تمويل أمريكي بغباء.. باحث إثيوبي يكشف لـ”خاص مصر” سر تغريدة ترامب حول سد النهضة

اعتبر الكاتب والباحث الإثيوبي أنور إبراهيم أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سد النهضة تمثّل “مناورة سياسية مكشوفة” تهدف لصرف أنظار الرأي العام الأمريكي والدولي عن تورط واشنطن المتصاعد في دعم إسرائيل في حربها المفتوحة ضد إيران، مشيرًا إلى أن إثيوبيا لن تكون “وسيلة لتصفية حسابات داخلية أو خارجية أمريكية”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فجّر موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدة نشرها عبر منصته “تروث سوشال” أشار فيها إلى أن “الولايات المتحدة قدمت تمويلاً غبيًا لسد النهضة الإثيوبي، الذي يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل”، على حد تعبيره .

ترامب والهروب من الضغوط الداخلية

ورأى أنور إبراهيم في تصريحات لـ خاص مصر” أن “ترامب يفتعل ملفات جانبية للهروب من الضغوط الداخلية المتصاعدة في أمريكا، خاصة بعد تصاعد الغضب الشعبي والبرلماني من دعم بلاده لإسرائيل في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية الجارية، وسط رفض واسع في الكونجرس لأي تدخل عسكري مباشر أو تمويل إضافي لتل أبيب.”

وأضاف الكاتب الإثيوبي: ” ترامب الآن يختار توقيتًا شديد الحساسية ليعيد فتح ملف سد النهضة، بعد ركود طويل، رغم أنه لم يشهد أي تطور جوهري في الشهور الأخيرة. مشيرا إلي أن الهدف واضح وهو لفت الانتباه بعيدًا عن دعم واشنطن العسكري والسياسي لإسرائيل، خاصة أن هناك أزمات داخلية متلاحقة تطارده.”

ترامب يكشف عن”تمويل أمريكي غبي” لـ سد النهضة

وكان ترامب قد كتب: “لن أحصل على جائزة نوبل للسلام للحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا (سد ضخم بنته إثيوبيا، بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل)”

وهو ما اعتبره إبراهيم “ادعاءً مضللاً، يفتقر إلى الدقة، إذ لم تقدم الولايات المتحدة أي تمويل مباشر أو رسمي لسد النهضة، وإن كان هناك دعم فني أو غير مباشر عبر مؤسسات دولية كالبنك الدولي أو الصندوق الإفريقي للتنمية.”

وتابع: “هذه التصريحات مجرد محاولة لإعادة توجيه الأنظار، وتحويل الساحة الإفريقية إلى بؤرة جدل وهمي، لصرف الإعلام عن المواجهة الحقيقية في الشرق الأوسط.”

سد النهضة مشروع تنموي لا علاقة له بنزاعات واشنطن

وأكد إبراهيم في حواره مع “خاص مصر” أن سد النهضة يظل مشروعًا وطنيًا تنمويًا إثيوبيًا خالصًا، لم يكن أبدًا في صلب النزاعات الأمريكية – الشرق أوسطية، أو ضمن أجندات الضغط الدولي كما يحاول البعض تصويره.

وقال: “بالأمس فقط زار رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) العاصمة أديس أبابا، والتقى رئيس الوزراء وعددًا من القادة العسكريين، وجرى الحديث عن تعاون أمني واستراتيجي. فهل من المنطق أن تتحدث واشنطن عن تحالفات وشراكات مع أديس أبابا، ثم يأتي رئيسها السابق لانتقاد مشاريع الدولة نفسها؟ إنها مجرد مناورات سياسية وإعلامية بحتة.”

ترامب وعقدة جائزة نوبل

في سياق التدوينة ذاتها، عبّر ترامب عن انزعاجه من “تجاهل العالم لإنجازاته في ملف السلام”، حيث قال إنه لن يحصل على جائزة نوبل رغم ترتيبه لاتفاقيات تهدئة في البلقان، والهند وباكستان، وحتى الشرق الأوسط من خلال “اتفاقيات إبراهيم”.

ويري الباحث الإثيوبي أن “محاولة خلط الأوراق بهذه الطريقة تُظهر أن ترامب لا ينظر لسد النهضة كمشروع مائي عابر للحدود، بل كأداة دعائية يستخدمها متى شاء، وفي الوقت الذي يراه مناسبًا لتحقيق مكاسب داخلية.”

لا توتر بين مصر وإثيوبيا

واختتم الباحث الإثيوبي تصريحه بالتأكيد على أن ملف سد النهضة لا يشهد توترات حالية بين القاهرة وأديس أبابا، بل يسوده “نوع من الركود السياسي، بانتظار ترتيبات إقليمية أوسع”.

وأضاف : “لا يمكن أن نتحدث عن خلاف حقيقي في الوقت الذي تُبنى فيه تفاهمات أمنية بين إثيوبيا والولايات المتحدة، وتُطرح فيه آليات للتعاون الثلاثي. تصريحات ترامب لا تعكس الواقع الحالي، بل تعكس حسابات سياسية ضيقة تخصه وحده.”

اقرأ أيضًا: اغتيال خامنئي.. كيف تستعد إيران لفكرة غياب المرشد وما الخيارات المطروحة لخلافته؟

زر الذهاب إلى الأعلى