تحذيرات SMS من تل أبيب.. هل تُمهد إسرائيل لسيادة غير معلنة على جنوب سوريا؟

في تطور ميداني غير مسبوق، تلقّى سكان في محافظات جنوب سوريا، لاسيما درعا والقنيطرة وجبل الشيخ، رسائل نصية تحذيرية من إسرائيل على هواتفهم المحمولة.

وبحسب وسائل إعلام فإن الرسائل الصادرة عن “قيادة الجبهة الداخلية” الإسرائيلية، وردت بالعربية والعبرية وجاء نصها:”تحذير رئيس.. في الدقائق القريبة من المتوقع حدوث هجمات في منطقتك. عليك إخلاء موقعك فورًا والتوجه إلى مكان محمي. في حال استلام التحذير، يجب الدخول إلى مساحة محمية والبقاء فيها حتى استلام إشعار جديد. قيادة الجبهة الداخلية – تمنياتنا بالسلامة.”

الرسائل التي وثقها بعض السكان ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت حالة من القلق والجدل، لا سيما أنها المرة الأولى التي تصل فيها مثل هذه التحذيرات إلى سوريين داخل بلادهم، في توقيت حساس تزامن مع اشتباكات صاروخية واسعة بين إيران وإسرائيل.

خطأ تقني من إسرائيل أم احتلال غير معلن لـ جنوب سوريا

وفق تقارير فقد تباينت التفسيرات حول دوافع هذه الرسائل. فبينما اعتبرها البعض ناتجة عن تداخل في تغطية الشبكات بين إسرائيل والمناطق الحدودية السورية، بسبب قرب الأبراج في الجولان.

بينما رأى آخرون فيها رسالة سياسية مدروسة، تشير إلى أن إسرائيل باتت تعتبر الجنوب السوري جزءًا من أمنها الحيوي.

وتعزز هذا الرأي مؤشرات ميدانية على الأرض، تشير إلى توغل إسرائيلي متزايد داخل الجنوب السوري، وسط فراغ أمني تسببت به الحرب وانهيار النظام السابق.

جنوب سوريا يفع فاتورة حرب إيران وإسرائيل

منذ تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، فجر الجمعة الماضية، تعرّضت مناطق جنوب سوريا لسقوط صواريخ ومقذوفات،

كما تحوّلت إلى مسرح عمليات دفاعية وهجومية متبادلة. ففي ريف درعا الشمالي، سقط صاروخ بالستي إيراني في منطقة بين بلدتي كفرشمس وقيطة، بعد أن اعترضته منظومة الدفاع الإسرائيلية. كما أصيب طفل في قرية الرفيد بمحافظة القنيطرة جراء شظايا ناجمة عن قصف صاروخي.

وباتت الأجواء في الجنوب السوري مشحونة ومفتوحة على احتمالات تصعيد أكبر، في ظل استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وإسقاط عدد من الطائرات المُسيّرة الإيرانية فوق المناطق الحدودية.

واقع جديد بعد سقوط النظام في سوريا

منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر واصلت إسرائيل تعزيز وجودها العسكري داخل الأراضي السورية، تحديدًا في القنيطرة وريف درعا، حيث أنشأت ما لا يقل عن عشر نقاط تمركز عسكري، تمتد من قمة جبل الشيخ شمالًا حتى مثلث الحدود الأردنية جنوبًا.

وبحسب مصادر محلية وصور أقمار صناعية، فإن القوات الإسرائيلية باشرت بإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة في قرية جباتا الخشب، داخل المنطقة التي كانت تُعد منزوعة السلاح بموجب اتفاقية 1974.

وتشير المعلومات إلى تجريف نحو 50 دونمًا من الأراضي الحرجية لإقامة منشآت دفاعية متقدمة، ما يُعتبر خطوة جديدة في سياق فرض أمر واقع عسكري إسرائيلي في الجنوب.

ما وراء رسائل إسرائيل لسكان جنوب سوريا

الرسائل النصية التي وردت على هواتف السوريين في الجنوب، لم تمر كتحذير عابر. بل فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات استراتيجية حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى لفرض سيادة أمر واقع على مناطق من جنوب سوريا، تحت عنوان الأمن والوقاية من الهجمات.

ويبدو أن “قيادة الجبهة الداخلية” الإسرائيلية، في مخاطبتها لسكان مناطق غير خاضعة رسميًا لسلطتها، ترسل إشارة مزدوجة: إظهار سيطرة تقنية وعملياتية على الفضاء السوري جنوبًا، وترسيخ شعور بأن أمن تلك المناطق بات تحت إدارتها الفعلية.

اقرأ أيضا.. انهيار الملجأ الذي لا يقهر.. كيف اخترقت صواريخ إيران معقل الأمان في إسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى