تباين أداء سندات الخزانة الأميركية وسط موجة من الإصدارات في وول ستريت

وكالات

شهدت وول ستريت جلسة مزدحمة أخرى بمبيعات السندات في ظل سعي المصدرين إلى الاقتراض قبل صدور بيانات اقتصادية رئيسية في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.

تباينت تحركات أسعار سندات الخزانة بعد مزاد بقيمة 42 مليار دولار لسندات مدتها سبع سنوات، وقائمة كبيرة من ديون الشركات الجديدة. تقدمت سبع شركات لبيع سندات أميركية من الدرجة الاستثمارية، مستكملة ارتفاع يوم الاثنين الذي شهد أكبر عدد من الصفقات في يوم واحد حتى الآن هذا العام.

ويواجه المستثمرون تآكل التوقعات بشأن مدى قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وهو تحول في السياسة النقدية من شأنه أن يغذي على الأرجح ارتفاع أسعار السندات، كما منحت إصدارات الشركات الجديدة المستثمرين الباحثين عن العائد بدائل وافرة. ولم يعد التجار يتوقعون أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأكثر من 75 نقطة أساس هذا العام، لتتماشى وجهة نظرهم مع ما أشار إليه صناع السياسة النقدية (أي التوجيهات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي) على أنه النتيجة الأرجح.

عوائد جاذبة

قالت سوليتا مارسيلي، من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” (UBS Global Wealth Management): “نواصل توصية المستثمرين بالتحرك فوراً لتأمين عوائد السندات الجذابة الحالية.. نحن نفضل بشكل خاص شريحة السندات ذات الجودة لمدة خمس سنوات، خاصة أن هذا الجزء من منحنى العائد يقدم أفضل مزيج من العائدات المرتفعة، والاستقرار، والحساسية لانخفاض توقعات أسعار الفائدة”.

الأسهم الأميركية تفقد زخمها بانتظار قراءة البيانات الاقتصادية

تفوق أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل على سندات الخزانة الأطول أمداً. ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500). وتباين أداء الأسهم الكبرى، إذ صعد سعر سهم “أبل”، فيما هبط سعر سهم “إنفيديا كورب”. وعلى صعيد آخر، ارتفع سعر سهم “ماسيز إنك” (Macy’s Inc) بعد إعلانها عن خططها لإغلاق ما يقرب من ثلث مواقعها التي تحمل الاسم نفسه في الولايات المتحدة. وهبطت أسعار أسهم شركتي “شيفرون” و”هيس كورب” بعد أن قالت “إكسون موبيل” إنها تدرس خطوة قد تؤدي إلى تفكيك اندماج الشركتين البالغة قيمته 53 مليار دولار وزيادة حصتها في احتياطيات النفط البحرية العملاقة في غيانا. فيما تحوم قيمة “بتكوين” حول 57 ألف دولار.

إعادة ضبط

أحجم التجار عن القيام برهانات كبيرة قبيل بيانات التضخم المنتظرة يوم الخميس، وسط ترقب لعدد من المتحدثين باسم البنك المركزي.

كررت محافظة الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان توقعاتها بأن التضخم سيواصل الانخفاض بشكل أكبر مع بقاء أسعار الفائدة عند مستواها الحالي، لكنها قالت إنه من السابق لأوانه البدء في خفض أسعار الفائدة، لتنضم إلى مجموعة من المسؤولين الذين يؤكدون أنهم ليسوا في عجلة لخفض تكاليف الاقتراض.

ويُتوقع أن يؤكد مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي صحة هذا الموقف، وربما يقلل من توقعات السوق بخفض سعر الفائدة في الأشهر المقبلة.

مؤشر التضخم المفضل لدى “الفيدرالي” قد يرتفع بأعلى وتيرة في عام

قالت لورين غودوين من “نيويورك لايف انفستمنتس”: “نظرًا لإعادة ضبط توقعات السوق لخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة خلال الربع الحالي بالفعل، لا نتوقع تقلبات قوية ناتجة عن صدور هذه البيانات.. ومع ذلك، وبما أن نشاط السوق من المرجح أن يكون مدفوعاً بشكل كبير بتوقعات أسعار الفائدة في المستقبل المنظور، فإننا نراقب عن كثب تحسباً لأية مفاجآت”.

أما يونغ يو ما من “بي إم أو ويلث مانجمنت” (BMO Wealth Management)، فيرى أنه في حين يبدو أن سوق الأسهم في طريقها للتوقف مؤقتاً واستكمال مكاسبها الأخيرة، فإن بيانات التضخم الرئيسية في نفقات الاستهلاك الشخصي قد تكون المحفز التالي على المدى القصير للسوق، في ظل بحث المستثمرين عن بيانات إضافية للمساعدة في تأكيد ما إذا كان التضخم يتسارع بالفعل.

وقال: “هذه السوق أظهرت قدرة ملحوظة على نفض غبار الأخبار السيئة والتركيز على ما هو إيجابي.. لم تتمكن الأخبار السلبية من الالتصاق بالسوق لفترة طويلة، مثل المفاجآت الصعودية في بيانات التضخم، وتأخر توقعات خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة”.

مستهدفات أعلى

من جهة أخرى، أدى هدوء سوق الأسهم إلى تقليص الطلب على التحوطات المرتبطة بمؤشر “إس آند بي 500”.

انخفض انحراف خيارات الشراء لمدة ثلاثة أشهر، وهو مقياس لسعر خيارات الشراء نسبة إلى نظيرتها البيعية المكافئة، إلى أدنى مستوى له منذ 2006، مما يسلط الضوء على الطلب المحدود على التحوط ضد الهبوط، والخوف من تفويت فرصة الاستفادة من الارتفاعات.

كان “باركليز” هو أحدث بنك يرفع توقعاته لمستهدف مؤشر “إس إند بي 500” لنهاية العام، بعد أن رفع محللو “غولدمان ساكس” و”يو بي إس” و”بيبر ساندلر آند كو” الاستراتيجيون -بقيادة فينو كريشنا- توقعاتهم لمؤشر الأسهم الأميركية إلى 5300 نقطة من 4800 نقطة.

وكتبوا: “الاقتصاد الأميركي يواصل التغلب على تحديات أسعار الفائدة في 2024، مثلما تستمر أسهم التكنولوجيا الكبرى في التفوق حتى على مستهدفات الأرباح الأكثر تفاؤلاً”.

وفي الواقع، ارتفع متوسط ربحية الأسهم بمجموعة “العظماء السبعة” بنسبة 55% في الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. ساعدت معظم هذه المجموعة في دفع مؤشر “ناسداك 100” للوصول إلى مستوى قياسي وتسجيله مكاسب للشهر الرابع على التوالي.

أداء يبرر التقييمات

تتجه شركات مؤشر “إس آند بي 500” إلى تسجيل أعلى معدل تفوق لأرباحها الفصلية على التوقعات منذ الربع الرابع 2021، وفقاً للبيانات التي جمعها استراتيجيا بلومبرغ إنتليجنس جينا مارتن آدامز وويندي سونغ. مع إعلان أكثر من 90% من الشركات المدرجة بالمؤشر عن نتائجها، فإن المؤشر في طريقه لتحقيق نمو في ربحية الأسهم بنسبة 7.7% على أساس سنوي، متجاوزاً توقعات ما قبل موسم الإعلان عن الأرباح البالغة 1.2%.

أوضحت كريستينا هوبر، من “إنفيسكو”، أنه رغم أن هناك تصوراً بأن سوق الأسهم الأميركية تتداول عند تقييمات مرتفعة للغاية. وفي حين أنه من الصحيح أن مؤشر “إس آند بي 500” يتداول عند نسبة سعر إلى أرباح أعلى من المتوسط، إلا أن معظم ذلك مدفوع بعدد قليل من الأسهم.

وقالت هوبر: “الخبر السار هو أن هذه المجموعة الصغيرة من الأسهم -التي يطلق عليها اسم “العظماء السبعة”- تلبي التوقعات العالية التي وضعت لها”.

أشارت هوبر: “وبالنظر إلى أدائها الجماعي، تظل تقييمات العظماء السبعة مرتفعة مقارنة بسوق الأسهم الأوسع، ولكن من المتوقع أن يصل نمو أرباحها إلى ما يقرب من خمسة أضعاف نمو الأسهم الـ493 المتبقية في مؤشر (إس آند بي 500) على مدى السنوات المقبلة”، وأضافت: “هذه ليست صحوة متهورة.. إنها أشبه بصحوة منطقية”.

من جهته، أبدى مات مالي من “ميلر تاباك” (Miller Tabak) بعض الحذر، وقال إنه بعد الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم، تظهر السوق علامات على الضعف. في حين أن هذا لا يعني أن الأسهم سوف تتراجع بشكل كبير قريباً، إلا أنه يعد سبباً لتوخي المستثمرين الحذر.

وأشار مالي إلى أن “سوق الأسهم يمكن أن تواصل الارتفاع بسهولة. ومع ذلك، نعتقد أنه من المهم للمستثمرين أن يتحركوا بذكاء وأن تكون لديهم خطة استباقية جاهزة لما سيفعلونه إذا أدى نوع من المفاجآت الكبيرة إلى زيادة كبيرة في التقلبات في مرحلة ما في الأشهر المقبلة”.

أداء أبرز المؤشرات:

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.2% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.

صعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.2%.

انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%.

ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.31%.

صعدت قيمة “بتكوين” 4.3% إلى 57007.51 دولار.

قيمة “إيثر” ارتفعت 2.2% إلى 3254.49 دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى