حشود من المقاتلين الأجانب- ماذا يحدث في محيط قاعدة حميميم الروسية بالساحل السوري؟

يعيش الساحل السوري توترًا غير مسبوق مع تصاعد حشود المقاتلين الأجانب في محيط قاعدة حميميم الروسية، وسط أنباء عن تحركات مريبة لفصائل مسلحة في قرى ريف جبلة، وعمليات نزوح واسعة للسكان، فيما تفرض القوات الروسية طوقًا أمنيًا مشددًا عقب هجوم مسلح هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد.
مقاتلون أجانب يتمركزون في محيط قاعدة حميميم
وبحسب وسائل إعلام، قالت مصادر محلية، إن مئات المقاتلين الأجانب يتدفقون منذ أيام إلى قرية الشراشير الواقعة على بعد كيلومترين فقط من القاعدة الجوية الروسية، في مشهد يعيد إلى الأذهان مشاهد التعبئة المسلحة في بدايات النزاع السوري.
وكشفت شهادات من سكان المنطقة، فإن فصيلًا أوزبكيًا يقود هذا الحشد، وفرض سيطرته الكاملة على القرية، حيث قام عناصره باقتحام منازل المدنيين وتفتيشها تحت تهديد السلاح، ما دفع أغلب السكان إلى الفرار باتجاه القرى المجاورة ومدينة جبلة.
هجوم دموي على قاعدة حميميم
صباح الثلاثاء 20 مايو، تعرضت قاعدة حميميم لهجوم مباشر نفذته مجموعة مسلحة تنتمي إلى الفصيل الأوزبكي ذاته. وذكرت مصادر ميدانية أن المهاجمين استخدموا رشاشات متوسطة وقذائف خلال محاولتهم اختراق القاعدة، فيما تمكن بعضهم من الوصول إلى المدرج الداخلي وسط تحليق طائرات مسيرة في الأجواء.
أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة جنود روس وإصابة ستة آخرين، وفق حصيلة أولية، بينما لم تُسجل إصابات بين المدنيين المتواجدين داخل القاعدة. وتمكنت القوات الروسية من القضاء على جميع المهاجمين وعددهم أربعة، ثم شنت مروحيات روسية غارات استهدفت مواقع يُعتقد أنها مراكز إطلاق للصواريخ والمسيرات في الشراشير ومناطق مجاورة.
استنفار روسي شامل في قاعة حميميم
وبحسب تقارير تشهد القاعدة الجوية الروسية حالة تأهب قصوى، مع اتخاذ تدابير احترازية مشددة. وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات الروسية تستخدم طائرات مسيّرة لمراقبة التحركات المسلحة في الشراشير، وتتابع عن كثب حشود المقاتلين التي تتزايد يومًا بعد يوم.
المصادر ذاتها أكدت أن الفصيل المهاجم كان يتمركز سابقًا في بلدة قرفيص بريف جبلة، وسبق أن ارتكب مجازر بحق مدنيين في المنطقة، كان آخرها قبل أيام في قرية زاما، حيث أعدم ميدانيًا أربعة مدنيين بينهم طفل.
تعطيل الامتحانات وتشويش الاتصالات
تسببت الاشتباكات في تعطيل الامتحانات المدرسية في قرى محيط القاعدة، بحسب ما أفادت مصادر أهلية، كما أدى التشويش الإلكتروني الذي نفذته القوات الروسية إلى تعطيل شبكات الاتصالات والإنترنت في المنطقة بشكل شبه كامل.
وسبق الهجوم انتشار أمني مكثف من قبل الجيش السوري، الذي أقام عدة حواجز حول القاعدة، كما تم نشر قناصة على أسطح المباني في القرى المحاذية، ما يشير إلى وجود توقعات مسبقة باحتمال وقوع هجوم.
تزامن مع تحوّلات غربية بشأن سوريا
جاء الهجوم في وقت حساس، إذ تزامن مع إعلان أمريكي-أوروبي برفع جزئي للعقوبات الاقتصادية عن سوريا، دعمًا لمرحلة إعادة الإعمار في ظل الحكومة الانتقالية الجديدة التي يقودها أحمد الشرع. وكانت أصوات أوروبية قد طالبت مؤخرًا بإخراج القوات الروسية من سوريا وإغلاق قواعدها العسكرية.
تصعيد مرتقب في العلاقة مع السلطة الانتقالية؟
وفق مراقبون يعتبر الهجوم على قاعدة حميميم أول خرق أمني من هذا النوع منذ إسقاط النظام السابق، وقد يكون مؤشرًا على دخول العلاقة بين روسيا والسلطة السورية الجديدة مرحلة توتر مفتوح، خصوصًا مع تصاعد نشاط فصائل مرتبطة سياسيًا أو عسكريًا بالحكومة الانتقالية.
ويرجّح مراقبون أن تؤدي هذه التطورات إلى تحرّك روسي على المستوى الدولي، وربما إلى مواجهة دبلوماسية في مجلس الأمن، في وقت لا تزال فيه ترتيبات إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا تعاني هشاشة واضحة.
اقرأ أيضًا: حرب أهلية وشيكة.. تحذير أمريكي من انهيار السلطة في سوريا خلال أسابيع