ترامب يعين مايك والتز مستشارًا للأمن القومي وسط مخاوف عالمية
اختار الرئيس المنتخب دونالد ترامب النائب الأمريكي مايك والتز، وهو ضابط متقاعد في الحرس الوطني ومحارب قديم، مستشارا للأمن القومي، وفقا لما نشرته مجلة التايم الأمريكية.
يأتي هذا القرار في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة مع مجموعة من تحديات الأمن القومي، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والتوترات المتزايدة مع الصين، وعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط. وفي حين ظهرت بعض المخاوف في الكونجرس بشأن العواقب المحتملة لإزالة والتز من مقعده في الكونجرس، فإن اختيار ترامب يشير إلى التزام بالقيادة المتمرسة ذات الخلفية العسكرية القوية.
مايك والتز: محارب عسكري مخضرم يتمتع بخبرة تشريعية
مايك والتز، عضو الكونجرس الجمهوري لثلاث فترات من فلوريدا، ليس غريبًا على قضايا الأمن القومي. كان أول جندي من القوات الخاصة يُنتخب لمجلس النواب الأمريكي، حيث جلب ثروة من الخبرة العسكرية إلى حياته السياسية.
اقرأ أيضا.. طرد عضو كنيست دعم اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة
خدم والتز في جولات قتالية متعددة في أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا، وحصل على أربع نجوم برونزية، اثنتان منها مُنحتا نظير الشجاعة. كما شغل مناصب بارزة في الكونجرس، بما في ذلك رئاسة اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب المعنية بالاستعداد والعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب واللجنة الدائمة المختارة للاستخبارات.
إن الخبرة العسكرية والتشريعية التي يتمتع بها والتز تؤهله للتعامل مع القضايا الأمنية المعقدة والمتقلبة التي سيواجهها ترامب في ولايته الثانية. وقد أكسبته سمعته كمدافع قوي عن الاستعداد العسكري وتركيزه على تعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية تقديرًا بين أقرانه.
موقف متشدد بشأن الأمن القومي والسياسة الخارجية
طوال حياته السياسية، كان والتز مؤيدًا صريحًا لنهج قوي وحازم للسياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالصين. ودعا إلى مقاطعة الولايات المتحدة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين، مشيرًا إلى دور الصين في جائحة كوفيد-19 ومعاملتها للمسلمين الأويغور.
كما كان منتقدًا شرسًا للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مطالبًا بالمساءلة عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية أثناء الخروج الفوضوي. تتوافق مواقفه بشكل وثيق مع نهج ترامب في السياسة الخارجية، والذي يؤكد على القوة العسكرية، والموقف الصارم تجاه الخصوم، ورفض ما يشير إليه ترامب بالجيش “المستيقظ” الذي يركز على مبادرات التنوع والمساواة.
تعكس آراء والتز بشأن الأمن القومي آراء الرئيس السابق، الذي يدعو إلى أجندة عسكرية أكثر تقليدية وتركيزًا على القتال. بصفته رئيسًا للجنة الفرعية للاستعداد، أكد على الحاجة إلى “تحويل تركيزنا بعيدًا عن أولويات الاستيقاظ والعودة إلى الفوز بالحروب”، وهو الموقف الذي يتماشى مع مخاوف ترامب الأوسع بشأن حالة الاستعداد العسكري الأمريكي.
ردود أفعال الخبراء: تعيين والتز يُنظر إليه على أنه خيار قوي
أشاد خبراء الأمن القومي إلى حد كبير باختيار والتز، مشيرين إلى خبرته العسكرية الواسعة وفهمه لتعقيدات كل من سياسة الدفاع والمشهد السياسي. ووصف ريتشارد جولدبرج، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي خلال فترة ولاية ترامب الأولى، والتز بأنه “اختيار مثير للإعجاب” وستكون خلفيته لا تقدر بثمن في معالجة الأزمات الأمنية العالمية الجارية.
أكد جولدبرج أنه مع تصاعد الصراعات في جميع أنحاء العالم، فإن والتز في وضع جيد لمساعدة الرئيس على التعامل مع هذه التحديات بشكل فعال.
كما أشار جولدبرج إلى الخبرة المزدوجة التي يتمتع بها والتز كجندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية وعضو في الكونجرس، بحجة أن هذه المؤهلات تجعله مؤهلاً بشكل فريد للعمل كمستشار للأمن القومي.
مع ظهور مجموعة من الأزمات – مثل الحرب في أوكرانيا، والتوترات المتزايدة مع روسيا والصين، وعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط – تُرى الخبرة العسكرية والبصيرة التشريعية التي يتمتع بها والتز كأصول حاسمة.
استراتيجية ترامب للأمن القومي
مع استعداد ترامب لتولي منصبه لولاية ثانية، سيكون الأمن القومي على رأس الأولويات. إن المشهد الأمني العالمي محفوف بالتحديات، من الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا إلى التهديد المتزايد الذي تشكله الصين.
يشير تعيين والتز إلى الالتزام بالتعامل مع هذه القضايا مع التركيز على الجاهزية العسكرية، والموقف الصارم تجاه الخصوم، والعودة إلى أولويات الدفاع التقليدية.
من المرجح أن يلعب والتز دوراً محورياً في تشكيل نهج ترامب في التعامل مع هذه التحديات الأمنية العالمية، وضمان بقاء سياسات الدفاع الأميركية قوية واستعداد الجيش الأميركي لمواجهة أي تهديد، سواء من جانب الجهات الفاعلة الحكومية أو الجماعات غير الحكومية.