ترامب يتطلع لتقسيم أصول أوكرانيا مع بوتين.. ما القصة؟

أعلن الرئيس دونالد ترامب عن خططه للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إمكانية تقسيم أصول أوكرانيا في المنطقة المتأثرة بالصراع.
تثير هذه التصريحات مخاوف وتثير جدلاً حول مستقبل سيادة أوكرانيا ودور الولايات المتحدة في الحرب. تشير تصريحات ترامب، وخاصةً فيما يتعلق بالأراضي ومحطات الطاقة، إلى تحول في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا واحتلالها للأراضي الأوكرانية.
يتناول تقرير صنداي تايمز، تداعيات تصريحات ترامب ومحادثته المرتقبة مع بوتين، بالإضافة إلى ردود فعل المسؤولين الأمريكيين والقيادة الأوكرانية.
تصريحات ترامب حول تقسيم الأصول
قبيل محادثاته مع الرئيس بوتين، كشف الرئيس ترامب أن المناقشات ستركز على “تقسيم الأصول”، بما في ذلك الأراضي ومحطات الطاقة. تشير هذه التصريحات، التي أدلى بها على متن طائرة الرئاسة قبل لقائه مع بوتين، إلى أن الولايات المتحدة قد لا تعترض على سيطرة روسيا على مناطق معينة في أوكرانيا.
أوضح ترامب: “سنتحدث عن الأراضي. سنتحدث عن محطات الطاقة”. ووفقًا لترامب، فإن كلا الجانبين، أوكرانيا وروسيا، يُجريان بالفعل محادثات حول تقسيم أصول مُحددة، وهو تصريح يُثير تساؤلات حول الحدود الإقليمية المُستقبلية لأوكرانيا.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب تصريحات مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي أشار أيضًا إلى أنه من غير الواقعي توقع استعادة أوكرانيا كل شبر من أراضيها من روسيا.
أشار والتز على قناة ABC إلى أنه من غير المُرجح أن تتمكن أوكرانيا من “طرد كل روسي من كل شبر من الأراضي الأوكرانية”. يعكس هذا التعليق تصورًا مُتناميًا بأن أي تسوية تفاوضية قد تتضمن تنازلات إقليمية من أوكرانيا، وهو ما عارضه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشدة.
موقف زيلينسكي من السلامة الإقليمية
على الرغم من هذه المناقشات حول التقسيمات الإقليمية المُحتملة، أوضح الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن أوكرانيا لن تتنازل رسميًا عن أراضيها لروسيا.
تسيطر القوات الأوكرانية حاليًا على جزء من البلاد، بينما تحتل القوات الروسية ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك مناطق حيوية في الشرق والجنوب. أصبح موقف زيلينسكي الثابت بعدم التخلي عن الأراضي حجر الزاوية في قيادته، مؤكدًا أن سيادة أوكرانيا غير قابلة للتفاوض.
اقرأ أيضًا: قتال الفصائل يدفع إثيوبيا لحافة الهاوية ويُنذر بحرب إقليمية.. سلام هش ينهار
محاولة ترامب لإنهاء الحرب
بالإضافة إلى المناقشات حول تقسيم الأصول، أكد الرئيس ترامب نيته التحدث مع بوتين لاستكشاف سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وصرح ترامب: “نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب”.
أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل، مشيرًا إلى أن الكثير من العمل قد بُذل خلال عطلة نهاية الأسبوع التي سبقت المناقشات المخطط لها. ويعكس سعي ترامب للحوار نهجه الأوسع في السياسة الخارجية، والذي غالبًا ما ركز على المفاوضات المباشرة ومحاولات تهدئة الصراعات العالمية.
مع ذلك، لا يزال موقف الكرملين ثابتًا. وقد صرّح المسؤولون الروس، بمن فيهم الرئيس بوتين، مرارًا وتكرارًا بأنهم لن يقبلوا بهدنة غير مشروطة. يُعقّد هذا الموقف أي وقف محتمل لإطلاق النار، إذ يُشير إلى أن بوتين قد لا يكون مستعدًا للتفاوض إلا بشروط تتوافق مع المصالح الروسية، مما يُفاقم التوترات بشأن حل الحرب.
انسحاب الولايات المتحدة من مجموعة الادعاء
في تطور ذي صلة، قررت الولايات المتحدة الانسحاب من المركز الدولي لمحاكمة جرائم العدوان ضد أوكرانيا. أُنشئت هذه المجموعة متعددة الجنسيات لمحاسبة القيادة الروسية على أفعالها في أوكرانيا بموجب القانون الدولي.
يُمثّل انسحاب الولايات المتحدة تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما وأن إدارة بايدن كانت قد انضمت إلى المجموعة في عام 2023. ويُنظر إلى هذا القرار على أنه خطوة قد تُعقّد الجهود الدولية لمحاسبة روسيا على غزوها لأوكرانيا.
يأتي الانسحاب من مجموعة الادعاء في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها ترامب، الذي سبق أن اتهم أوكرانيا ببدء الحرب ووصف الرئيس زيلينسكي بـ”الديكتاتور”. وقد أثارت هذه التصريحات جدلًا حول نهج ترامب تجاه أوكرانيا وتأثيره المُحتمل على السياسة الأمريكية في حال عودته إلى منصبه.