تقرير دولي يحدد خمسة سيناريوهات لمستقبل التكيف مع التغيرات المناخية
حدد تقرير دولي حول مواجهة التحديات المناخية ضمن سلسلة تقارير “بلو شفت”، خمسة سيناريوهات محتملة وغير حصرية لمستقبل التكيف مع التغير المناخية.
وجاءت السيناريوهات الخمسة في ضوء توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى ارتفاع درجات الحرارة بواقع 3 درجات مئوية بحلول عام 2100.
ويستند التقرير إلى تحليل شامل ومقابلات مع أكثر من 40 خبيراً دولياً في المجال، بالإضافة إلى استطلاعات رأي لقادة الأعمال، وتم إعداده بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) التابعة للأمم المتحدة.
خمسة سيناريوهات للتكيف مع التغيرات المناخية
ويحدد التقرير، الذي يحمل عنوان “نحن في مأزق، ما الحل؟”، خمسة سيناريوهات محتملة للتكيف مع الواقع المتغير ويسلط الضوء على التقنيات ذات الصلة التي يجب التركيز عليها لمساعدة الشركات والمجتمع في وضع استراتيجيات فعالة في تعزيز جهودهم في الحد من آثار التغيرات المناخية، وتأثير التقنيات الجديدة على الأعمال والمجتمع والبشر بشكل عام.
وشملت السيناريوهات الخمسة:
أولاً: المجتمعات الخضراء او المستدامة، ففي عالم يعاني من شح الموارد وازدهار المبادرات الشعبية لتعويض غياب المشاريع الطموحة. هناك توجه متزايد نحو الاقتصاد اللامركزي والدائري والترشيد في استخدام الموارد.
ثانياً: التربع على عرش الصدارة وحيداً، حيث يقود عدد قليل من الشركات الصناعية الرائدة، الأسواق ضمن منافسة شديدة، وتسعى هذه الشركات باستمرار لتطوير نفسها وبناء ميزة تنافسية لإرضاء العملاء بشكل دائم في ظل التحديات المتزايدة.
ثالثاً: مساحة عمل مستدامة بدون رؤية موحدة، فالأفكار الإبداعية المختلفة تؤسس لمبادرات خاصة للتكيف في جميع الأماكن، مدفوعة بالاستثمار الفردي والحماس المبالغ فيه، دون وجود رؤية موحدة أو نهج متماسك.
رابعاً: عدم استشراف المستقبل: مستقبل مجهول حيث لا يتكيف فيه العملاء والمؤسسات المالية مع الواقع الجديد للمناخ، ولا يتبق سوى الحلول سريعة لمواجهة التحديات وإدارة الأزمات.
خامساً: عصر التكيف المتسارع، فنحن نعيش عالم تسيطر عليه المرونة، ويصبح التكيّف هو القاعدة والمحرك الأساسي، ويعيد فيه تحديد التوقعات، يخلق أسواقاً جديدة واحتياجات جديدة للتمايز، ولكن قد يؤدي إلى الإفراط في الهندسة والتخطيط.
توقعات ذات صلة بالتكيف مع التغيرات المناخية
ويحدد التقرير التوقعات الوظيفية والتقنيات ذات الصلة لدفع عملية التكيف لكل من هذه السيناريوهات المستقبلية وبالإضافة إلى ذلك، فهو يتضمن حلولاً “تصلح لجميع الظروف” وتقنيات تمكينية وقدرات ستكون حيوية بغض النظر عما يجلبه المستقبل، والتي ينبغي على الشركات البدء في الاستثمار فيها من الآن.
اقرأ أيضًا.. تعرف على السيرة الذاتية للفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة
وقال الدكتور ألبرت ميج، المسؤول العالمي عن سلسلة تقارير “بلو شفت” في آرثر دي ليتل: عندما يواجه المسؤولون التنفيذيون خيارات التقنيات المستقبلية، غالباً ما يضطرون إلى مواجهة ثلاثة تحديات: التعقيد والسرعة والاستيعاب. والتكيف مع تغير المناخ لا يختلف كثيراً، فهو أمر معقد لأن تأثيرات المناخ محلية ومتعددة العوامل ومتقلبة للغاية، بالإضافة إلى وجود عدد هائل من تقنيات التكيّف المتاحة. نهدف من خلال تصميم سيناريوهات محتملة إلى تجاوز هذه التعقيدات، وتزويد الرؤساء التنفيذيين بخارطة طريق واضحة حول التقنيات المحتملة التي يتطلبها التكيّف لمواجهة هذه التحديات.
ومن جهته قال الدكتور بيتر أوكسن، مسؤول أول في قسم البرامج لدى المبادرة الخضراء للمنظمة العالمية للملكية الفكرية: يقدم هذا التقرير منظوراً جديداً ومنعشاً للعمل المناخي، ويتمثل تحديداً في منظور الشركات وأولوياتها للتكيف مع مستقبل مليء بالتحديات. فهو يوفر سياقاً قائماً على السيناريوهات للتقنيات التي حددتها مبادرة المنظمة العالمية للملكية الفكرية الخضراء (ويبو جرين)، مع التركيز على الدور الجوهري للابتكار في رسم خارطة طريق لمستقبل مستدام. ومن خلال تفصيل التوقعات الوظيفية والتقنيات الأساسية اللازمة للتكيف، يسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى دمج التقدم التقني في أطر أعمالنا التجارية والاقتصادية والسياسية للحد من تغير المناخ بفعالية.