تل أبيب تهدد صنعاء بعد طهران.. هل تفتح قاذفات B-2 جبهة جديدة في اليمن؟

تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، بعد اعتراض صاروخ باليستي قالت إسرائيل إنه أُطلق من الأراضي اليمنية تجاهها، في تصعيد يفتح باب التساؤلات حول إمكانية فتح جبهة جديدة في الصراع الممتد بين إسرائيل ومحور طهران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن سلاح الجو تمكن من اعتراض صاروخ باليستي تم إطلاقه من اليمن، مؤكداً تفعيل صفارات الإنذار في مناطق عدة من البلاد، أبرزها مدينة القدس.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أن نظام الإنذار والاعتراض يعمل وفق السياسة المتبعة، دون الإشارة إلى أي خسائر بشرية أو مادية.
وزير دفاع إسرائيل يتوعد الحوثيين
في أعقاب الحادث، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، جماعة الحوثي بضربات مماثلة لتلك التي وجهتها تل أبيب إلى إيران خلال حرب الأيام الـ12 الأخيرة.
وقال كاتس في منشور على منصة “إكس”: “بعد أن ضربنا إيران، سنضرب الحوثيين أيضاً… من يرفع يده على إسرائيل ستُقطع يده”.
ويأتي هذا التصريح بعد الهجوم الذي استهدف منشآت نووية إيرانية عبر قاذفات أمريكية، ما أثار موجة توتر إقليمي لا تزال تتفاعل تداعياتها.
سفير واشنطن في إسرائيل يلوّح باستهداف الحوثيين بالقاذفات
من جانبه، أشار السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة مباشرة إلى الحوثيين. وكتب على منصة “إكس”:
“ربما تحتاج قاذفات B-2 إلى زيارة اليمن”، في تلميح صريح إلى احتمال مشاركة الطيران الاستراتيجي الأمريكي في الرد.
وأضاف هاكابي:”كنا نظن أن مسألة الصواريخ التي تستهدف إسرائيل قد انتهت، لكن الحوثيين أطلقوا للتو صاروخاً على إسرائيل… لحسن الحظ، أن نظام الاعتراض الإسرائيلي المذهل يسمح لنا بأن نتوجه إلى الملاجئ، وننتظر حتى تصدر إشارة الأمان”.
الحوثيون والرسائل الصاروخية على إسرائيل
جماعة الحوثي لم تخفِ نيتها في استهداف إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، في أكتوبر 2023، إذ أطلقت عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر، معتبرة ذلك جزءاً من دعمها “المباشر” للفلسطينيين.
وكان آخر هذه الهجمات قد وقع السبت الماضي، حيث أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل “رداً على ممارسات الدولة العبرية في قطاع غزة”، وفق ما جاء في بيان رسمي للجماعة.
هل تتوسع الحرب الإقليمية؟
تصاعد التهديدات الإسرائيلية بعد ضرب إيران، والحديث الأمريكي المتزايد عن اليمن، يعزز من المخاوف بشأن توسيع رقعة الحرب إلى جبهات جديدة.
ويخشى مراقبون من أن تلجأ إسرائيل والولايات المتحدة إلى شن ضربات مباشرة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، ما قد يؤدي إلى توتير جبهة البحر الأحمر، ويقود إلى مواجهة غير مسبوقة في عمق الجزيرة العربية.
حسابات الردع والمواجهة بين إسرائيل والحوثيين
حتى الآن، لا توجد مؤشرات رسمية على قرار وشيك بتوجيه ضربة إلى الحوثيين، لكن التهديدات العلنية من قادة بارزين في واشنطن وتل أبيب تشير إلى تحول في قواعد الاشتباك.
ومن المعروف أن قاذفات B-2 الأمريكية التي ألمح إليها السفير هاكابي قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة على مسافات بعيدة، وتُستخدم عادة في الهجمات التي تتطلب قوة ردع قصوى، كما حدث في الهجوم الأخير ضد منشآت إيرانية.
وبحسب مراقبون فإن التهديد الإسرائيلي للحوثيين لا يحمل بعدًا عسكريًا فقط، بل يوجه رسائل سياسية لإيران وأذرعها في المنطقة، مفادها أن تل أبيب لن تكتفي بالرد على مصدر الصواريخ فحسب، بل ستضرب في العمق الجغرافي والسياسي لأي جهة تعتبرها تهديدًا.
اقرأ أيضا
دولة إسلامية ينتشر بها رسم مسيء للنبي محمد.. فحوى الرسومات وكيف واجهت ذلك