ترامب يحذر روسيا.. 12 يومًا لوقف حرب أوكرانيا أو مواجهة عقوبات قاسية

قلَّص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل حاد المهلة الزمنية التي حددها لروسيا للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، محذرًا من أن موسكو لديها الآن 10 إلى 12 يومًا فقط لإنهاء الأعمال العدائية وإلا ستواجه تصعيدًا حادًا في العقوبات.

يعكس هذا الإعلان، الذي أُدلي به في منتجع تيرنبيري للغولف الذي يملكه ترامب في اسكتلندا، بحضور رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، تزايد الإحباط في واشنطن إزاء عدم إحراز تقدم في جهود السلام، وارتفاع الخسائر البشرية جراء الهجوم الروسي المتجدد.

من 50 يومًا إلى أقل من أسبوعين.. إنذار ترامب الجديد

أعلن الرئيس ترامب، الذي منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي مهلة 50 يومًا للموافقة على هدنة، للصحفيين يوم الاثنين أنه “سيُقلص مدة الـ 50 يومًا التي منحتها له إلى مدة أقل”، محددًا مهلة نهائية جديدة تتراوح بين 10 و12 يومًا فقط.

قال ترامب: “لا داعي للانتظار. أريد أن أكون كريمًا، لكننا لا نرى أي تقدم يُحرز… قد نتوصل إلى اتفاق”. وأضاف: “أشعر بخيبة أمل كبيرة” إزاء تصرفات بوتين في أوكرانيا، مما يُشير إلى قلة التفاؤل بقبول موسكو للشروط.

تُشير خطوة ترامب إلى استراتيجية أمريكية مُكثفة: إذا رفضت روسيا، فسيتم فرض “عقوبات ثانوية” جديدة – تشمل رسومًا جمركية وقيودًا على أي دولة تشتري النفط الروسي. وكان البيت الأبيض قد صرّح سابقًا بأن هذه الإجراءات “ستُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الروسي”.

تغير في النبرة: من إلقاء اللوم على كييف إلى دعم وقف إطلاق النار

شهد موقف الرئيس ترامب من أوكرانيا تطورًا خلال الأشهر الأخيرة. فبينما سبق أن انتقد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإطالة أمد الصراع، تغيرت نبرته منذ لقائه زيلينسكي في قمة الناتو الأخيرة.

الآن، يُعرب ترامب عن خيبة أمله من بوتين، مُشيرًا إلى أنه “لم يعد مهتمًا بالتحدث [مع بوتين]… كلما ظننتُ أن الأمر سينتهي، يُقدم على قتل الناس”. ووصف سلسلة من “المحادثات اللطيفة” مع الزعيم الروسي، تلتها ضربات صاروخية جديدة وسقوط ضحايا.

زيلينسكي يُرحب بالضغط الأمريكي على موسكو

رحب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بنهج ترامب المُتشدد، مُشيدًا بـ”موقفه الواضح وعزمه المُعلن” في وقت حرج. وصرح زيلينسكي: “لا تزال أوكرانيا ملتزمة بالسلام، وستعمل بلا كلل مع الولايات المتحدة لجعل بلدينا أكثر أمانًا وقوة وازدهارًا”.

حثّ الزعيم الأوكراني، الذي استضاف مؤخرًا المبعوث الخاص لترامب في كييف، واشنطن مرارًا وتكرارًا على تصعيد الضغوط الاقتصادية على موسكو، مجادلًا بأن العقوبات الصارمة وحدها هي القادرة على كبح الحملة العسكرية الروسية.

اقرأ أيضًا.. إيران تواجه أزمة مياه حادة.. الجفاف المُطوّل يهدد إمدادات الشرب

الكرملين يُشير إلى انفتاحه على المحادثات، لكن دون إحراز تقدم ملموس

من جانبه، ردّ الكرملين بحذر. أصرّ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أن موسكو لا تزال “منفتحة على الحوار”، بينما أشار المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، إلى احتمال عقد اجتماع بين ترامب وبوتين في الصين في سبتمبر المقبل، على الرغم من عدم وجود أي استعدادات جارية.

رغم مزاعم الانفتاح، كثّفت القوات الروسية هجماتها بالطائرات المسيّرة والهجمات البرية على طول الجبهة الشرقية لأوكرانيا التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر، محققةً أسرع تقدم لها منذ أكثر من عام.

قوة العقوبات الأمريكية.. النفوذ المالي العالمي

أكد مسؤولو البيت الأبيض على نطاق العقوبات المقترحة. أشارت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إلى أن قدرة واشنطن على فرض “رسوم جمركية باهظة للغاية” وعقوبات ثانوية قد تعزل الأفراد والشركات، بل وحتى الدول، عن النظام المالي العالمي إذا واصلت التعامل مع روسيا. ومن شأن هذه الإجراءات أن تزيد من عزلة موسكو الاقتصادية، وتعاقب الدول التي تساعدها على الالتفاف على العقوبات، مما يزيد الضغط الدولي لوقف الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى