تعيين توماس باراك سفير واشنطن في تركيا مبعوثا أمريكيا خاصا لـ سوريا- ما دلالة ذلك؟

كشفت تقارير صحفية عن اقتراب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إعلان تعيين السفير الأمريكي في تركيا توماس باراك كمبعوث خاص في سوريا.
وبحسب وكالة رويترز  كشف مصدر دبلوماسي في تركيا عن أن الولايات المتحدة ستعيّن السفير الأمريكي الحالي في أنقرة، توماس باراك، مبعوثًا خاصًا إلى سوريا، في خطوة تعكس تغيّرًا ملحوظًا في سياسة واشنطن تجاه دمشق، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد.

ورغم غياب إعلان رسمي حتى الآن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية” لا يوجد إعلان في الوقت الحالي”، ما يشير إلى أن القرار قيد الدراسة، أو أن الترتيبات الإجرائية لم تكتمل بعد.

تحوّل في النهج الأمريكي تجاه سوريا

وفق مراقبون فإن الخطوات الأخيرة التي أعلنتها إدارة ترامب تكشف عن تحوّل في المقاربة الأمريكية تجاه سوريا، إذ لم تعد العقوبات أو سياسة العزل الخيار الأول لواشنطن، بل أصبح التركيز منصبًا على تمكين الحكومة الجديدة، وتهيئة مناخ سياسي واقتصادي يسمح بعودة تدريجية للاستقرار.

ويبدو أن التنسيق بين الولايات المتحدة وكل من السعودية وتركيا يهدف إلى إنهاء حالة الفراغ السياسي والأمني، وفتح الأبواب أمام إعادة إعمار واسعة النطاق، وعودة المنظمات الإنسانية والاستثمارات الخارجية.

من هو توماس باراك

ولد توماس باراك في كاليفورنيا لعائلة لبنانية مهاجرة، وتخرج من جامعة جنوب كاليفورنيا، وحصل على شهادة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة سان دييغو.

بدأ حياته المهنية كمحامٍ، ثم عمل في شركات مالية كبرى في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.

في عام 1982، عيّنه الرئيس رونالد ريجان نائبًا لوكيل وزارة الداخلية، وفي 2016، تولى رئاسة لجنة تنصيب دونالد ترامب. كما حصل على وسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

باراك هو المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة “كولوني كابيتال” (التي أصبحت لاحقًا “ديجيتال بريدج”)، وهي شركة استثمار عالمية تُدير أصولًا تقدر بنحو 80 مليار دولار أمريكي في 19 دولة، وتُعد من أبرز الفاعلين في قطاع البنية التحتية الرقمية عالميًا.

وتم تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة لدى تركيا في أبريل 2025، ويتحدث العربية بطلاقة، إلى جانب الإسبانية والفرنسية، ما يجعله خيارًا مثاليًا للتعامل مع الملفات المعقدة في المنطقة.

هل اقتربت نهاية عزلة سوريا الدولية؟

لقاء ترامب بالرئيس المؤقت أحمد الشرع، وتعيين مبعوث خاص، ورفع العقوبات، كلها إشارات إلى بداية مسار تطبيع أمريكي مع سوريا. ويُنتظر أن تقود هذه الخطوات إلى إعادة فتح قنوات التعاون السياسي والاقتصادي، وتحفيز دول أخرى على إعادة علاقاتها مع دمشق الجديدة.

ورغم استمرار التردد الأوروبي، إلا أن الواقع الميداني والدبلوماسي قد يدفع كثيرًا من الدول لإعادة تقييم موقفها، خصوصًا مع الدور الفاعل الذي تلعبه السعودية وتركيا في إدارة المرحلة الانتقالية، وضمان عدم عودة الفوضى.

اقرأ أيضًا: خطأ فادح كشف مكانه.. كيف اغتالت إسرائيل محمد السنوار زعيم حماس في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى