من بين أنقاض الذاكرة.. “الأزبكية” أقدم حدائق القاهرة تُبعث من الرماد (صور)

عادت حديقة الأزبكية، واحدة من أقدم وأشهر الحدائق التاريخية في مصر، إلى الحياة من جديد بعد سنوات من الإهمال شبه الكامل الذي جعل كثيرين يعتبرونها قد انتهت إلى الأبد. المشروع الذي أطلقته محافظة القاهرة بالتعاون مع جهات سيادية، أعاد للحديقة رونقها التاريخي، وسط إشادات واسعة من المواطنين والمؤرخين.

تاريخ يمتد لأكثر من 600 عام
يعود أصل حديقة الأزبكية إلى القرن الـ15، حين أهدى السلطان قايتباي قطعة أرض للأمير سيف الدين أزبك، الذي أنشأ عليها متنزهًا حول “بركة بطن البقرة”. وفي عصر الخديوي إسماعيل، تحولت إلى حديقة عامة عام 1872 على الطراز الفرنسي، لتصبح لاحقًا من أهم المتنزهات وأماكن الترفيه في القاهرة الخديوية.

مساحة شاسعة وتصميم كلاسيكي
تبلغ مساحة الحديقة نحو 18 فدانًا، وتضم بحيرة صناعية، مسرحًا رومانيًا، برجولات حجرية، نافورات تاريخية، ومساحات خضراء مزروعة بأشجار نادرة كانت تُجلب من الخارج خصيصًا. وقد جرى ترميم كل ذلك ضمن خطة تطوير دقيقة راعت الحفاظ على الهوية المعمارية الأصلية.

منصة للفن والثقافة.. وسورٌ للمعرفة
لطالما ارتبطت الأزبكية بالحياة الثقافية في مصر؛ فقد احتضنت حفلات كبار المطربين على مسرحها المكشوف، وكانت تضم في محيطها أول دار أوبرا في إفريقيا والعالم العربي، إلى جانب المسارح الفرنسية والأجنبية.
كما اشتهرت بـ“سور الأزبكية” الذي لا يزال حتى اليوم يُعد قبلة عشاق الكتب النادرة والمستعملة من مختلف الأجيال.

تطوير شامل يعيد الحياة إلى قلب القاهرة
ضمن خطة إحياء القاهرة الخديوية، شمل مشروع التطوير:
•ترميم النافورات والبحيرة والمداخل الأثرية
•إعادة زراعة الأشجار التاريخية والنباتات النادرة
•إنشاء ممشى جديد، وإضاءة ديكورية
•إعادة تنظيم سور الأزبكية للكتب

القاهرة لا تنسى تراثها
أكد إعادة إحياء الحديقة أن الدولة المصرية لا تنسى معالمها التاريخية، بل تسعى لإعادة توظيفها كمساحات ثقافية وسياحية واجتماعية تنبض بالحياة، وتستعيد حضورها في وعي الأجيال الجديدة، ليس فقط كحديقة، بل كرمز لتاريخ القاهرة وهويتها.

اقرأ أيضا.. بيكو التركية تستهدف صادرات بقيمة ربع مليار دولار سنويًا من مصر