خلافات تستحق محاولة جديدة.. ماذا دار في مباحثات الجولة الثالثة بين أمريكا وإيران ؟

اختتمت في العاصمة العمانية مسقط، اليوم السبت، الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط تأكيدات من الطرفين على استمرار الخلافات الجوهرية رغم الإشادة بالجدية التي اتسمت بها الجولة الحالية.
وجرى الاتفاق على عقد جولة جديدة في الثالث من الشهر المُقبِل لمواصلة النقاشات التي تتم بوساطة سلطنة عُمان.
استمرار الخلافات بين أمريكا وإيران
بحسب وسائل إعلام أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في ختام الاجتماعات أن “الخلافات ما تزال قائمة في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل”، مضيفًا أن المفاوضات هذه المرة كانت “أكثر جدية” مقارنة بالجولات السابقة.
كما أوضح أن الوفدين سيعودان إلى عاصمتيهما للتشاور حول النقاط العالقة، بعد مناقشات استمرت نحو تسع ساعات.
وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قد أعلن عبر منصة “إكس” أن المحادثات ستُستأنف الأسبوع المقبل في مسقط، مشدداً على التزام بلاده بتسهيل التواصل بين الجانبين الإيراني والأمريكي.
أجواء منفصلة وتقدم فني محدود بين أمريكا وإيران
وأفادت الخارجية الإيرانية بأن المفاوضات، كما في الجولات السابقة، جرت في غرف منفصلة بمساعدة الوسيط العماني، بحضور رئيسي الوفدين عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.
وشهدت الاجتماعات الفنية تقدماً محدوداً، حيث وصلت المناقشات إلى مرحلة التفاصيل الدقيقة حول المطالب المتبادلة.
وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن المحادثات تركزت على تخفيف العقوبات الأمريكية بشكل فعال، وبناء الثقة حيال سلمية البرنامج النووي الإيراني، وضمان حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
تهديدات متبادلة بين أمريكا وإيران
تأتي هذه المحادثات في وقت أعادت فيه واشنطن فرض عقوبات إضافية على شبكة النفط الإيرانية، ما اعتبرته طهران دليلاً على “النهج العدائي” قبيل جولة مسقط.
كما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام الحل العسكري إذا فشلت المفاوضات، رغم إشارته إلى تفضيله للتوصل إلى اتفاق.
وفي سياق متصل، جددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبها من إيران توضيح أسباب بناء أنفاق جديدة قرب منشأة نطنز النووية، وهو ما اعتبرته إيران مسألة “داخلية” لا شأن للوكالة بها.
البرنامج الدفاعي والصاروخي خارج نطاق التفاوض
نفى المسؤولون الإيرانيون أن تكون القدرات الدفاعية والصاروخية قد طُرحت على طاولة المفاوضات. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن “مسألة الصواريخ غير مطروحة”، مشدداً على أن التركيز ينحصر في البرنامج النووي المدني.
وأكد عباس عراقجي أن إيران متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم، ووصف هذا الحق بأنه “غير قابل للتفاوض”، مشيراً إلى أن بلاده تخطط لبناء 19 مفاعلاً نووياً على الأقل، بالإضافة إلى تشغيل مفاعلي بوشهر وأراك.
إيران تلوح بالتصعيد
من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الدول الأوروبية إلى تفعيل “آلية الزناد”، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائياً بسبب انتهاكاتها للاتفاق النووي، وهي خطوة قد تؤدي إلى انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، حسب تحذيرات سابقة أطلقتها القيادة الإيرانية.
ويستمر الجانبان الإيراني والأمريكي في اختبار فرص الحل الدبلوماسي وسط تعقيدات إقليمية ودولية متزايدة، في وقت تراقب فيه العواصم الكبرى تطورات هذا المسار الحاسم لمستقبل الاتفاق النووي والعلاقات الدولية في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا: الطريق لرفع العقوبات.. سوريا ترد على طلبات أمريكا وتتعهد بهذه الأمور