“حنظلة” تستغيث في عرض البحر.. هل تخطط إسرائيل لهجوم جديد على سفينة الحرية؟

أطلقت سفينة “حنظلة” نداءات استغاثة منتصف ليلة الجمعة/السبت، بعد تحليق مكثف لطائرات مسيّرة إسرائيلية فوقها في البحر المتوسط، خلال محاولتها الوصول إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية جديدة تهدف لكسر الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عامًا.
وأفاد نشطاء على متن السفينة أن 16 طائرة مسيّرة إسرائيلية حلقت فوق “حنظلة” لمدة 45 دقيقة، بعضها على ارتفاع منخفض ومخيف، مما أثار مخاوف جدية من أن تكون إسرائيل بصدد تنفيذ هجوم بحري أو عملية اعتراض مباشرة كما فعلت في محاولات سابقة.
إنذار بحري وسط صمت دولي
المنظمون دعوا المجتمع الدولي والحكومات الأوروبية إلى التدخل العاجل لتأمين ممر بحري آمن، محذرين من أن “الضغط السياسي بات ضرورة عاجلة لحماية الطاقم والمساعدات الإنسانية التي تنقلها السفينة”.
وتأتي هذه الواقعة بعد يوم واحد فقط من حادثة مشابهة، حين فقد الاتصال مؤقتًا بالسفينة مساء الخميس، وسط تحليق طائرات إسرائيلية حولها، ما أدى إلى حالة من القلق بشأن سلامة النشطاء والمساعدات على متنها.
وفي بيان رسمي، أعلن تحالف “أسطول الحرية” استعادة الاتصال بالسفينة بعد ساعات من الانقطاع، مؤكدًا أنها تواصل رحلتها رغم الظروف المعقدة، وأنها باتت قريبة من المياه الإقليمية لقطاع غزة.
رسالة من البحر.. لن نتراجع
المحامي الدولي والناشط على متن السفينة، الدكتور فرانك رومانو، أكد في تصريحات إعلامية أن طاقم السفينة لا ينوي التراجع عن مهمته، قائلاً: “قد توقف إسرائيل هذه السفينة كما أوقفت غيرها، لكننا مصممون على مواصلة الطريق نحو غزة. نحن نعلم أن ما نقوم به محفوف بالمخاطر، لكننا نفعل ذلك من أجل غزة التي تتعرض للإبادة والحصار والتجويع”.
وأضاف رومانو: “نحاول أن نلهم الآخرين، ونثبت أن كسر الحصار ممكن، وأن صمت العالم يجب أن ينتهي”.
إسرائيل وتاريخ من القمع البحري
تُعد “حنظلة” ثالث محاولة من تحالف “أسطول الحرية” خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سفينتي “الضمير” و”مادلين”، اللتين تم اعتراضهما من قبل الجيش الإسرائيلي. ففي الأولى، تم استهداف السفينة بالطائرات دون طيار، بينما تم اعتقال طاقم السفينة الثانية ومصادرة الحمولة.
وتحمل سفينة “حنظلة”، التي انطلقت من ميناء غاليبولي الإيطالي، 15 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة، وتسعى لإيصال مساعدات طبية وغذائية إلى قطاع غزة، في خطوة رمزية وإنسانية للفت الأنظار إلى المعاناة اليومية التي يواجهها سكان القطاع.
هل تكرر إسرائيل سيناريو “مرمرة”؟
رغم مرور أكثر من عقد على الهجوم الإسرائيلي الشهير على سفينة “مرمرة” عام 2010، والذي أودى بحياة عدد من النشطاء، لا يزال التخوف قائمًا من تكرار السيناريو ذاته، خاصة مع تكرار تحليق الطائرات دون طيار فوق السفن المدنية.
ويرى مراقبون أن استمرار إسرائيل في التصعيد البحري يعكس رغبة واضحة في منع أي تحرك دولي رمزي أو فعلي نحو كسر الحصار، كما يعكس تقاعسًا دوليًا في توفير الحماية القانونية لمثل هذه التحركات الإنسانية.
هل تصل “حنظلة” إلى غزة؟
وفق تقارير فإن الطريق إلى غزة محفوف بالمخاطر، والطائرات الإسرائيلية لا تغادر أجواء البحر. لكن طاقم “حنظلة” يؤكدون أنهم مستمرون حتى النهاية، وأن رسالتهم تتجاوز المساعدات، لتصل إلى معنى المقاومة السلمية وكسر الحصار بصوت العالم لا بصوت البندقية.
وفي وقت يواصل فيه سكان غزة صمودهم وسط الحرب والتجويع، تبقى “حنظلة” رمزًا صغيرًا لمعركة إنسانية أكبر، في مواجهة آلة الاحتلال والحصار.
اقرأ أيضا: هجوم ناري من ترامب على حماس.. هل تتورط واشنطن في الحرب على غزة؟