دعاة الفتنة يهددون سوريا.. اشتباكات بسبب النقاب في أحياء مسيحية بـ دمشق

في محاولة واضحة لإشعال الفتنة الطائفية في سوريا وإثارة النعرات الدينية داخل المجتمع السوري بعد سقوط الأسد.
شهد حي القصاع المسيحي في دمشق حادثة مؤسفة تمثلت في محاولة مسلحين مجهولين توزيع منشورات تدعو المسيحيات لارتداء الحجاب الشرع والنقاب الإسلامي، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لزرع الفتنة واثارة النعرات الطائفية.
تفاصيل الواقعة
وفقا لتقارير صحفية، دخلت سيارة تقل مسلحين حي القصاع ذو الأغلبية المسيحية في دمشق، وترجل منها أفراد وبدأوا بتوزيع أوراق تدعو إلى ارتداء النقاب ومنع التدخين والاختلاط، زاعمين أنهم يمثلون إدارة العمليات العسكرية.
تصدى شباب الحي المسيحي للمسلحين الملثمين، ما أدى إلى اشتباكات بالأيدي بين الطرفين، تطورت إلى إطلاق نار من قبل المسلحين بهدف التخويف.
تركيا تقحم إيران في صراعها مع الأكراد.. هل دعمت طهران “قسد” بصفقة مسيرات؟
تمكن شباب الحي من السيطرة على المسلحين ومصادرة أسلحتهم وكشف هوياتهم، قبل وصول دوريات من هيئة تحرير الشام التي أكدت أنهم عناصر مجهولة يسعون إلى إشعال الفتنة.
تحذيرات من الفتنة في سوريا
من جانبهم، دعا خبراء وقيادات مسيحية لضرورة تحلي المسيحيين في سوريا بالوعي كسلاح أول، محذرين من تكرار أخطاء الماضي.
واستشهد الخبراء بحسب وسائل إعلام بحوادث سابقة، حيث كانت الأفرع الأمنية التابعة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد ترمي قذائف على مناطق مسيحية وتتهم بها الثوار بهدف إشعال الفتنة.
وشدد الخبراء على أن سوريا تمر بمرحلة حرجة، حيث حاول نظام الأسد على مدى 14 عاما من الحرب خلق شرخ بين المسيحيين والثورة، لكنه لم ينجح في ذلك، وأضافوا أن نسبة كبيرة من المسيحيين تؤمن بأن الثورة السورية تشمل جميع الأديان والأعراق والطوائف.
مخططات الفلول في سوريا
كما أشار الخبراء إلى أن النظام السابق لم يعد يملك فروعا أمنية لتنفيذ هذه الأعمال بشكل مباشر، لكنه يمتلك فلولا ما زالت موجودة ولن تتوانى عن تنفيذ أجنداته.
ورأى الخبراء أن السلطة الجديدة، إذا احتاجت إلى فرض تعليمات، فلن تعتمد هذه الطريقة، واعتبروا ما جرى في الحي المسيحي حادثا ليس له أي قيمة، ولكنه ليس فرديا، بل يقف وراءه بعض الفلول والمرتزقة.
وأوضحوا أن النظام لا يزال يملك بعض الأذرع التي تعمل بهدف خلق شرخ بين المسيحيين وباقي أبناء الوطن، وكذلك تشويه ثقافة التعايش السلمي بين جميع الأطياف والمكونات في سوريا.
واختتم الخبراء بالتأكيد على أن المسيحيين كانوا ولا يزالون جزءا لا يتجزأ من الثورة السورية التي انطلقت عام 2011، ولن يتخلوا عنها أبدا.
تحذيرات من انتحال صفة الشخصيات الحكومية
وكانت الحكومة السورية قد أصدرت بيانا يوم الاثنين الماضي، أعلنت فيه تخصيص بطاقات أمنية، إضافة إلى مهمة اعتقال (أي إذن رسمي) تحملها القوة المنفذة للأمر قبل القبض على أي مواطن سوري.
وشددت على ضرورة إظهار القوة المنفذة للثبوتيات، محذرة من عدم الامتثال لأي عملية اعتقال لا يتم فيها إشهار البطاقة الأمنية ومهمة التوقيف.
وكانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا قد أعلنت تشكيل حكومة بعد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين، انتشرت القوات الأمنية قدر الإمكان في المحافظات السورية، لكنها أعلنت مرارا عن حالات فردية تضمنت بعض التجاوزات في عدد من المناطق.
اقرأ أيضا
لا نريد دولة أو انفصالًا.. أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة