تفاصيل جديدة حول ضربة صاروخية روسية على سفينة حبوب متجهة إلى مصر
في 11 سبتمبر 2024، ضرب صاروخ روسي السفينة التجارية MV Aya التي تنقل الحبوب الأوكرانية إلى مصر، وفقا لما نشره موقع أوكرين فورم.
تمكنت السفينة المحملة بأكثر من 26000 طن من القمح من أوديسا من تجنب الأضرار الكارثية بالكاد وتمكنت من الوصول إلى بر الأمان. وفي حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، أثار الهجوم مخاوف بشأن سلامة ممر الحبوب في البحر الأسود واحتمال المزيد من التصعيد في الصراع الروسي الأوكراني الجاري.
الحادث: حالة استهداف خاطئ؟
وفقًا لتحديث استخباراتي من وزارة الدفاع البريطانية نشره موقع بيزنس انسيدر افريقيا، فإن الضربة الصاروخية على السفينة MV Aya كانت غير مقصودة. تم إطلاق الصاروخ، الذي تم تحديده على أنه صاروخ AS-4 KITCHEN المضاد للسفن، بواسطة قاذفة روسية من طراز Tu-22M3 BACKFIRE.
تعتقد الاستخبارات البريطانية أن الضربة كانت نتيجة لإجراءات استهداف رديئة واستخدام ذخائر قديمة. كان الصاروخ الذي أطلق في المياه الدولية موجهًا إلى هدف مختلف لكنه أصاب السفينة المدنية عن طريق الخطأ.
قالت وزارة الدفاع: “هناك احتمال واقعي بأن فشل تفجير الصاروخ تجنب أضرارًا كارثية”، مشيرة إلى أن الهجوم كان نتيجة “ممارسة طيران رديئة وغير مسؤولة” من قبل الطيارين الروس.
تمثل الضربة على السفينة إم في آيا أول ضربة مباشرة على سفينة تجارية في ممر الحبوب منذ نوفمبر 2023. وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن الطيارين الروس أصبحوا أكثر حذرًا بعد إسقاط أوكرانيا الناجح لقاذفة من طراز توبوليف 22 في أبريل 2024. ومع ذلك، فإن استخدام ضربات الصواريخ بعيدة المدى، مثل تلك التي استهدفت السفينة إم في آيا، يرفع المخاطر على جميع السفن العابرة للمنطقة.
التداعيات الاقتصادية والأمنية: مخاوف التصعيد في البحر الأسود
أثار هجوم الحادي عشر من سبتمبر مخاوف من المزيد من التصعيد في منطقة البحر الأسود المتوترة بالفعل. أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم، وشارك مخاوفه بشأن أمن السفن التجارية في المنطقة. وقال زيلينسكي: “الليلة، شنت روسيا ضربة على سفينة مدنية عادية في البحر الأسود”، مؤكدًا على الحاجة إلى الرقابة الدولية لمنع وقوع المزيد من الحوادث.
أقرا أيضا.. محطات الحاويات في مصر تجذب استثمارات عمالقة الشحن العالميين
ويشير مجلس العلاقات الخارجية إلى أن أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على الصادرات البحرية، حيث تمر 90% من شحناتها من الحبوب عبر البحر الأسود. وقبل الغزو الروسي، كانت أوكرانيا تمثل 10% من سوق الحبوب العالمية. وأي تعطيل لهذا الطريق التصديري الحرج قد يكون له عواقب وخيمة على الأمن الغذائي العالمي، وخاصة في دول مثل مصر، التي تعتمد على واردات الحبوب الأوكرانية.
حذرت شركة أمبري، وهي شركة تأمين بحري، من أن استمرار الهجمات على السفن التجارية قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في أقساط التأمين البحري. وقالت أمبري: “إن التصعيد من شأنه أن يجعل التجارة مع كل من روسيا وأوكرانيا أكثر تكلفة بشكل كبير”، مضيفة أن المخاطر التي تتعرض لها السفن التي ترسو في الموانئ الأوكرانية لا تزال مرتفعة.
أدى الهجوم على السفينة إم في آيا إلى تكثيف الدعوات إلى تعزيز التدابير الأمنية على طول ممر الحبوب في البحر الأسود. وفي حين تم بذل جهود دولية لتأمين المنطقة وتسهيل صادرات الحبوب، فإن التكرار المتزايد للهجمات الروسية يهدد جدوى هذه المبادرات.