تايوان تجري مناورة بالذخيرة الحية لأحدث دبابة أمريكية.. هل تصمد أمام الصين؟

أجرى الجيش التايواني أول تجاربه بالنيران الحية باستخدام دبابات أبرامز الأمريكية المتطورة من طراز M1A2T، والتي استلم الدفعة الأولى منها في ديسمبر 2024، ضمن صفقة تهدف إلى تحديث قدرات القوات المدرعة للجزيرة.
تايوان تجري مناورة بالذخيرة الحية بدبابات أبرامز الأمريكية
ورغم مرور أكثر من ستة أشهر على بدء عمليات التدريب والتكامل التشغيلي، لم تُدرج هذه الدبابات بعد ضمن التشكيلات القتالية الرسمية، ما حال دون مشاركتها المباشرة في مناورات “هان كوانغ” السنوية، التي تهدف إلى اختبار الجاهزية القتالية للقوات المسلحة التايوانية.
ومع ذلك، استغل الجيش هذه المناسبة لاختبار الدبابات الجديدة في بيئة ميدانية حقيقية، تحت إشراف رئيس الجمهورية وليام لاي تشينغ-تي، الذي أثنى على أداء الأطقم والدبابات قائلاً: “هذه الدبابات تستحق لقب الأقوى في العالم، وستشكّل عنصراً محورياً في استراتيجية الدفاع الوطنية، إلى جانب الطائرات المسيّرة والأنظمة الحديثة الأخرى”.
نقلة نوعية بعد عقود من الاعتماد على دبابات متقادمة
تمثّل دبابات أبرامز الجديدة نقلة كبيرة في تاريخ المدرعات التايوانية، إذ ظل الجيش يعتمد لعقود على دبابات M48 وM60 التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة.
وبالمقارنة، بدأت الولايات المتحدة باستبدال هذه الطرازات بدبابات أبرامز منذ عام 1980، أي قبل 45 عاماً.
ورغم سعي تايوان الحثيث لتحديث معداتها العسكرية، واجهت صعوبات كبيرة في التزود بالأسلحة المتطورة، نتيجة لوضعها السياسي ككيان غير معترف به دولياً، في ظل الاعتراف الأممي والرسمي العالمي بجمهورية الصين الشعبية في بكين كالحكومة الشرعية الوحيدة للصين.
هذا الواقع السياسي جعل تايوان شبه معزولة عن السوق العالمية للسلاح، خاصة مع امتناع معظم الموردين عن تزويدها بأنظمة متقدمة.

تايوان تجري مناورة بالذخيرة الحية.. قدرات متطورة لكن بنسخة مخففة
من الناحية التقنية، أشاد الضباط التايوانيون بأداء دبابات أبرامز، حيث وصفها النقيب تشينغ يو-تشون بأنها “قفزة نوعية في القوة النارية والحركية والحماية”، مقارنة بدبابة M60A3 التي كانت تخدم سابقاً ضمن الوحدات النخبوية.
كما أشار اللواء شو كوانغ-إي، قائد اللواء 584 المدرع، إلى كفاءة نظام “الصياد-القاتل” المتقدم، الذي يسمح للمدفعي باستهداف خصم في الوقت ذاته الذي يرصد فيه القائد هدفاً آخر باستخدام منظار حراري مستقل، ما يرفع من سرعة الاشتباك والوعي الميداني.
ومن المقرر أن تُسند هذه الدبابات الجديدة إلى الفيلق السادس المكلف بالدفاع عن شمال تايوان، بما في ذلك العاصمة المؤقتة تايبيه، فيما تواصل الحكومة التايوانية الادعاء بأنها العاصمة الرسمية هي مدينة نانجينغ الواقعة حالياً تحت سيطرة بكين.
ثغرات خطيرة في الحماية .. وتجربة أوكرانيا تنذر بالخطر
ورغم الإمكانيات العالية لدبابات أبرامز، إلا أن النسخة التايوانية تفتقر إلى عناصر الحماية المتقدمة الموجودة في النسخ الأمريكية، أبرزها دروع اليورانيوم المنضب، والتي استُبدلت بدرع تصديري أقل كفاءة.
وقد أظهرت تجارب سابقة في العراق وأوكرانيا أن نسخ الأبرامز من دون هذه الدروع كانت عرضة للتدمير بأسلحة مضادة للدروع متوسطة التقنية.
كما تفتقر النسخ التايوانية إلى نظام الحماية النشطة “Trophy” المستخدم حالياً في دبابات الجيش الأميركي وكذلك إسرائيل، والذي يتيح اعتراض المقذوفات الموجهة قبل وصولها.
وهو ما يضعها في مرتبة أقل مقارنة بدبابات الجيل الجديد لدى الصين مثل “Type 99A” المجهزة بأنظمة حماية مماثلة.
وتزداد التساؤلات حول قدرة هذه الدبابات على الصمود في مواجهة صينية محتملة، خاصة في ضوء تجربة أوكرانيا، التي فقدت بحلول يونيو 2025 نحو 87% من دبابات أبرامز الأميركية التي تسلمتها، إذ جرى تدمير أو الاستيلاء على 27 من أصل 31 دبابة.
اقرأ أيضاً.. ضرب 700 آلية .. “ميركافا” و”النمر” سلاحان شوّها سمعة التفوق الإسرائيلي