منوعات

خطوة جريئة لمصر..12 قطعة جديدة متاحة للتنقيب شرق المتوسط

أعلنت مصر مؤخرا عن 12 قطعة جديدة متاحة للتنقيب عن الغاز شرق البحر المتوسط، وفقا لما نشره موقع إي كاثيميريني اليوناني.

وبحسب تحليل موقع إي كاثيميريني اليوناني. يحمل هذا القرار تداعيات جيوسياسية كبيرة، مما يشير إلى نية مصر الحفاظ على الاستقرار وتعزيز العلاقات البناءة في منطقة تتسم بنزاعات إقليمية معقدة. يعكس وضع هذه القطع، وخاصة فيما يتعلق بالحدود البحرية المتنازع عليها، نهج مصر الدقيق في السياسة الخارجية، بهدف تحقيق التوازن بين التزاماتها بالاتفاقيات الدولية مع التعامل مع التوترات الإقليمية.

القطعة 1: رسالة إلى أنقرة

أحد أبرز جوانب إعلان مصر هو تعيين القطعة 1 (الفوكا)، التي تقع بجوار الحدود الجنوبية لاتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة اليونانية المصرية في أغسطس 2020. هذه المنطقة مثيرة للجدل، حيث تعتبر أنقرة الجانب اليوناني من هذه المنطقة ضمن الجرف القاري التركي.

من خلال وضع هذه القطعة بالقرب من هذه المنطقة الحساسة، ترسل مصر إشارة واضحة إلى تركيا: فهي تحترم اتفاقياتها مع اليونان ولكنها تظل منفتحة على الحوار والمشاركة الدبلوماسية.

القطعتان 3 و4: تعزيز العلاقات مع نيقوسيا

بالمثل، تتوافق القطعتان 3 (حقل غاز سيميان) و4 (غرب ظهر) مع اتفاقيات مصر مع قبرص، مما يعزز التزام القاهرة بشراكاتها في المنطقة. وتؤكد هذه القطعتان على استراتيجية مصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع قبرص، وخاصة في قطاع الطاقة، مع المساهمة أيضًا في الاستقرار الإقليمي الأوسع.

القطعة 2: التنقل عبر الأراضي غير المحددة

ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في إعلان مصر هو إعلان القطعة 2 (برج العرب). تقع هذه القطعة في منطقة غير محددة بين قبرص ومنطقة البحر جنوب رودس وكاستيلوريزو، وهي مناطق حيث الحدود البحرية متنازع عليها بشدة.

تم ترسيم قطعة الأرض جنوب خط الحدود الوهمي الذي تعتبره تركيا خط فاصل بينها وبين مصر في شرق البحر الأبيض المتوسط. هذه المنطقة هي نقطة اشتعال للتوتر، حيث تدعي تركيا واليونان وقبرص مزاعم متضاربة.

من خلال وضع قطعة الأرض 2 في هذه المنطقة المتنازع عليها، تقوم مصر بتحرك محسوب. فهي تحترم اتفاقياتها القائمة دون تحدي مطالبات تركيا بشكل مباشر، وبالتالي تتجنب التصعيد مع التأكيد على حقوقها السيادية.

إن نهج مصر في ترسيم هذه القطع هو في جوهره عمل دبلوماسي متوازن. إن القرار باحترام الاتفاقيات القائمة مع اليونان وقبرص، مع وضع المؤامرات بعناية في المناطق المتنازع عليها، يوضح التزام مصر بالحفاظ على الاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط.

مخاطبة جماهير متعددة

لا يوجه الإعلان إلى تركيا فحسب. بل إن رسالة مصر موجهة أيضًا إلى اليونان وقبرص، وخاصة في أعقاب أزمة كاسوس في الصيف، والتي دارت حول مشروع الربط الكهربائي بين اليونان وقبرص وإسرائيل. ومن خلال التعامل بعناية مع النزاعات الإقليمية، تطمئن مصر أثينا ونيقوسيا على استمرار شراكتها والتزامها بالتعاون الإقليمي.

يسلط المحللون الضوء أيضًا على إمكانية تحرك مصر لتعزيز التعاون الإقليمي. يقول الدكتور جورج تزوغوبولوس، الخبير في شؤون البحر الأبيض المتوسط: “من خلال الالتزام باتفاقياتها مع اليونان وقبرص، تعمل مصر على تعزيز أهمية القانون الدولي والدبلوماسية في حل النزاعات”. “قد يمهد هذا النهج الطريق لمزيد من الجهود التعاونية في المنطقة، وخاصة في قطاع الطاقة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى