تفشي فيروس ماربورغ القاتل في تنزانيا يشكل تهديدًا إقليميًا.. ما القصة؟

القاهرة (خاص عن مصر)- أدى تفشي مرض فيروس ماربورغ المشتبه به في تنزانيا إلى وفاة ثمانية أشخاص، مما أثار ناقوس الخطر بين المنظمات الصحية العالمية. صنفت منظمة الصحة العالمية مستوى الخطر في تنزانيا والدول المجاورة بأنه مرتفع، مؤكدة على ضرورة بذل جهود الاحتواء.
مدى تفشي المرض
وفقا لما نشرته منظمة الصحة العالمية، حتى 11 يناير 2025، تم الإبلاغ عن تسع حالات مشتبه بها في منطقة كاجيرا في تنزانيا، مع تسجيل حالات وفاة في مقاطعتي بيهارامولو وموليبا. أظهر المرضى أعراضًا مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع الشديد وآلام الظهر والتقيؤ الدموي والنزيف في مرحلة متأخرة.
من المثير للقلق أن بعض الحالات المشتبه بها تشمل العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يشير إلى انتقال محتمل داخل المرافق الطبية.
تقييم منظمة الصحة العالمية واستجابتها
حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية من الانتشار الجغرافي المحتمل، حيث ظهرت الحالات في مقاطعات متعددة. وتشير الاكتشافات المتأخرة وتدابير العزل المحدودة إلى أن النطاق الكامل للتفشي لا يزال غير مؤكد.
ومع وجود كاجيرا على حدود رواندا وبوروندي وأوغندا، هناك خطر حقيقي لانتقال العدوى عبر الحدود. وفي حين لا ينتقل مرض ماربورغ بسهولة وينتشر في المقام الأول من خلال الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية المصابة، لم تستبعد منظمة الصحة العالمية إمكانية سفر الأفراد المصابين.
لمكافحة تفشي المرض، نشرت السلطات الصحية التنزانية فرق الاستجابة السريعة، وكثفت جهود المراقبة، وأنشأت وحدات العلاج. وتم إرسال عينات من المرضى إلى المختبر الوطني للصحة العامة للتأكيد، ويجري تتبع المخالطين لمنع المزيد من الانتشار.
اقرأ أيضًا: الأمل واليأس متشابكان.. أهل غزة ينتظرون وقف إطلاق النار وسط برد قارس
تهديد متكرر في المنطقة
هذا ليس أول تفشي لفيروس ماربورغ في تنزانيا. في عام 2023، واجهت منطقة كاجيرا تفشي مرض ماربورغ الذي أسفر عن ست وفيات. بالإضافة إلى ذلك، تغلبت رواندا المجاورة مؤخرًا على تفشي مرض ماربورغ الذي أودى بحياة 15 شخصًا. ويسلط استمرار الفيروس في المنطقة الضوء على الحاجة إلى المراقبة القوية والتدابير الوقائية.
عوامل الخطر وانتقال العدوى
تنشأ حالات تفشي فيروس ماربورغ عادة من الاتصال البشري بخفافيش الفاكهة المصابة، والتي تعمل كخزانات طبيعية للفيروس. وفي حين لا ينتشر الفيروس بسرعة مثل الأمراض المعدية الأخرى، فإن معدل الوفيات المرتفع – الذي يتراوح بين 24٪ و 88٪ – يجعل الكشف المبكر والاحتواء أمرًا بالغ الأهمية. يبلغ معدل الوفيات في تفشي المرض الحالي 89٪، مما يعزز من خطورة الموقف.
التداعيات الدولية والإقليمية
لقد قامت منظمة الصحة العالمية بتقييم مستوى الخطر العالمي على أنه منخفض، نظرًا لعدم وجود انتشار دولي مؤكد. ومع ذلك، تظل المخاطر الإقليمية مرتفعة بسبب الموقع الاستراتيجي لكاجيرا كمركز عبور. تتطلب اتصالات تنزانيا بطرق السفر الإقليمية والدولية زيادة اليقظة في المطارات والمعابر الحدودية.
التدابير الوقائية وتوصيات منظمة الصحة العالمية
للحد من انتشار مرض فيروس الأنفلونزا، حددت منظمة الصحة العالمية التدابير الوقائية الرئيسية:
- تجنب الاتصال المباشر: يجب على الناس الامتناع عن الاتصال المباشر أو الوثيق مع مرضى مرض فيروس الأنفلونزا المشتبه بهم وسوائل أجسامهم.
- التعامل الآمن مع المتوفين: يُنصح الأسر بعدم التعامل مع جثث الأفراد المتوفين المشتبه في إصابتهم بمرض فيروس الأنفلونزا، حيث يظل الفيروس نشطًا بعد الوفاة.
- معدات الحماية للعاملين في مجال الرعاية الصحية: يجب على العاملين في الخطوط الأمامية ارتداء معدات الحماية الشخصية لتقليل مخاطر التعرض.
- حملات التوعية المجتمعية: إن زيادة الوعي بأعراض مرض فيروس الأنفلونزا وطرق انتقاله أمر ضروري لمنع تفشي المرض.
- المراقبة المعززة: إن زيادة المراقبة على الحدود والمستشفيات والمناطق عالية الخطورة أمر بالغ الأهمية للكشف المبكر والاستجابة السريعة.
الحاجة إلى التقدم الطبي
حاليًا، لا توجد لقاحات مرخصة أو علاجات مضادة للفيروسات لمرض فيروس الأنفلونزا. هناك العديد من اللقاحات التجريبية قيد التطوير، وحثت منظمة الصحة العالمية الحكومات وشركات الأدوية على تسريع التجارب السريرية. إن تفشي مثل هذا المرض يمثل فرصة لتقييم فعالية هذه اللقاحات المرشحة.