تركيا تترقب قرارا تاريخيا.. هل يعلن العمال الكردستاني حل نفسه ووضع السلاح ؟

أعلن حزب العمال الكردستاني، الجمعة، أن مؤتمره الثاني عشر الذي انعقد هذا الأسبوع في شمال العراق، أفضى إلى اتخاذ “قرارات تاريخية”، دون أن يكشف عن فحوى هذه القرارات، فيما رجّحت مصادر سياسية وإعلامية أن يكون الحزب قد اتخذ قرارًا بحل نفسه استجابةً لدعوة زعيمه المعتقل عبدالله أوجلان، في خطوة قد تمهد لإنهاء نزاع مسلح استمر أكثر من 40 عامًا مع تركيا.
مؤتمر سري لـ العمال الكردستاني في شمال العراق
بحسب ما أوردته وسائل إعلام كردية، انعقد المؤتمر في الفترة من 5 إلى 7 مايو الجاري، بحضور قيادات عليا من التنظيم المسلح الذي تصنفه أنقرة وعدة عواصم غربية “منظمة إرهابية”.
وقالت وكالة فرات المقربة من الحزب إن المؤتمر “اتخذ قرارات ذات أهمية تاريخية بشأن أنشطة التنظيم بناء على دعوة الزعيم آبو”، في إشارة إلى عبدالله أوجلان، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة إمرالي منذ عام 1999.
ورغم التكتم على التفاصيل، أكد الحزب أن “البيان الكامل بشأن هذه القرارات سينشر قريبًا جدًا”، ما يفتح باب التكهنات حول إمكانية إعلان حل الحزب أو نزع سلاحه.
مبادرة تركية ووساطة كردية
تأتي هذه التطورات بعد أشهر من مبادرة سياسية طرحتها أنقرة، عبر زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، الحليف الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، حيث دعا أوجلان إلى نبذ العنف مقابل الإفراج عنه بشكل مشروط.
ونقل وفد من حزب “المساواة وديموقراطية الشعوب” هذه الرسالة إلى أوجلان في أكتوبر الماضي، في خطوة غير مسبوقة أعادت الحديث عن استئناف عملية السلام المتعثرة منذ 2015.
ورحّب الحزب الكردي، الجمعة، بـ”القرارات التاريخية” الصادرة عن العمال الكردستاني، واعتبر أنها تفتح “صفحة جديدة على طريق سلام مشرّف وحل ديموقراطي”.
أجواء من الترقب والغموض بشأن مستقبل العمال الكردستاني
ورغم إعلان وقف فوري لإطلاق النار من جانب واحد في مارس الماضي، لم تتوقف العمليات العسكرية التركية في شمال العراق وسوريا، ما دفع قيادات في الحزب، بينهم جميل بيك، إلى القول بأن “الظروف الحالية لا تسمح بعقد مؤتمر حر بسبب القصف المتواصل”.
ولم يعلن الحزب رسميًا عن حل نفسه أو نزع سلاحه حتى اللحظة، بينما نقلت صحيفة “تركيا” الموالية للحكومة عن مسؤول في حزب العدالة والتنمية أن هناك نية لتخفيف ظروف اعتقال أوجلان، وزيادة عدد لقاءاته مع عائلته وموفدي حزب المساواة.
تحديات أمام السلام المرتقب بين العمال الكردستاني وتركيا
في الوقت الذي تتصاعد فيه التكهنات حول الخطوة التالية، لا تزال العمليات التركية متواصلة ضد مواقع الحزب، وسط موقف رسمي عراقي يطالب بخروج الطرفين من أراضيه.
وخلال زيارته لأنقرة، جدّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التأكيد على أن “العمال الكردستاني منظمة محظورة”، مشددًا على رفض بلاده استخدام أراضيها من قبل جماعات مسلحة ضد دول الجوار.
ورغم ترحيب قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي بدعوة أوجلان، إلا أنه أوضح أن “قسد” غير معنية بها، في ظل اتهام أنقرة لوحدات حماية الشعب، المكون الرئيسي لتلك القوات، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
اقرا أيضا
لقاءات سرية بأبوظبي.. هل تنجح الوساطة الإماراتية في وقف انتهاكات إسرائيل في سوريا؟