جنازة حسن نصر الله.. كيف استعد لبنان لتوديع زعيم حزب الله؟

تستعد العاصمة اللبنانية بيروت الأحد لاستقبال وفود محلية ودولية لحضور مراسم تشييع جنازة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت مخبأه في ضاحية بيروت الجنوبية أواخر سبتمبر الماضي

مراسم التشييع وأماكن الدفن

قرر حزب الله إقامة جنازة نصر الله في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية الذي يعد الأكبر في لبنان ويتسع لنحو خمسين ألف شخص بينما سيتم الدفن في موقع قريب من مطار بيروت .

ومن المتوقع أن تستمر المراسم لمدة ساعة تقريبًا يتخللها خطاب للأمين العام الحالي للحزب نعيم قاسم كما سيتولى ألف وأربعمئة مسعف ومئة طبيب الإشراف الصحي على الحشود المشاركة

وسيتضمن التشييع أيضًا جنازة نائب نصر الله هاشم صفي الدين الذي قتل في الغارة نفسها لكن سيتم دفنه يوم الاثنين في مسقط رأسه ببلدة دير قانون النهر في الجنوب اللبناني انتظارًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

استنفار أمني واسع خلال جنازة حسن نصر الله

في ظل التوتر الأمني السائد عقد الرئيس اللبناني جوزيف عون اجتماعًا أمنيًا في قصر بعبدا الجمعة لمناقشة الترتيبات الأمنية للجنازة.

وقررت الحكومة نشر قوات الجيش وقوى الأمن في محيط المدينة الرياضية إضافة إلى إغلاق المجال الجوي لمطار بيروت بين الساعة الواحدة والرابعة بعد الظهر كإجراء احترازي

كما تم الإعلان عن إجراءات مشددة في الطرقات المؤدية إلى موقع التشييع مع فرض رقابة أمنية صارمة لمنع أي خروقات محتملة.

حضور دولي واسع في جنازة حسن نصر الله

أكدت مصادر رسمية مشاركة وفود من تسع وسبعين دولة في مراسم التشييع من بينها إيران التي سترسل وفدًا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي إضافة إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف وعدد من نواب البرلمان الإيراني.

كما سيحضر وفد عراقي يضم سياسيين بارزين وقادة فصائل مسلحة حيث أعلنت الخطوط الجوية العراقية تسيير رحلات إضافية إلى بيروت بسبب الإقبال الكبير على حضور الجنازة.

وفي اليمن أعلنت جماعة الحوثيين إرسال وفد رسمي بينما أكدت وسائل إعلام لبنانية أن الحكومة اللبنانية أوقفت الرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى إيران بعد تحذيرات أمريكية من احتمال استهداف الطائرات الإيرانية من قبل إسرائيل.

موقف الحكومة اللبنانية من التشييع

رغم الاستعدادات الرسمية لتأمين الجنازة من غير المتوقع أن يشارك الرئيس اللبناني جوزيف عون في المراسم حيث يُرجّح أن يرسل نائبًا عنه لتجنب إثارة الجدل حول موقف الحكومة الجديدة من حزب الله خصوصًا بعد الضغوط الداخلية والدولية المتزايدة على الحزب عقب مقتل قياداته.

وفي هذا السياق كلف رئيس الحكومة نواف سلام وزير العمل محمد حيدر لتمثيله في الجنازة في خطوة تعكس توازنًا دبلوماسيًا للحكومة الوليدة.

رسائل حزب الله من جنازة نصر الله

وفق تقارير يعد التشييع فرصة لحزب الله لإظهار ثقله الشعبي في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة ويسعى الحزب إلى استعراض قدرته على الحشد الجماهيري وسط تراجع سياسي داخلي تمثل في انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية وتعيين نواف سلام رئيسًا للحكومة إضافة إلى الضربات العسكرية التي تلقاها من إسرائيل.

وينتظر أن يكون خطاب نعيم قاسم خليفة نصر الله مؤشرًا على استراتيجية الحزب في المرحلة المقبلة لا سيما في ظل الضغوط الإقليمية المتزايدة بعد اغتيال معظم قياداته البارزة.

اقرأ أيضًا: سُلّم دون مراسم أو رسائل.. من هو الأسير الإسرائيلي هشام السيد ؟

زر الذهاب إلى الأعلى