حماس بعد وقف إطلاق النار.. ضعيفة لكنها ما تزال صامدة
القاهرة (خاص عن مصر)- تحملت حماس، القوة الفلسطينية المهيمنة في غزة، حملة عسكرية إسرائيلية مدمرة استمرت 15 شهرًا استهدفت قادتها ومسلحيها وبنيتها التحتية، وقد أدى الهجوم إلى تدمير شبكات الأنفاق التابعة للجماعة وتقليص قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وبحسب تحليل نيويورك تايمز، رغم هذه النكسات، تظل حماس راسخة في مخيمات النازحين في غزة وتستمر في مقاومة الاستسلام.
كان هجوم الجماعة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 خطوة محسوبة تهدف إلى إشعال صراع إقليمي يشمل حلفاءها، وبدلاً من ذلك، أدت النتيجة إلى ترك حماس، تواجه إسرائيل بمفردها تقريبًا.
وتكبدت القوات المتحالفة في لبنان وسوريا وإيران خسائر فادحة، بينما تمكن الحوثيون في اليمن من تنفيذ هجمات متقطعة إلى حد كبير.
حضور مثير للاستقطاب وسط الدمار
أثار قرار حماس بشن هجوم أكتوبر 2023 انتقادات من الفلسطينيين، وخاصة بالنظر إلى الخسائر الكارثية التي بلغت عشرات الآلاف من الضحايا في غزة وتدمير المدن، ومع ذلك، كان غياب الاضطرابات الكبيرة ضد المجموعة ملحوظًا.
احتفلت حماس يوم الأربعاء باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، ووصفته بأنه “إنجاز”، وفي حين يحدد الاتفاق مسارًا لوقف دائم للأعمال العدائية، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استعداده لاستئناف الهجمات على حماس بعد إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.
اقرأ أيضا.. وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.. أول انتصار لعهد ترامب الجديد
المستقبل غير مؤكد.. إعادة البناء أم مزيد من الصراع؟
إذا تم تنفيذه بالكامل، فإن اتفاق وقف إطلاق النار قد يسمح لحماس بإعادة تأكيد سيطرتها على غزة أو الحفاظ على دور مهم في حكمها، ويعتقد المحللون المقربون من المجموعة أن الضغوط الدولية ستمنع إسرائيل من تجديد الأعمال العدائية، مما يمكن حماس من الاحتفاظ بنفوذها.
قال إبراهيم مدهون، المعلق المرتبط بالمنظمة: “ستكون حماس حاضرة في كل التفاصيل في غزة”، في حين اعترف بأن الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، تكبد خسائر، إلا أنه أكد قدرته على تجنيد البدلاء والحفاظ على أساسه العملياتي.
وأعاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تأكيد هذا التقييم، قائلاً إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن حماس جددت صفوفها بمجندين جدد، وهو ما يكاد يعادل خسائرها في زمن الحرب.
مخاطر الحرب المتجددة
يحذر الخبراء من أن استئناف الصراع قد يضعف حماس أكثر ولكن بتكلفة مدمرة للمدنيين الفلسطينيين، اقترح تامر قرموط، أستاذ السياسة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن مثل هذا السيناريو قد يجبر إسرائيل على التفكير في احتلال غزة، وهي الخطوة التي قد تشل حماس ولكنها تنفر الجمهور الفلسطيني الأوسع.
وقال قرموط: “إن استئناف الحرب سيكون كارثيًا للشعب الفلسطيني وحماس”، وأكد على رد الفعل العنيف المحتمل من الاحتلال، والذي قد يخلق انقسامات أعمق ويؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية.