دفعة بلينكن الأخيرة.. جهود دبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار في غزة ولبنان

مع اقتراب إدارة بايدن من أشهرها الأخيرة، يكثف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جهوده الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار في الصراعات الجارية بين إسرائيل وحماس في غزة، فضلاً عن المناوشات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وفقا لتقرير تايمز أوف إسرائيل.

على الرغم من إلحاح الإدارة على التوسط في السلام، فإن الأسئلة تلوح في الأفق حول مقدار النفوذ الذي ستحتفظ به الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة مع تحول الاهتمام إلى الإدارة القادمة للرئيس السابق دونالد ترامب.

الجهود الدبلوماسية الأخيرة

في يوم الجمعة، انخرط بلينكن في سلسلة من المكالمات الهاتفية عالية المخاطر مع لاعبين إقليميين رئيسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، في محاولة لإنهاء العنف الذي اندلع في غزة ولبنان.

أكد كبير الدبلوماسيين الأمريكيين التزام واشنطن بتأمين وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإيجاد حل دبلوماسي للأعمال العدائية مع حزب الله في لبنان. ومع ذلك، مع استمرار مناقشات بلينكن مع وزراء الخارجية، لا يزال من غير الواضح مدى النفوذ الذي تتمتع به إدارة بايدن المنتهية ولايتها على إسرائيل أو الديناميكيات الإقليمية الأوسع بينما يراقب العالم انتقال الولايات المتحدة إلى قيادة جديدة تحت قيادة ترامب.

اقرأ أيضا.. عام من انقطاع الكهرباء.. سكان غزة يصارعون بحثا عن الاحتياجات الأساسية

وقف إطلاق النار في غزة: الضغوط الأميركية على حماس وإسرائيل

في محادثاته مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان من الإمارات العربية المتحدة، أكد بلينكن دعم الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، سعياً لإنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس.

لطالما وضعت الولايات المتحدة نفسها كوسيط رئيسي في الصراعات في الشرق الأوسط، لكن الوضع الحالي يفرض تحديات كبيرة. تتعرض إدارة بايدن لضغوط متزايدة من الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك تلك الموجودة في العالم العربي، للدفع نحو إنهاء فوري للعنف.

وقد أكد المسؤولون الأميركيون على أهمية تأمين مسار للسلام لا يوقف القتال فحسب، بل يعالج أيضاً قضايا أوسع نطاقاً في غزة، بما في ذلك الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار على المدى الطويل. وخلال مناقشاته، أكد بلينكن على الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن وخلق إطار دبلوماسي يسمح للفلسطينيين بإعادة بناء حياتهم والسعي إلى قدر أعظم من الاستقرار.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن نفوذ الولايات المتحدة على حماس يظل قضية معقدة، نظراً لمعارضة المجموعة الطويلة الأمد لإسرائيل والافتقار إلى مسار واضح للسلام.

لبنان وحزب الله: السعي إلى حل دبلوماسي

يظل الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان محوراً رئيسياً آخر للتواصل الدبلوماسي الذي يقوم به بلينكن. وفي مكالمته مع الشيخ عبد الله من الإمارات العربية المتحدة، سلط بلينكن الضوء على الجهود الأميركية الجارية للتوسط في وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق ــ المنطقة التي تفصل إسرائيل عن لبنان ــ بالعودة إلى ديارهم.

كان الوضع بين حزب الله وإسرائيل متوتراً لسنوات، واحتمالات المزيد من التصعيد عالية. كانت دعوات بلينكن تهدف إلى منع تدهور الوضع إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا، لكن التوصل إلى حل دبلوماسي دائم لهذا الصراع يشكل معركة شاقة. إن نفوذ حزب الله في لبنان وعلاقته بإيران يعقدان الجهود الرامية إلى التوسط في السلام.

تحديات النفوذ الأمريكي والواقع الإقليمي

السؤال الرئيسي الذي يبرز من هذه المشاركات الدبلوماسية هو مدى النفوذ الذي تتمتع به إدارة بايدن حقًا في هذه الصراعات، وخاصة في مواجهة الولاءات الإقليمية المتغيرة. مع عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى دائرة الضوء السياسية، هناك حالة متزايدة من عدم اليقين بشأن الاتجاه المستقبلي للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. إن نهج ترامب، الذي غالبًا ما أعطى الأولوية للعلاقات المعاملاتية على المعايير الدبلوماسية التقليدية، يمكن أن يغير بشكل كبير ديناميكيات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والأمريكية العربية.

في مكالمات بلينكن مع القادة الأوروبيين، بما في ذلك تلك التي أجراها مع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أثيرت أيضًا قضية وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ستسفر عن نتائج مهمة قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة. فقد أصبح نفوذ إدارة بايدن في المنطقة موضع شك بالفعل، في ظل صراعها مع التوترات المتصاعدة في أوكرانيا والشرق الأوسط وما وراءهما.

دور الدبلوماسية المتعددة الأطراف

في حين أن تواصل بلينكن مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والحلفاء الأوروبيين أمر جدير بالثناء، فإن قدرة هذه الدول على ممارسة الضغط على إسرائيل وحماس تظل محدودة. إن زعامة المملكة العربية السعودية في العالم العربي ونفوذ الإمارات العربية المتحدة المتزايد يشكلان عوامل رئيسية في هذه المحادثات الدبلوماسية، لكنهما يواجهان أيضًا تحدياتهما الخاصة في موازنة الديناميكيات الإقليمية.

وعلاوة على ذلك، فإن تعقيد الوضع في غزة ولبنان، والذي تفاقم بسبب العداوات التاريخية العميقة والانقسامات السياسية، يجعل المهمة الدبلوماسية أكثر تحديًا. لا تسعى الولايات المتحدة إلى التوسط بين إسرائيل وحماس فحسب، بل تحاول أيضًا إدارة المشهد الأوسع في الشرق الأوسط، والذي يشمل مصالح إيران وحزب الله والقوى العالمية التي لها مصالح راسخة في استقرار المنطقة.

Back to top button