زيتون المائدة في مصر إنجازات وتحديات الإنتاج
فى عام 2019، تصدرت مصر قائمة إنتاج الزيتون العالمي، مما عكس تطوراً ملحوظاً في صناعة الزيتون على المستوى العالمي. ففي البداية، كانت مصر تحتل المركز 13 عالمياً في إنتاج زيتون المائدة عام 2016، ولكنها استطاعت أن تتقدم بسرعة لتحتل المرتبة الأولى عام 2019، وذلك بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بزراعة مليون فدان جديدة بأشجار الزيتون، وهو ما ساهم في تعزيز الإنتاج والتنافسية على الصعيدين المحلي والعالمي.
من المرتية ال 13 عالميًا إلى المرتبة الأولى، كيف حققت مصر ذلك؟
تقدمت مصر بخطى ثابتة في إنتاج الزيتون لتصبح واحدة من أبرز منتجي زيتون المائدة في العالم،في عام 2016، وبينما كانت تحتل المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في إنتاج زيتون المائدة، أطلق الرئيس السيسي مبادرة تهدف إلى توسيع زراعة أشجار الزيتون على مساحة مليون فدان في مختلف مناطق مصر.
ومن ثمّ أعلنت القوات المسلحة عن تبنيها لمبادرة زراعة 2.5 مليون شجرة زيتون بسيناء. تلك المبادرة الهامة ساهمت في تعزيز إنتاج زيتون المائدة في مصر وتحقيق عائد مرتفع على المستوى العالمي.
وفي ضوء هذه الجهود، شهد إنتاج الزيتون في مصر تطورًا ملحوظًا، حيث تصدرت مصر قائمة إنتاج زيتون المائدة عالمياً في عام 2019، وسجلت زيادة ملحوظة في الإنتاج تعززت في عام 2020، لكن هذه المرة كانت صدارة التصنيف من نصيب أسبانيا. أمّا في عام 2021، فقد شهدت مصر انخفاضًا في إنتاجها إلى الثلث في تراجعٍ غير متوقع، مما أدى إلى تراجع موقعها في التصنيف العالمي لسنة 2022. ومع ذلك، فإن مصر لازالت من أكبر منتجي زيتون المائدة عالميًا، حيث تحتل المركز السابع وفقًا لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
سر التقدم والتراجع في إنتاج زيتون المائدة في مصر
بدأت مصر رحلة التطوير في زراعة الزيتون منذ عام 2015، حيث كان عدد أشجار الزيتون يبلغ 25 مليون شجرة، وهدفت الحكومة بزيادته إلى 100 مليون شجرة، وفقًا للمبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبفضل جهود الزراعة المكثفة، ارتفع عدد الأشجار المزروعة حاليًا في مصر إلى 58 مليون شجرة.
في الواقع، أظهرت نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن صادرات مصر من الزيتون في الفترة من يناير حتى مايو 2022 تخطت 30 مليون دولار، وذلك بالمقارنة بمبلغ 18 مليون دولار عن نفس الفترة من عام 2021.
علاوة على ذلك، فمن خلال ملاحظة إنتاجية الزيتون فى محافظة مطروح المعروفة بإنتاجها ذي الجودة العالية، وذلك خلال ثلاث عقود متتالية من 1990 وحتى 2020، يتبين أن أعلى نسبة انتاجية لمحصول الزيتون كانت فى الفترة الواقعة بين 2015 و 2020، حيث نلاحظ مسارًا تصاعديًا وحتى سنة 2019. وهي السنة التى حققت فيها مصر المرتبة الأولى عالميًا فى إنتاج زيتون المائدة كما ذكرنا سابقًا.
التحديات التي واجهت إنتاج زيتون المائدة:
مع ذلك، رغم التقدم، فإن هناك تحديات تواجه إنتاج الزيتون في مصر، وهي تتعلق أساسًا بالتغيرات المناخية. بحسب البيانات الخاصة بمتوسطات درجات الحرارة المنشورة عبر بوابة معرفة تغير المناخ التابعة للبنك الدولي، فقد شهدت مصر ارتفاعًا قياسيًا في متوسط درجات الحرارة خلال السنوات الثلاث 2010، 2018، و2021، مما أثر سلبًا على إنتاج الزيتون في البلاد.
التداعيات على الإنتاج العالمي:
في الواقع، لم يقتصر تأثير التغيرات المناخية على إنتاج الزيتون في مصر فقط، حيث وصلت نسبة فقد الزيتون، وتقليل الإنتاج في مصر ببعض المناطق ل50٪ ، بل كان له أيضًا تأثيرات على الإنتاج العالمي. تتركز زراعة الزيتون بشكل كبير ضمن دول البحر المتوسط، والتي تقدم أعلى جودة من الزيتون في العالم، وبالتالي فإن تدهور الإنتاج في مصر يعكس تلك التحديات التي تواجهها المنطقة بأسرها.
تركيز الزراعة وأصناف الزيتون:
تتميز زراعة الزيتون في مصر بالتنوع والانتشار في عدة مناطق مهمة، منها النوبارية، شمال سيناء، مطروح، البحيرة، الإسماعيلية، جنوب سيناء، والفيوم. وتضم هذه المناطق أهم الأصناف الموجودة في مصر، أصناف المائدة مثل “عجيزى شامي – تفاحي – دولسي”، وأصناف الزيت مثل “كروناكي – كوراتينا”، بالإضافة إلى الأصناف ثنائية الغرض مثل “بيكوال – منزانيللو”.
تحديات الإنتاج وكيفية المنافسة:
– يرى خبراء الزراعة ضرورة التحايل على التغيرات المناخية بأساليب إبداعية، مثل تحديد مواعيد الازهار للزيتون وتجنب نضجه المبكر، مع زيادة رقعة الزراعة بدعم من الحكومة لتعزيز الإنتاج وتعويض الفاقد.
– يجب تركيز الزراعة على الأصناف المناسبة للبيئة والتربة المصرية لتحقيق أقصى إمكانات الإنتاج وتقليل الفاقد خلال الزراعة والإنتاج.
– هناك حاجة لاعتماد تقنيات حديثة مثل الميكنة النصف آلية في عملية جمع ثمار الزيتون لتخفيض التكاليف، مع تعميم معامل الترايكوجراما فى جميع مناطق التركيز للحد من استخدام المبيدات فى مكافحة دودة أوراق الزيتون الخضراء وثاقبة أزهار الزيتون وتفعيل دور المكافحة الحيوية لآفات الزيتون.
– من أجل المنافسة على الصعيد العالمي، يجب توفير منتجات تتوافق مع المواصفات القياسية العالمية، وهذا يتطلب إنشاء معامل مرجعية وتوفير التقييم الحسي لزيتون المائدة وزيت الزيتون، بالإضافة إلى تطبيق تشريعات تلزم الشركات بالحصول على شهادات معتمدة قبل عرض منتجاتها في الأسواق المحلية أو التصدير للأسواق الخارجية حفاظًا على حقوق المستهلك، وأهمها صحته.
– يتطلب دعم وحماية زراعة الزيتون في مصر تنظيمًا إداريًا وتوجيهًا من الحكومة ومبادراتها، لضمان استمرارية الإنتاج وتعزيز المكانة العالمية للزيتون المصري.