دعوات لخفض التصعيد.. قادة العالم منزعجون بعد الضربات الأمريكية على إيران

أعرب قادة العالم عن قلقهم العميق وحثوا على ضبط النفس بعد أن أذن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسلسلة من الضربات الأمريكية على إيران، وتحديدا قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، مما يُمثل تصعيدًا حادًا في الصراع الإيراني الإسرائيلي، ويُثير مخاوف من اضطرابات إقليمية أوسع.

أعلن الرئيس ترامب عن الضربات في خطاب متلفز، مُدعيًا أن مواقع التخصيب النووي الرئيسية في إيران قد “دُمّرت تمامًا” وطالب إيران “بالسلام الآن”. وحذّر من أن أي رد انتقامي آخر من طهران سيُثير قوة أكبر.

كان رد طهران سريعًا وحازمًا: أصدر المسؤولون الإيرانيون تحذيرات خطيرة من “عواقب وخيمة”، ودعت الحكومة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

دعوات لخفض التصعيد والحوار والدبلوماسية

أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بيانًا أعرب فيه عن “قلقه البالغ” إزاء الضربات الأمريكية، مؤكدًا على خطر “دوامة الفوضى”، داعيًا إلى خفض التصعيد فورًا.

حذر غوتيريش قائلًا: “هذا تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية، ويشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين”، وحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالمثل، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدةً أن “إيران يجب ألا تحصل أبدًا على القنبلة”، لكنها أضافت أن الحل الدبلوماسي وحده هو الكفيل بحل الأزمة.

المملكة المتحدة وفرنسا تُركّزان على التفاوض لا على القوة

حثّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران على “العودة إلى طاولة المفاوضات”، واصفًا البرنامج النووي الإيراني بأنه “تهديد خطير للأمن الدولي”، لكنه أكّد أن السلام يتطلب الدبلوماسية.

عبّرت فرنسا عن هذا الرأي، مُؤكّدةً عدم تورطها في الهجمات، وحثّت جميع الأطراف على ضبط النفس. جدّدت الحكومة الفرنسية معارضتها للأسلحة النووية الإيرانية، لكنها أصرت على أن الحل المستدام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إطار معاهدة حظر الانتشار النووي.

الصين وروسيا تُنددان بـ الضربات الأمريكية على إيران

أدانت الصين بشدة الإجراء الأمريكي، مُتّهمةً واشنطن بانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ودعا متحدث باسم الحكومة الصينية جميع الأطراف، وخاصة إسرائيل، إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وحماية المدنيين، والانخراط في مفاوضات.

كما أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربات، محذرة من أنها تُمثل “تصعيدًا خطيرًا… محفوفًا بمزيد من التقويض للأمن الإقليمي والعالمي”. ووصفت موسكو العملية بأنها “انتهاك صارخ” للقانون الدولي، ودعت إلى العودة إلى الحلول الدبلوماسية.

حلفاء الولايات المتحدة يسعون لخفض التصعيد وتجنب التدخل المباشر

في حين انضم حلفاء الولايات المتحدة، مثل أستراليا وإسبانيا، إلى دعوات خفض التصعيد والحوار، إلا أنهم تجنبوا التأييد المباشر للضربات. ووصفت الحكومة الأسترالية الوضع الإقليمي بأنه “متقلب للغاية”، مؤكدةً أن “الآن هو وقت السلام”.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على ضرورة ضبط النفس، مشيرًا إلى أن “الاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا عبر طاولة المفاوضات، مع الاحترام الكامل للقانون الدولي”.

وجهات نظر متباينة: إسرائيل وإيران ودول أخرى

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار الرئيس ترامب في خطابٍ مُصوّر، مُعلنًا أنه يُجسّد مبدأ “السلام بالقوة”. ووصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الضربة بأنها “لحظة حاسمة بين محور الإرهاب والشر ومحور الأمل”، مُعربًا عن أمله في شرق أوسط أفضل.

إيران وتشيلي والسعودية تُحذّر من عواقب وخيمة

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة حظر الانتشار النووي بمهاجمتها ما تُصرّ إيران على أنه منشآت نووية سلمية. وحذّر من “عواقب وخيمة”.

ندّد رئيس تشيلي غابرييل بوريك بالضربات الأمريكية مُعتبرًا إياها انتهاكًا للقانون الدولي، مُؤكدًا التزام بلاده بالمبادئ الإنسانية، مُطالبًا بالسلام واحترام القواعد العالمية الراسخة.

أعربت المملكة العربية السعودية عن “قلقها العميق”، معتبرةً الضربات انتهاكًا للسيادة الإيرانية، وحثّت المجتمع الدولي على السعي لإيجاد حل سياسي وتجنب المزيد من التصعيد.

أقرا أيضا.. أسواق النفط متقلبة بعد القصف الأمريكي لإيران.. مخاوف انقطاع الإمدادات

حالة من عدم اليقين والقلق العالمي

مع إصدار قادة العالم من مجموعة الدول السبع، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والقوى الإقليمية الرئيسية، بيانات تحذيرية ودعواتٍ دبلوماسية، يواجه المجتمع الدولي ترقبًا قلقًا لرد فعل إيران. وبينما تتفاعل الأسواق العالمية، وتستعد الجيوش الإقليمية، لا تزال احتمالات السلام الفوري غامضة.

يتفق معظم القادة على نقطة واحدة: الاستقرار الدائم في الشرق الأوسط يعتمد على تجديد الحوار وضبط النفس، وليس على مزيد من التصعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى