حماس توافق على وجود قوات إسرائيلية في غزة.. تفاصيل أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار
القاهرة (خاص عن مصر)- أظهرت حماس، الجماعة الفلسطينية، استعدادًا غير مسبوق لتلبية المطالب الإسرائيلية الرئيسية كجزء من المفاوضات الجارية بوساطة مصر وبدعم من الولايات المتحدة.
وبحسب وول ستريت جورنال، أثار هذا التحول تفاؤلًا حذرًا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن في غضون أيام.
انفراجة في المفاوضات المتوقفة
للمرة الأولى، وافقت حماس على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء مؤقتًا في غزة بعد وقف الأعمال العدائية، كما كشف وسطاء عرب.
ويمثل هذا انحرافًا كبيرًا عن موقف المجموعة السابق، الذي رفض باستمرار أي وجود عسكري إسرائيلي في المنطقة.
كجزء من الاتفاق المقترح، قدمت حماس أيضًا قائمة مفصلة بالرهائن الذين ترغب في إطلاق سراحهم، ويشمل ذلك المواطنين الأمريكيين والنساء وكبار السن والأسرى الذين لديهم احتياجات طبية عاجلة.
وكشف الوسطاء أن القائمة تحتوي أيضًا على جثث خمسة رهائن متوفين.
اقرأ أيضا.. استقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.. كريستوفر راي ينهي حقبة من الاضطراب
العناصر الرئيسية لاقتراح وقف إطلاق النار
إن وقف إطلاق النار الذي اقترحته القاهرة وعززته الضغوط الدبلوماسية الأميركية سوف يستمر لمدة 60 يوماً. وخلال هذه الفترة:
إطلاق سراح الرهائن: سوف يتم إطلاق سراح ما يصل إلى 30 رهينة محتجزين في غزة، بما في ذلك مواطنون أمريكيون.
تبادل الأسرى الفلسطينيين: سوف تطلق إسرائيل سراح المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين لديها.
المساعدات الإنسانية: سوف تسمح إسرائيل بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما وافقت حماس على مطلبين إسرائيليين أساسيين:
السماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في ممرات استراتيجية مثل ممر فيلادلفيا بالقرب من مصر وممر نتساريم داخل غزة.
التخلي عن السيطرة على معبر رفح، وهو بوابة محورية بين غزة ومصر، لضمان عدم حدوث أنشطة مسلحة على الجانب الفلسطيني.
الديناميكيات والتأثيرات المتغيرة
إن استعداد حماس للتفاوض يعكس الضغوط والعزلة المتزايدة، فقد استهدفت الضربات الإسرائيلية الأخيرة قيادة الجماعة وبنيتها الأساسية، مما أدى إلى إضعاف قدرتها العملياتية.
علاوة على ذلك، كان لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان ــ الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من نوفمبر ــ تأثير على مرونة حماس، فقد صمدت الهدنة اللبنانية إلى حد كبير، على الرغم من الاتهامات بانتهاكها، وكانت بمثابة نموذج لهذه المفاوضات.
كما تكثفت الجهود الدبلوماسية بعد زيارة وفد مصري إلى إسرائيل والتصريحات القوية من جانب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي حذر من العواقب الوخيمة في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في يناير.
التحديات والفرص
على الرغم من هذه التطورات، ما يزال الطريق إلى اتفاق نهائي محفوفاً بالمخاطر، فقد انهارت المفاوضات السابقة في كثير من الأحيان تحت وطأة انعدام الثقة وعدم الوفاء بالشروط. ومع ذلك، فإن مشاركة الوسطاء المخضرمين والدعم الدولي يضفي مصداقية على الجهود الحالية.
إن تنازلات حماس تشكل لحظة محورية، وربما تفتح الأبواب أمام حل أوسع نطاقاً، ومع ذلك، تظل الأسئلة قائمة حول استدامة أي وقف لإطلاق النار والعواقب السياسية الطويلة الأجل لكل من حماس وإسرائيل.
تمثل المفاوضات الجارية منعطفاً حاسماً في الصراع في غزة، إن موافقة حماس على الشروط الإسرائيلية الأساسية وتقديم قائمة بالرهائن يشيران إلى لحظة نادرة من التسوية، وإذا نجحت هذه الصفقة، فقد تقدم بصيصاً من الأمل في تخفيف التوترات ومعالجة المخاوف الإنسانية في المنطقة.