جنرال كردي يناشد ترامب بالحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا

القاهرة (خاص عن مصر)- وجه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، نداءً مباشرًا إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وحثه على الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي الذي يبلغ قوامه 2000 جندي في شمال شرق سوريا.

وفقا لتصريحاته الحصرية للجارديان، حذر عبدي من أن الانسحاب من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة ويهدد بعودة ظهور تنظيم داعش، الذي يعيد تجميع صفوفه في المنطقة.

أهمية الوجود الأمريكي

في حديث حصري لصحيفة الجارديان، أكد عبدي على الدور الحاسم للقوات الأمريكية في الحفاظ على الاستقرار، وقال: “العامل الرئيسي للاستقرار في هذه المنطقة هو الوجود الأمريكي على الأرض”.

وحذر الجنرال من أنه بدون القوات الأمريكية، يمكن للفصائل المتطرفة، بما في ذلك داعش، استعادة قوتها، كما أشار إلى أن القوات الكردية منهكة، وتدافع عن منطقتها ضد الهجمات التركية والعمليات التي يقوم بها الجيش الوطني السوري، وهو وكيل تركي.

ربط عبدي التهديد المتزايد من جانب داعش بالأحداث الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز في يوم رأس السنة الجديدة، مما يشير إلى أنه كان بمثابة جرس إنذار للإدارة القادمة بشأن المخاطر المتصاعدة.

الاضطرابات الإقليمية والضغوط المتصاعدة

واجهت المنطقة حالة متزايدة من عدم الاستقرار بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر واستبداله بحكومة متمردة بقيادة سنة، وقد سمح هذا الفراغ في السلطة لداعش بإعادة تجميع صفوفه ومكن القوات التركية من الاستيلاء على مدن استراتيجية مثل منبج بدعم جوي.

وهدد وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، مؤخرًا بمزيد من العمل العسكري ضد القوات الكردية، مما أدى إلى تكثيف الضغوط على قوات سوريا الديمقراطية.

وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحزب العمال الكردستاني المحظور، وهي حركة انفصالية.

اقرأ أيضا.. بقيمة 800 مليون دولار.. دويتشه بنك يستحوذ على قروض متعثرة من بنك أبو ظبي الأول

السياق التاريخي ومساهمات قوات سوريا الديمقراطية

كانت قوات سوريا الديمقراطية حليفًا حيويًا للقوات الغربية منذ عام 2014، ولعبت دورًا محوريًا في القضاء على معاقل داعش في شمال شرق سوريا.

تحتجز المنطقة الآن عشرات الآلاف من مقاتلي داعش السابقين وأنصارهم، بما في ذلك المعتقلات البارزات مثل شميمة بيجوم، المرأة البريطانية التي جُردت من جنسيتها.

وعلى الرغم من هذه الجهود، يخشى عبدي أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى الفوضى، مما قد يؤدي إلى إشعال حرب أهلية أخرى وترك الأكراد عرضة للتهديدات الخارجية، كما انتقد القرارات الأمريكية السابقة، مثل إعلان ترامب في عام 2019 بسحب جميع القوات الأمريكية، مما أدى إلى هجوم تركي قبل عكس القرار.

موقف ترامب وعدم اليقين المستقبلي

أثارت عودة ترامب الوشيكة إلى السلطة تكهنات حول استراتيجيته العسكرية في سوريا، في حين أشاد ترامب مؤخرا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه ظل غير ملتزم بشأن ما إذا كان سيسحب القوات الأمريكية، ووصف ذلك بأنه “جزء من استراتيجية عسكرية”.

كما امتد نداء عبدي إلى الحلفاء الأوروبيين، مؤكدا على دور قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة داعش نيابة عن أوروبا، ودعا الدول الأوروبية إلى مواصلة دعم التحالف المناهض لداعش، مؤكدا أن قوات سوريا الديمقراطية قاتلت ليس فقط من أجل المصالح الكردية ولكن من أجل الأمن العالمي.

لحظة محورية للاستقرار الإقليمي

مع استعداد ترامب لاتخاذ قرارات حاسمة، تظل المخاطر عالية بالنسبة لشمال شرق سوريا، تسلط نداء الجنرال عبدي الضوء على التوازن الهش في المنطقة، حيث قد يعرض انسحاب القوات الأمريكية سنوات من التقدم ضد داعش للخطر ويؤدي إلى تفاقم التوترات مع تركيا.

يواجه المجتمع الدولي، بما في ذلك أوروبا، خيارا حاسما: الوقوف مع الأكراد أو المخاطرة بعودة التطرف وعدم الاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى