حرب تشعل الشرق الأوسط بأكمله.. إسرائيل تسعي لضرب البرنامج النووي الإيراني
يعتقد الصقور الإسرائيليون أن الظروف مواتية لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني
شنت إيران هجمات صاروخية مباشرة على إسرائيل في الأول من أكتوبر، وذلك في تصعيد للصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله في لبنان الحليف المقرب من طهران بحسب تحليل لمجلة الإيكونوميست.
بحسب خاص عن مصر، تمثل هذا مرحلة جديدة خطيرة في المواجهة التي كانت تغلي منذ بدأت هجمات حزب الله الصاروخية على إسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023. ومع رد إسرائيل بشن غزو بري للبنان، يبدو أن المنطقة تتأرجح على شفا حرب شاملة، أكثر من أي وقت مضي، وقد تجتذب قوى عالمية أخرى.
الضربة الصاروخية الإيرانية: خطوة محسوبة
جاء الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر بعد سلسلة من التوترات المتصاعدة في المنطقة. وجاء هذا الهجوم، الذي شمل نحو 200 صاروخ باليستي، بعد تحذيرات من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين. وعلى الرغم من العدد الكبير من الصواريخ التي أطلقت، لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات في إسرائيل.
“بناء على ما نعرفه حتى الآن، يبدو أن هذا الهجوم قد هُزِم”، هذا ما قاله جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي.
أقرا أيضا.. بعد هجوم إيران الباليستي..خطوات إسرائيل التالية قد تشكل الحرب
ولكن هذا الهجوم لا يشكل أهمية كبيرة بسبب تأثيره الفوري، بل بسبب ما يمثله ـ تحرك مدروس من جانب إيران لتأكيد نفسها في مواجهة الضغوط المتزايدة. ووفقاً لمحللي الأمن الإسرائيليين، ربما استفز اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله وجنرال إيراني كبير في بيروت في السابع والعشرين من سبتمبر طهران. ويشير بعض الخبراء إلى أن هذه الاغتيالات كانت تهدف إلى جر إيران إلى فخ استراتيجي، مما يسمح لإسرائيل بتبرير العمل المباشر ضد البرنامج النووي الإيراني.
حسابات إسرائيل: ضربة للبرنامج النووي الإيراني؟
يبدو أن المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تنظر إلى هذا باعتباره فرصة لتغيير المشهد الاستراتيجي في المنطقة. فلسنوات، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توجيه ضربة استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية، ولكن مقترحاته قوبلت بمقاومة من جانب القادة العسكريين. ولكن الآن، ربما تحول الموقف لصالحه.
يعتقد الصقور الإسرائيليون أن الظروف مواتية لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني. لقد شجع الهجوم الصاروخي الإيراني الفاشل في أبريل، والذي كشف عن نقاط ضعف في دفاعاتها الجوية، بعض الأشخاص داخل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية. وعلاوة على ذلك، ضعف حزب الله، الذي يُنظر إليه تقليديًا على أنه الرادع الأساسي لإيران ضد العدوان الإسرائيلي، بسبب الصراع المستمر. ومع ترنح حزب الله، قد تشعر إسرائيل بأنها قادرة على ضرب إيران دون مواجهة انتقام ساحق.
كما ورد أن حكومة نتنياهو تعتمد على دعم الولايات المتحدة. ومع اقتراب ولاية الرئيس جو بايدن من نهايتها، هناك تكهنات بأنه قد يدعم، أو حتى ينضم، إلى حملة إسرائيلية لتقليص قدرات إيران النووية. ولن تتحدى مثل هذه الخطوة طموحات إيران النووية فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى زعزعة استقرار نظامها، الذي يواجه استياءً محليًا متزايدًا.
الغزو البري للبنان: مقدمة لصراع أوسع؟
في حين تتصدر الضربة الصاروخية الإيرانية عناوين الأخبار، فإن الوضع على الأرض في لبنان مثير للقلق بنفس القدر. في الثلاثين من سبتمبر، بدأت القوات الإسرائيلية سلسلة من التوغلات في جنوب لبنان، مستهدفة منصات إطلاق الصواريخ والبنية التحتية العسكرية لحزب الله. وحتى الآن، كانت هذه العمليات محدودة، ولم تشمل سوى فرقة واحدة من قوات الدفاع الإسرائيلية.
يتمثل الهدف الرسمي لإسرائيل في إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود للسماح بعودة أكثر من 60 ألف مواطن تم إجلاؤهم بعد أن بدأ حزب الله قصف شمال إسرائيل في أكتوبر 2023. ومع ذلك، فإن التحذيرات التي وجهت لسكان أكثر من 20 قرية لبنانية لإخلاء منازلهم تشير إلى أن طموحات إسرائيل قد تتجاوز مجرد إنشاء منطقة عازلة.
رد حزب الله: معركة من أجل البقاء
يواجه حزب الله، الميليشيا المدعومة من إيران والتي كانت تقصف شمال إسرائيل، موقفًا صعبًا. فقد تراجع العديد من مقاتليه شمالاً لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية، لكن حوالي 2000 مقاتل من النخبة ما زالوا بالقرب من الحدود، يستعدون لما قد يكون مواجهة وحشية. وبعد اكتساب الخبرة القتالية في الحرب الأهلية في سوريا، أصبح مقاتلو حزب الله على دراية بالتضاريس الصخرية الجبلية، التي توفر فرصاً واسعة للكمائن.
وفي حين اكتسبت القوات الإسرائيلية خبرة قتالية بعد عام من القتال في غزة وتدعمها القوة الجوية والمراقبة، فإن المعركة البرية ضد حزب الله ستكون شرسة. كما اخترقت الاستخبارات الإسرائيلية شبكات اتصالات حزب الله، مما أدى إلى تعطيل جهود التنسيق بينهما. وعلى الرغم من هذه المزايا، يحذر الخبراء من أن غزو لبنان قد يخرج عن السيطرة بسرعة، مع عواقب وخيمة محتملة.
المنظور الأميركي والإسرائيلي: التعامل مع تعقيدات الحرب
عرضت الولايات المتحدة حتى الآن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن هناك مخاوف بشأن “التوسع في المهمة”. وأكد متحدث باسم البيت الأبيض حق إسرائيل في حماية مواطنيها، لكنه حذر أيضًا من أن توسيع نطاق العمليات العسكرية قد يكون له عواقب غير مقصودة. وكرر تامير هايمان، وهو جنرال سابق في جيش الدفاع الإسرائيلي، هذه المشاعر، محذرًا من أن لبنان قد جر إسرائيل سابقًا إلى صراعات مطولة ومكلفة. وأكد على الحاجة إلى أن تحدد إسرائيل أهدافًا واضحة وتفهم الظروف التي قد تكون على استعداد للتفاوض بموجبها على وقف إطلاق النار.