توترات سد أثيوبيا..زيارة استراتيجية لقائد قوات الدفاع الأوغندية لمصر
الجنرال موهوزي، يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة بالجنرال موهوزي كاينيروغابا، رئيس قوات الدفاع الشعبي الأوغندية، في اجتماع بارز يؤكد الديناميكيات المعقدة لتوترات حوض النيل.
يأتي هذا الانخراط الدبلوماسي وسط تصاعد التوترات بين مصر وإثيوبيا بشأن حقوق المياه والتحالفات العسكرية في المنطقة. ووفقا لتقرير موقع شيمب ريبورتز، لم تؤكد المناقشات على العلاقات التاريخية بين مصر وأوغندا فحسب، بل ركزت أيضًا على الجهود العسكرية التعاونية والاستقرار الإقليمي.
تعزيز التعاون الثنائي
أبرز الاجتماع، الذي ضم أيضًا الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، الرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون عبر مختلف القطاعات، وخاصة في التدريب العسكري والتنمية الاستراتيجية. وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره لتحية الرئيس يويري موسيفيني، مؤكدًا على العلاقة الدائمة بين البلدين.
أقرا أيضا.. الاتفاق العسكري بين مصر والصومال.. خطوة مصرية استراتيجية في النزاع مع إثيوبيا
ناقش الزعيمان مجالات التعاون المشترك، مع التركيز بشكل كبير على التدريب العسكري لضباط الجيش الأوغندي. ويعكس التعاون محاذاة استراتيجية يمكن أن تعزز القدرات العسكرية لأوغندا مع تعميق العلاقات مع مصر، وهي لاعب رئيسي في السياسة الإقليمية.
معالجة الديناميكيات الإقليمية
كما غطى الاجتماع قضايا إقليمية أوسع نطاقا، بما في ذلك التعقيدات المحيطة بدول حوض النيل والوضع الأمني في القرن الأفريقي. وتبادل الرئيس السيسي وموهوزي رؤى حول تعزيز التعاون وجهود التنمية بين الدول الأفريقية لتحقيق المصالح المشتركة.
بحسب خاص عن مصر، تأتي المناقشات في وقت حيث تعيش مصر حالة تأهب بشأن حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل. ومع تجاوز عدد سكانها 107 مليون نسمة، تعتمد مصر بشكل كبير على النيل لإمداداتها من المياه العذبة، وخاصة للزراعة والاستخدام المنزلي.
تصاعد التوترات مع إثيوبيا
تصاعدت التوترات بين مصر وإثيوبيا بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وخاصة بعد نشر مصر لمعدات عسكرية حديثة في الصومال. حفز هذا التطور الاتفاق المثير للجدل بين إثيوبيا وجمهورية أرض الصومال المعلنة ذاتيا، والذي يسمح بالوصول إلى البحر الأحمر، مما أثار مخاوف في القاهرة بشأن طموحات إثيوبيا العسكرية.
كفاح إثيوبيا من أجل الوصول البحري متجذر في تاريخها؛ فبعد انفصال إريتريا عام 1993، وجدت إثيوبيا نفسها غير ساحلية، مما أعاق مصالحها التجارية والاستراتيجية. ومن المرجح أن تكون مناقشات الجنرال موهوزي في القاهرة قد تضمنت هذه الاعتبارات الأمنية الإقليمية الحاسمة، حيث نشرت أوغندا آلاف القوات في الصومال.
نزاع مياه النيل
يتمثل جوهر التوترات المصرية الإثيوبية في سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي تدعي إثيوبيا أنه ضروري لاحتياجاتها من الطاقة، خاصة وأن 60٪ من سكانها يفتقرون حاليًا إلى الكهرباء. وقد أثار الجدول الزمني العدواني لملء السد الذي تنفذه إثيوبيا ــ والذي تم إنجازه في غضون ثلاث سنوات فقط ــ قلق مصر، التي تخشى أن يؤدي انخفاض مياه النيل إلى تدمير أراضيها الزراعية ومواردها الكهرومائية.