل الدولتين؟

ينعقد، اليوم الاثنين، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، مؤتمر دولي يُنتظر أن يُعيد طرح حل الدولتين كمسار سياسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسط مشاركة واسعة النطاق بقيادة السعودية وفرنسا، في مقابل مقاطعة رسمية من الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يُضفي على المؤتمر طابعاً سياسياً حادّ الاستقطاب.

ويحمل المؤتمر عنوان “المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين”، وجاء تنظيمه بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، وكان من المقرر انعقاده في يونيو الماضي، لكنه تأجل إثر التصعيد العسكري الإسرائيلي تجاه إيران.

ويهدف المؤتمر إلى وضع خارطة طريق واضحة المعالم تُفضي إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحدود عام 1967، وضمان ترتيبات أمنية لجميع الأطراف.

ماكرون يستعد للاعتراف بفلسطين

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي أن باريس تعتزم الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أكد، في تصريحات لصحيفة “لا تريبيون ديمانش”، أنه سيستخدم منصة المؤتمر لإطلاق نداء دولي لحشد الاعترافات بالدولة الفلسطينية، متوقعاً أن تُصدر الدول العربية في تلك المناسبة إدانة واضحة لحركة “حماس”، والمطالبة بنزع سلاحها.

مؤتمر نيويورك محطة حاسمة نحو تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن المؤتمر يُعد محطة حاسمة نحو تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد أن التنسيق بين السعودية وفرنسا نجح في حشد دعم غير مسبوق لصالح حل الدولتين، بما يشمل التزامات من الدول العربية والدولية، وضمانات لإسرائيل.

وأضاف مصطفى: “حل الدولتين ليس معقداً… نحتاج فقط إلى إرادة دولية لتنفيذه. إسرائيل وفلسطين يمكن أن تعيشا بسلام وأمان إذا وُجدت النية الصادقة لتحقيق ذلك”.

رفض أمريكي إسرائيلي لـ مؤتمر نيويورك

في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة رفضها المشاركة في المؤتمر. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن المؤتمر بمثابة “هدية لحماس”، متّهماً الحركة برفض مبادرات وقف إطلاق النار التي وافقت عليها إسرائيل.

وأكد المتحدث أن واشنطن صوتت ضد عقد المؤتمر عند طرحه في الجمعية العامة، وترى أنه “يُقوّض فرص التوصل لحل سلمي طويل الأمد”.

أما إسرائيل، فصرّح المتحدث باسم بعثتها لدى الأمم المتحدة، جوناثان هارونوف، أن تل أبيب لن تشارك في مؤتمر لا يبدأ بإدانة حماس وإعادة الرهائن.

السعودية ومؤتمر نيويورك

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان شدّد على أن مشاركة بلاده في رئاسة المؤتمر تستند إلى موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، وجهودها الدائمة لإحلال السلام العادل، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس): “نبذل كل الجهود الممكنة لإيقاف العنف المستمر، وإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، والعمل على تحقيق سلام يُنهي الصراع الطويل ويضمن الاستقرار لشعوب المنطقة”.

وأوضح الوزير أن المؤتمر يُعزز مسار “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، الذي أُعلن في سبتمبر 2024 بمشاركة السعودية والنرويج والاتحاد الأوروبي، ويُكمل جهود “اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة”.

مؤتمر نيويورك يبحث عن مخرج سياسي لحرب غزة

يتزامن المؤتمر مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 22 شهراً، في ظل اتهامات دولية لحكومة نتنياهو بتحويل “التجويع إلى سلاح” ضد المدنيين، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي.

وينادي المؤتمر الدول الداعمة للشرعية الدولية إلى عدم الاكتفاء بالإدانات، بل تحمل مسؤولياتها في دعم السلطة الفلسطينية سياسياً ومؤسساتياً ومالياً، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار، وضمان بقاء بنى الدولة الفلسطينية قادرة على الصمود.

اقرأ أيضا.. إمبوكس يضرب إفريقيا.. حكاية فيروس يهدد العالم من القارة السمراء

زر الذهاب إلى الأعلى