تحورات فيروس إنفلونزا الطيور تهدد البشرية.. الخطر القادم في 2025
حذر الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، من تشكيل إنفلونزا الطيور (H5N1) خطرا أكبر على البشرية في العام 2025.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية في برنامج “قلبك مع جمال شعبان”، أن اليوم سُجلت حالة وفاة جديدة بسبب هذا الفيروس في بريطانيا، مشيرًا إلى أن الفيروس لا يزال ينتقل بين الطيور والبشر، لكنه قد يتحور لينتقل من شخص إلى آخر.
الفيروس الجديد في الصين وتحذير من تحول إنفلونزا الطيور لوباء عالمي
وأضاف رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن فيروس HMPV، الذي ظهر لأول مرة في الصين عام 2001، عاد مجددًا، وهذا الفيروس يتسبب في التهاب الرئة وله أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، لكنه ليس خطيرًا ولا يتوقع أن يتحول إلى وباء.
وأكد أن الصين أصبحت مصدرًا للعديد من الفيروسات بسبب الزحام الكبير واحتفالات رأس السنة.
من جانبه، أكد الدكتور جمال شعبان، مقدم برنامج “قلبك مع جمال شعبان”، أن الفيروس الجديد لم يصل إلى مصر، وأن الإصابات به تركزت في الصين والهند، مشددًا على أهمية الالتزام بالتدابير الوقائية، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.
ونصح الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، المواطنين بتجنب الأماكن المزدحمة وارتداء الكمامات، خاصةً أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وشدد على أهمية الحصول على لقاحات كورونا لتقليل فرص الإصابة بالأمراض التنفسية.
مخاوف من انتقال إنفلونزا الطيور بين البشر
في نفس السياق، حذرت الولايات المتحدة من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس إنفلونزا الطيور، حيث سُجلت 66 حالة جديدة وحالة وفاة مؤكدة.
وأوضح خبراء الصحة أن الفيروس يمكن أن يتحور ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وأكد الدكتور كونور ميهان، الأستاذ بجامعة نوتنغهام ترينت، أن طفرة جينية واحدة قد تجعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار، مما قد يؤدي إلى جائحة عالمية.
ولمواجهة المخاطر المحتملة، قامت المملكة المتحدة بشراء 5 ملايين جرعة من لقاح H5N1، بينما كانت فنلندا سبّاقة في تطعيم العاملين الذين تعرضوا للفيروس، وفي الولايات المتحدة، تتعاون السلطات مع شركة “موديرنا” لتطوير لقاح باستخدام تقنية mRNA.
وأظهرت دراسات حديثة أن فيروس H5N1 قد تحور ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين الثدييات، وفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، ورغم أن هذه الطفرات لم تُلاحظ بعد في البرية، إلا أن العلماء يحذرون من العواقب الكارثية لتحورات بسيطة قد تجعل الفيروس أكثر خطورة.
وأوضح العلماء أن مراقبة تحورات الفيروسات تعد أمرًا ضروريًا لتجنب وقوع كوارث صحية عالمية.
- إنفلونزا الطيور – صورة أرشيفية
تحذيرات من دراسات علمية مثيرة للجدل
في تطور آخر، أثارت دراسة جديدة من معهد سكريبس جدلًا واسعًا، حيث عمل الباحثون على تعديل بروتينات الفيروس لتحسين قدرته على إصابة الخلايا البشرية، ورغم القيمة العلمية للدراسة، تعرضت لانتقادات بسبب المخاوف من إساءة استخدام هذه الأبحاث، حيث انتقد بعض العلماء دراسات تهدف إلى تعزيز قدرة الفيروسات على الانتقال بين البشر، معتبرين أنها قد تؤدي إلى كوارث صحية غير متوقعة.
وقالت الدكتورة فيليبا لينتزو من كينجز كوليدج لندن: “يجب أن تركز الأبحاث البيولوجية على تعزيز الأمن والسلامة لمنع أي كارثة بيولوجية”.
وأوضح خبراء في معهد سكريبس أن تغييرات طفيفة في الفيروس قد تزيد من قدرته على إصابة البشر، مما يثير مخاوف من وقوع جائحة جديدة.
وأكد الدكتور كونور ميهان، من جامعة نوتنغهام ترينت، أن مراقبة الأمراض المعدية في الحيوانات تساعد في الوقاية من انتقالها للبشر، ورغم أن خطر الجائحة منخفض حاليًا، فإن كل إصابة بشرية تتيح للفيروس فرصة للتطور.
وتعد سلالة H5N1 من إنفلونزا الطيور واحدة من أكثر السلالات إثارة للقلق على المستوى العالمي، وعلى الرغم من اكتشافها لأول مرة منذ أكثر من قرن، إلا أن المخاوف بشأنها تصاعدت مؤخرًا مع تسجيل إصابات بين عمال مزارع في ولايتي تكساس وميشيغان بالولايات المتحدة، حيث انتقل الفيروس من أبقار مصابة إليهم في وقت سابق من العام.
اقرأ أيضًا: الصحة تصدر قرارات علاج على نفقة الدولة بقيمة تتجاوز 24 مليار جنيه في 2024
تسجيل ما لا يقل عن 14 حالة انتقال للفيروس من الأبقار إلى البشر
وفقًا لدراسة سابقة نُشرت في أكتوبر الماضي، تم تسجيل ما لا يقل عن 14 حالة انتقال للفيروس من الأبقار إلى البشر، وظهرت على المصابين أعراض خفيفة شملت التهابات تنفسية أو التهاب الملتحمة، وهو مرض يسبب احمرار والتهاب العين، ومع ذلك، نُقل أحد المصابين إلى المستشفى بسبب تدهور حالته الصحية.
ورغم هذه التطورات، لم تظهر أدلة علمية تشير إلى أن الفيروس قادر على الانتقال بين البشر حتى الآن، مما قلل من خطر انتشاره بشكل واسع، ولكن المخاوف مستمرة من احتمالية أن يتحور الفيروس ليصبح أكثر عدوى وفتكًا بالبشر.
وركزت الأبحاث الحديثة في معهد “سكريبس” للأبحاث على بروتين “الهماغلوتينين”، وهو مكون أساسي في فيروس H5N1 يساعده على الالتصاق بالخلايا.
وكشفت الدراسات أن طفرة واحدة فقط قد تجعل الفيروس أكثر قدرة على إصابة الخلايا البشرية في الأنف والحلق، مما يمكن أن يؤدي إلى انتقاله بسهولة أكبر عبر السعال أو العطس.
وشدد خبراء الصحة على ضرورة مراقبة الأمراض المعدية والتحورات الفيروسية بشكل مستمر، واعتبروا أن فهم طبيعة الفيروسات وسلوكها يعد خطوة حاسمة لتجنب انتشارها والحد من تأثيرها على البشرية.