تحالفات خطيرة في القرن الأفريقي.. تحركات مصر الاستراتيجية
تعمل مصر على تشكيل تحالف مهم في القرن الأفريقي، يجمع بين إريتريا والصومال في ما يمكن اعتباره محور مقاومة جديد يهدف إلى مواجهة إثيوبيا
تعمل مصر على تشكيل تحالف مهم في القرن الأفريقي، يجمع بين إريتريا والصومال في ما يمكن اعتباره محور مقاومة جديد يهدف إلى مواجهة إثيوبيا، بحسب قراءة مجلة فورين بوليسي.
يؤدي هذا التحول في المشهد الجيوسياسي في المنطقة إلى عواقب على توازن القوى في القرن الأفريقي، مما يؤدي إلى تأجيج التوترات وربما تفاقم الصراعات التي تغلي بالفعل.
محور مقاومة جديد
بحسب خاص عن مصر، في الأسبوع الماضي، اجتمع زعماء مصر وإريتريا والصومال في أسمرة، عاصمة إريتريا، حيث وقعوا على شراكة أمنية تهدف إلى معالجة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الصومال.
قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأول زيارة له على الإطلاق إلى أسمرة، وانضم إلى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لتوقيع الاتفاقية الأمنية الجديدة. وشدد البيان المشترك على تعزيز مؤسسات الدولة الصومالية ودعم جهود الجيش الوطني الفيدرالي الصومالي ضد الإرهاب، وخاصة جماعة الشباب المسلحة.
أقرا أيضا.. بيل جيتس يدعو لدعم الصحة العالمية وإنقاذ كل طفل من وفيات يمكن الوقاية منها
تشكل هذه الخطوة جزءاً من جهد مصري أوسع نطاقاً لتوسيع نفوذها في المنطقة. ففي الشهر الماضي فقط، أرسلت مصر أسلحة إلى الصومال، ودعت مقديشو الاتحاد الأفريقي إلى استبدال قوات حفظ السلام الإثيوبية البالغ عددها 10 آلاف جندي المتمركزة في الصومال بقوات مصرية.
يمثل الوجود العسكري المصري المتزايد في الصومال تحولاً واضحاً، ويشير إلى ثقل متزايد في منطقة محفوفة بالصراع وعدم الاستقرار.
المخاوف الاستراتيجية لإثيوبيا
إن الشراكة بين مصر وإريتريا والصومال تواجه أيضاً مصالح إثيوبيا الاستراتيجية بشكل مباشر. ففي يناير، وقعت إثيوبيا اتفاقية لاستئجار 20 كيلومتراً من الساحل من أرض الصومال ــ وهي المنطقة التي تعتبرها الصومال جزءاً من أراضيها ــ في مقابل الاعتراف باستقلال أرض الصومال.
تنبع هذه الخطوة من رغبتها في استعادة الوصول التاريخي إلى البحر الأحمر، وهو طريق تجاري رئيسي، على الرغم من أن جيبوتي المجاورة تقدم ميناءً بديلاً.
أقرا أيضا.. مصر تدعو لتحرك عاجل لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة
في غضون ذلك، أدى النزاع الطويل الأمد بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل إلى تفاقم التوتر في العلاقات.
أعربت مصر عن مخاوفها من أن السد قد يهدد أمنها المائي، وهي قضية بالغة الأهمية بالنسبة لبلد يعتمد بشكل كبير على النيل لإمداداته من المياه. يهدد هذا التوتر المتزايد بين مصر وإثيوبيا، والذي تفاقم بسبب التواجد العسكري المصري في الصومال، بتصعيد التوترات الإقليمية بشكل أكبر.
إن المنافسة على النفوذ والسيطرة على المواقع الاستراتيجية الرئيسية، مثل طرق الشحن الحيوية في القرن الأفريقي، تضيف أيضًا وقود علي التوترات. على سبيل المثال، وقعت تركيا مؤخرًا اتفاقية لمدة عامين لنشر قوات في المياه الإقليمية للصومال، في حين يُعتقد أن الإمارات العربية المتحدة تدعم صفقة ميناء أرض الصومال، والتي تتضمن بناء ميناء جديد.
تاريخ إثيوبيا وإريتريا الحديث
تضيف العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا طبقة أخرى من التعقيد إلى صراعات المنطقة. في حين كانت القوات الإثيوبية والإريترية أعداء لعقود من الزمان، فإن تعاونهما بين عامي 2020 و2022 في صراع تيجراي كان بمثابة تحالف مؤقت. ومع ذلك، ورد أن إريتريا كانت غير راضية عن اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية الإثيوبية، وتستمر قواتها في احتلال مناطق حدودية متنازع عليها.
خطر إعادة إشعال الصراع
أشار محمد خير عمر في مجلة فورين بوليسي، إلي أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي أظهرا نهجين متناقضين في الدبلوماسية. ففي حين يروج آبي للسلام، يروج دائما للحرب. كما أن التحالف بين مصر والصومال، وخاصة مع قدرته على تعزيز الجماعات المسلحة مثل الشباب، قد يكون له عواقب غير مقصودة، مما يمنح الجماعة المتطرفة المزيد من الفرص للتعبئة ضد الحكومة الصومالية.