خريطة الرؤوس النووية حول العالم.. الأعداد والدول المالكة

تُمثِّل الأسلحة النووية أحد أكثر أدوات الردع العسكري قوة في العالم؛ حيث تمتلك بعض الدول ترسانات ضخمة قادرة على إحداث دمار شامل في أي نزاع. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، أصبح عدد الرؤوس النووية ومقدار توزيعها بين الدول محط اهتمام عالمي. في هذه المقالة، نستعرض عدد الرؤوس النووية حول العالم، والدول التي تمتلك أكبر عدد منها، وتأثير ذلك في ميزان القوى الدولية.
عدد الرؤوس النووية في العالم
وفقًا لتقديرات عام 2024، يوجد في العالم نحو 12,500 رأس نووي موزعة بين عدة دول. يتم تصنيف هذه الرؤوس النووية إلى نوعين رئيسيين:
1. الرؤوس النووية العملياتية: تلك الجاهزة للإطلاق الفوري، سواء عبر الصواريخ الباليستية أو القاذفات الاستراتيجية أو الغواصات.
2. الرؤوس النووية المخزنة أو غير النشطة: التي يتم الاحتفاظ بها كاحتياطي استراتيجي أو تخضع لعمليات تفكيك تدريجي.
أكبر الدول المالكة للرؤوس النووية
1. روسيا – 5,889 رأس نووي
تمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم، بنحو 5,889 رأسًا نوويًا، منها أكثر من 1,600 رأس في وضعية تشغيلية. يعتمد الردع النووي الروسي على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، والغواصات النووية، والطائرات القاذفة الاستراتيجية. نظام “اليد الميتة” الروسي يضمن تنفيذ ضربة انتقامية حتى لو تعرضت القيادة الروسية لهجوم نووي مفاجئ.
- أحد الصواريخ البالستية العابرة للقارات الروسية
2. الولايات المتحدة – 5,244 رأس نووي
تمتلك الولايات المتحدة 5,244 رأسًا نوويًا، منها حوالي 1,700 رأس عملياتي. تعتمد استراتيجيتها النووية على ثالوث الردع، الذي يشمل:
– الصواريخ الباليستية العابرة للقارات Minuteman III.
– غواصات نووية تحمل صواريخ Trident II.
– قاذفات قنابل استراتيجية مثل B-52 و B-2 Spirit.
- إحدى الغواصات النووية الأمريكية
3. الصين – 410 رؤوس نووية
تسعى الصين إلى توسيع ترسانتها النووية، إذ تمتلك حاليًا 410 رؤوس نووية، مع توقعات بزيادة العدد إلى 1,000 بحلول 2030. تعتمد الصين على منظومات DF-41 و DF-5B الباليستية، إلى جانب صواريخها التي تُطلق من الغواصات.
- أحد الصواريخ البالستية التكتيكية الصينية
4. فرنسا – 290 رأسًا نوويًا
تُعد فرنسا من القوى النووية الكبرى في أوروبا، حيث تمتلك 290 رأسًا نوويًا، تتركز معظمها في الغواصات النووية الاستراتيجية. كما تمتلكصواريخ جو-أرض نووية مثل ASMP-A، التي تحملها مقاتلات “رافال”.
- إحدى الغواصات النووية الفرنسية
5. المملكة المتحدة – 225 رأسًا نوويًا
تمتلك بريطانيا 225 رأسًا نوويًا، جميعها مخزنة في غواصاتها الاستراتيجية المسلحة بصواريخ Trident II. وتعد لندن واحدة من الدول التي تعتمد بشكل كامل على الردع النووي البحري.
- غواصة نووية بريطانية
6. الهند – 172 رأسًا نوويًا
تُواصل الهند تطوير ترسانتها النووية لمواجهة التهديدات الإقليمية، حيث تمتلك 172 رأسًا نوويًا مع منظومات Agni V الباليستية العابرة للقارات وصواريخ BrahMos الأسرع من الصوت.
- صاروخ بالستي هندي قادر على حمل رؤوس نووية
7. باكستان – 170 رأسًا نوويًا
باكستان لديها ترسانة نووية تقدر بـ 170 رأسًا نوويًا، مع صواريخ باليستية مثل Shaheen و Ghauri، وهي موجهة بشكل أساسي نحو الردع ضد الهند.
- صاروخ بالستي باكستاني قادر على حمل رؤوس نووية
9. إسرائيل – 90 رأسًا نوويًا (تقديريًا)
لم تعترف إسرائيل رسميًا بامتلاكها أسلحة نووية، ولكن التقديرات تشير إلى أنها تمتلك حوالي 90 رأسًا نوويًا، يُعتقد أنها تحملها طائرات مقاتلة أو صواريخ Jericho III الباليستية وصواريخ كروز من نوع بوب اي تربو تطلق من غواصات دولفين .
- صاروخ اريحا الإسرائيلي متوسط المدى قادر على حمل رؤوس نووية
9. كوريا الشمالية – 40 إلى 50 رأسًا نوويًا
تمتلك كوريا الشمالية عددًا متزايدًا من الرؤوس النووية، يتراوح بين 40 و50 رأسًا، وتسعى لتطوير صواريخ عابرة للقارات مثل Hwasong-17، القادرة على ضرب أهداف بعيدة مثل الولايات المتحدة.
- صاروخ كوري شمالي عابر للقارات يمكنه حما رؤوس نووية
الدول التي تخلت عن الأسلحة النووية
رغم تزايد عدد الدول المالكة للأسلحة النووية، هناك بعض الدول التي كانت تمتلك رؤوسًا نووية لكنها تخلت عنها، ومن أبرزها:
– أوكرانيا، كازاخستان، وبيلاروسيا: ورثت هذه الدول أسلحة نووية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لكنها سلمتها إلى روسيا في التسعينيات.
– جنوب أفريقيا: طورت ترسانة نووية سرية خلال فترة الفصل العنصري، لكنها قررت تفكيكها في التسعينيات.
التحديات والسباق النووي العالمي
رغم الجهود الدولية لتقليل مخاطر الأسلحة النووية عبر معاهدات الحد من التسلح، مثل معاهدة ستارت الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة، لا يزال العالم يشهد سباق تسلح نووي متزايد. الصين والهند وباكستان تواصل تطوير قدراتها، بينما تسعى كوريا الشمالية إلى زيادة عدد رؤوسها النووية.
أهم المخاوف
– تصاعد التوتر بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.
– احتمال اندلاع نزاع نووي إقليمي بين الهند وباكستان.
– تزايد خطر انتشار الأسلحة النووية إلى دول جديدة أو وقوعها في أيدي جماعات إرهابية.
اقرأ أيضًا: تقارير استخباراتية اسرائيل تدرسن شن ضربات كبيرة على المنشآت النووية الإيرانية في 2025
توازن القوى العالمية
تمثل الأسلحة النووية عاملًا رئيسيًا في توازن القوى العالمي، حيث تملك كل من روسيا والولايات المتحدة الحصة الأكبر من الترسانة النووية. ومع تزايد عدد الدول التي تسعى لامتلاك هذه الأسلحة، يبقى خطر الحرب النووية قائمًا، مما يجعل جهود الحد من الانتشار النووي أكثر أهمية من أي وقت مضى.