تحسين حياة 260 مليون سمكة.. طفرة في رعاية أسماك البلطي في مصر
مشروع رعاية أسماك البلطي يحدث ثورة في معايير الصناعة في مصر
حقق مشروع رعاية أسماك البلطي في مصر إنجازًا هائلاً من خلال تحسين رعاية أكثر من 260 مليون سمكة من أسماك البلطي النيلي، وهو ما يمثل 10% من إجمالي أسماك البلطي في البلاد، في قفزة كبيرة لقطاع تربية الأحياء المائية في مصر وفقا لموقع ذا فيش سايت.
وفقا لموقع خاص عن مصر، تمثل هذه المبادرة تقدمًا كبيرًا في تعزيز ممارسات تربية الأحياء المائية في أكبر دولة منتجة لأسماك البلطي في أفريقيا وتضع معيارًا جديدًا لمعايير رعاية الحيوان في جميع أنحاء القارة.
بقيادة التعاون بين مبادرة الحيوانات الغذائية (FAI)، وبحوث المأكولات البحرية الأخلاقية (ESR)، وAquavet Egypt، يدمج المشروع التكنولوجيا المتطورة والأدوات التعليمية لتعزيز رعاية الأسماك مع تعزيز ربحية المزرعة. إن نجاح هذا المشروع ليس انتصارًا لتربية الأحياء المائية الأخلاقية فحسب، بل إنه يقدم أيضًا نموذجًا مستدامًا لمزارعي الأسماك على مستوى العالم.
أهداف المشروع: التركيز على تربية الأحياء المائية الأخلاقية
تم تصميم مشروع رعاية أسماك البلطي في مصر، الذي تم إطلاقه في أوائل عام 2024، لتحسين رعاية أسماك البلطي في مصر، وهي من أكبر منتجي الأسماك على مستوى العالم. تهدف المبادرة إلى تزويد مزارعي الأسماك بأدوات متقدمة وتدريب لإدارة صحة وأداء مخزونهم بشكل أفضل.
في قلب المشروع يوجد تطبيق رعاية أسماك البلطي التابع لـ مبادرة الحيوانات الغذائية، والذي يسمح للمزارعين بتقييم ومراقبة رعاية الأسماك بشكل أكثر فعالية. إلى جانب التطبيق، تم توفير دورات التعلم الإلكتروني لتثقيف المزارعين حول أفضل الممارسات في رعاية الأسماك.
قال موريلو كوينتليانو، الرئيس التنفيذي للعمليات في مبادرة الحيوانات الغذائية، “تتمتع هذه المبادرة بإمكانات هائلة لتحويل تربية الأحياء المائية في مصر”. “من خلال تقديم ممارسات الرعاية على هذا النطاق، نشهد تحولًا ملموسًا نحو صحة أفضل للأسماك، وربحية أعلى للمزارع، وتحسين معايير الصناعة”.
أقرا أيضا.. مصر وإريتريا والصومال تعزز محورها ضد إثيوبيا
تمكين المزارعين: التكنولوجيا والتدريب
أحد الإنجازات الأساسية للمشروع هو انتشاره الواسع عبر مناطق تربية الأحياء المائية الرئيسية في مصر، بما في ذلك كفر الشيخ والبحيرة والشرقية وبورسعيد. تستخدم أكثر من 1000 مزرعة الآن تطبيق Tilapia Welfare، وتم إجراء أكثر من 3000 تقييم للرعاية حتى الآن، مع هدف الوصول إلى 4000 تقييم قريبًا. تساعد هذه التقييمات المزارعين على تحسين ظروف أسماكهم، وضمان مخزون أكثر صحة وعمليات أكثر استدامة.
كما قدم المشروع ورش عمل وتدريب عملي لأكثر من 1000 مزارع وطالب ومهني في الصناعة. شاركت مؤسسات تعليمية مثل جامعة كفر الشيخ وجامعة القاهرة في المبادرة، ودمجت تدريب الرعاية في مناهجها الدراسية. لعب المختبر المركزي لبحوث تربية الأحياء المائية دورًا محوريًا في تقديم التوجيه المتخصص، وتعزيز ممارسات الرعاية في قطاع تربية الأحياء المائية في مصر.
“نحن سعداء بالتقدم الذي نحرزه. نحن نظهر قوة ممارسات تربية الأحياء المائية الأخلاقية في التأثير بشكل إيجابي على كل من الأسماك والمزارعين”، قال وسيم إمام، الباحث الرئيسي ومؤسس Ethical Seafood Research (ESR).
ممارسات الرفاهية والفوائد الاقتصادية: فوز للمزارعين
في قلب المشروع، يتم مواءمة رعاية الأسماك مع الفوائد الاقتصادية للمزارعين. لا تؤدي الأسماك الأكثر صحة إلى زيادة إنتاجية المزرعة فحسب، بل تقلل أيضًا من التكاليف المرتبطة بالأمراض والوفيات. من خلال تحسين الظروف المعيشية لأسماك البلطي، يرى المزارعون فوائد مالية ملموسة، مما يحفزهم بشكل أكبر على تبني ممارسات الرفاهية. يثبت نجاح المشروع أن تربية الأحياء المائية الأخلاقية والربحية الاقتصادية ليسا متنافيين ولكن يمكن أن يعملا جنبًا إلى جنب.
أكد أوستين ثورسن، الرئيس التنفيذي لـ FAI، على أهمية دور مصر في المشهد العالمي لتربية الأحياء المائية: “لكي تحقق FAI أهدافها العالمية المتمثلة في تحسين حياة أكبر عدد ممكن من أسماك البلطي من خلال مشروع رعاية أسماك البلطي، فإن العمل في مصر أمر بالغ الأهمية لأنها واحدة من أكبر المنتجين في العالم. نحن لا نعالج فقط منطقة مهملة من رعاية الحيوان ولكننا نعيد تشكيل مستقبل قطاع تربية الأحياء المائية في مصر من خلال مواءمة رعاية الأسماك بشكل أفضل مع الفوائد الاقتصادية للمزارعين”.
الجهود التعاونية: بناء مستقبل مستدام لتربية الأحياء المائية
يمكن أن يُعزى نجاح مشروع رعاية أسماك البلطي في مصر إلى شراكاته القوية مع المؤسسات الأكاديمية والبيطرية والحكومية. وقد ضمنت هذه الشراكات تبني ممارسات الرعاية ليس فقط على مستوى المزرعة ولكن أيضًا دمجها في سياسات تربية الأحياء المائية الأوسع في مصر. إن مشاركة جامعة كفر الشيخ وجامعة القاهرة وكلار في تدريب المتخصصين في الصناعة في المستقبل تضمن استمرار تطور معايير الرعاية وتحسينها على المدى الطويل.
أرسى المشروع الأساس لممارسات تربية الأحياء المائية المستدامة في مصر وربما في جميع أنحاء أفريقيا. ونظرًا لكون مصر منتجًا رائدًا لأسماك البلطي، فمن المرجح أن يتردد صدى تأثير هذه المبادرة عبر صناعة تربية الأحياء المائية العالمية، لتكون بمثابة نموذج للدول الأخرى التي تتطلع إلى تحقيق التوازن بين الرفاهية والربحية.