تعرف على أكبر 10 دول في الشرق الأوسط استقبالًا للاستثمارات الأجنبية في 2024

تصدرت مصر قائمة أكبر الدول في الشرق الأوسط من حيث استقبال الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال عام 2024، متفوقة على الإمارات والسعودية وتركيا، ودافعة بمنطقة الشرق الأوسط إلى واجهة التدفقات العالمية بعد عام من التراجع الحاد.
البيانات الصادرة عن تقرير الاستثمار العالمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أظهرت أن إجمالي التدفقات إلى المنطقة بلغ مستويات قياسية، مدفوعة بعدد من الصفقات الكبرى، وتعديلات تشريعية وهيكلية في أكثر من دولة.
وفيما يلي ترتيب أكبر 10 دول في الشرق الأوسط من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) لعام 2024، مع لمحة عن العوامل التي دعمت كل منها:
1. مصر – 47 مليار دولار
قفزت مصر إلى المركز الأول إقليميًا والتاسع عالميًا، بعدما استقبلت 47 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، بزيادة ضخمة بلغت 370% عن عام 2023. وتُعزى هذه القفزة التاريخية إلى توقيع صفقة “رأس الحكمة” مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار، إلى جانب تفعيل الرخصة الذهبية، وتحرير سعر الصرف، وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص في قطاعات البنية التحتية، والتصنيع، والطاقة المتجددة.
2. الإمارات – 46 مليار دولار
رغم تراجعها إلى المركز الثاني، واصلت الإمارات أداءها القوي مستقبلة 46 مليار دولار من الاستثمارات، مدفوعة ببيئة أعمال متقدمة، وقوانين استثمار مرنة، وموقعها كمركز مالي وتجاري إقليمي. كما حافظت على موقعها كأكبر مستقبل لمشروعات “الاستثمار الجديد – Greenfield” في المنطقة.
3. إسرائيل – 16.8 مليار دولار
رغم التوترات السياسية الداخلية وتراجع التدفقات في 2023، استعادت إسرائيل جزءًا من قوتها، وجذبت 16.8 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية خلال 2024، مع استمرار تفوقها في قطاع التكنولوجيا المتقدمة. وتظل الولايات المتحدة، والهند، وفرنسا أبرز شركائها الاستثماريين.
4. السعودية – 15.7 مليار دولار
سجلت السعودية انخفاضًا في حجم الاستثمارات الأجنبية مقارنة بالسنوات السابقة، متأثرة بتراجع بعض القطاعات والقيود التنظيمية المؤقتة، لكنها حافظت على موقعها ضمن الخمسة الكبار في المنطقة. وتواصل المملكة التركيز على استقطاب الاستثمارات طويلة الأجل ضمن رؤية 2030، خاصة في مدينة نيوم وقطاعات الطاقة المتجددة والسياحة.
5. تركيا – 10.5 مليار دولار
استقبلت تركيا 10.5 مليار دولار من FDI في 2024، بفضل جهودها في تحسين التشريعات الاستثمارية، وفتح مجالات جديدة أمام المستثمرين في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا. وتصدرت هولندا وألمانيا والولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر استثمارًا في السوق التركية.
6. عُمان – 9 مليار دولار
حافظت سلطنة عُمان على استقرارها الاستثماري، وجذبت 9 مليارات دولار خلال 2024، بفضل تركيزها على مشاريع البنية التحتية والنقل والطاقة، مع الاستفادة من موقعها الجغرافي واستقرارها السياسي.
7. البحرين – 2.5 مليار دولار
بإجمالي تدفقات بلغت 2.5 مليار دولار، واصلت البحرين دورها كمركز مالي ناشئ، مستفيدة من منظومة تشريعية مرنة وتشجيع الاستثمارات في قطاع الخدمات المالية والتقنيات الناشئة، رغم محدودية حجم السوق.
8.لبنان – 1.8 مليار دولار
رغم الأزمة الاقتصادية الممتدة، سجل لبنان عودة محدودة للاستثمار الأجنبي، مستقطبًا 1.8 مليار دولار خلال 2024، بدعم من استثمارات في قطاع الاتصالات، والمقاولات، وإعادة الإعمار، وسط تفاؤل حذر بمزيد من الانفراجات السياسية.
9. المغرب – 1.6 مليار دولار
استقبل المغرب استثمارات بقيمة 1.6 مليار دولار خلال 2024، تركزت في قطاعات الطاقة المتجددة، والصناعات الزراعية، والسيارات. وتواصل الحكومة المغربية تعزيز الشراكات الأوروبية والإفريقية لتوسيع حجم الاستثمارات الوافدة.
10. الأردن – 1.6 مليار دولار
جذب الأردن 1.6 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية في 2024، مستفيدًا من استقراره السياسي، وقطاعاته الواعدة في تكنولوجيا المعلومات، والتعليم، والخدمات الطبية، إلى جانب التسهيلات الاستثمارية الجديدة الموجهة للشركات الناشئة.

الشرق الأوسط على خريطة الاستثمار العالمي
رغم ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات جيوسياسية، وحروب ممتدة، وتوترات حدودية، وتحديات اقتصادية ضخمة نتيجة تقلبات أسعار الطاقة وتباطؤ النمو العالمي، فإنها نجحت في ترسيخ موقعها على خريطة الاستثمار الأجنبي العالمي.
تعكس هذه الأرقام تغيرًا كبيرًا في مسار تدفقات رؤوس الأموال، حيث بدأت بعض الدول، وعلى رأسها مصر والإمارات، في التحول إلى مراكز جذب عالمية للاستثمار، ليس فقط بفضل الإصلاحات الاقتصادية، بل أيضًا بقدرتها على تقديم مشروعات استراتيجية ضخمة، وأطر تنظيمية مرنة، وحوافز استثمارية واعدة.
ويبقى مستقبل الاستثمار في الشرق الأوسط مرهونًا بقدرة الحكومات على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، وتعميق الشراكة مع القطاع الخاص، وفتح قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا والطاقة النظيفة، بما يعزز جاذبية المنطقة كمركز تنافسي عالمي في السنوات المقبلة.
وربما تشهد السنوات القادمة صعود دول كانت غائبة عن المشهد الاستثماري لسنوات، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، إذا ما نجحت في تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار وإعادة الإعمار، والانفتاح على الاستثمارات الدولية بشكل حقيقي. فالموقع الجغرافي، والموارد الطبيعية، والطموحات الشعبية، لا تزال قائمة.. وتنتظر من يطلق إمكاناتها الكامنة.
اقرأ أيضًا: 35 محطة و100 كم.. مصر تقترب من إطلاق أكبر مشروع مونوريل في الشرق الأوسط