دولة إسلامية تعزز قوتها البحرية بـ”هوفركرافت” من بريطانيا.. قدرات هجومية وإغاثية في بيئات مختلفة

أعلنت هيئة المعدات والدعم الدفاعي البريطانية (DE&S) عن صفقة بيع ثلاث زوارق هوفركرافت من طراز LCAC(L) إلى البحرية الباكستانية، إلى جانب حزمة كاملة من قطع الغيار والدعم الفني .. وذلك في خطوة تعكس تعميق التعاون الدفاعي بين بريطانيا وباكستان.
البحرية الباكستانية تتسلم ثلاث زوارق هوفركرافت من بريطانيا بريطانية
تُعد هذه الزوارق، التي كانت سابقًا في خدمة مشاة البحرية الملكية البريطانية قبل إحالتها للتقاعد عام 2021، دعمًا نوعيًا لقدرات باكستان في العمليات الساحلية والمياه الضحلة.
وقد خضعت لبرنامج تأهيل شامل نفذته شركة Griffon Marine Support بموجب عقد تجديد وُقّع عام 2022، تحت إشراف فريق الزوارق في هيئة DE&S.
قدرات هجومية وإغاثية في بيئات معقدة
تم تصميم زوارق LCAC(L) في الأساس لدعم عمليات الإنزال البرمائي، وهي قادرة على نقل الجنود والمعدات والمركبات من السفن إلى الشاطئ مباشرة، متجاوزة الحاجة إلى الموانئ التقليدية.
وتتميز هذه الهوڤركرافت بقدرتها على التحرك بسرعة عالية فوق الماء والطين والأراضي، ما يجعلها مثالية للعمليات في المناطق الساحلية المعقدة كالدلتا والمستنقعات.
وخدمت هذه الزوارق في المهام الاستطلاعية واللوجستية ومهام الإغاثة في الخارج، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بواسطة الوسائل التقليدية، مما يعزز من مرونتها وفعاليتها في البيئات الصعبة.
استجابة سريعة وكفاءة في مواجهة الكوارث
تأتي هذه الصفقة في وقت تركز فيه باكستان بشكل متزايد على الدفاع الساحلي والاستعداد لمهام الإغاثة في حالات الكوارث. وبوجود شريط ساحلي يبلغ طوله 1,046 كيلومترًا على بحر العرب، وقواعد بحرية رئيسية في كراتشي وأورمارا وجوادر، تواجه البحرية الباكستانية تحديات جغرافية واستراتيجية تتطلب سرعة الاستجابة والمرونة العملياتية.
وتمنح هذه الزوارق باكستان أداة مثالية لدوريات الساحل، ونشر قوات التدخل السريع، وتقديم المساعدات خلال الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير، لا سيما في المناطق التي يصعب على الزوارق التقليدية الوصول إليها.
منصة متعددة المهام بقدرات متطورة
الزوارق الموردة تعتمد على طراز Griffon 2400TD، بطول 12.7 مترًا وسرعة قصوى تبلغ 34 عقدة (حوالي 63 كم/ساعة).
يمكنها حمل 16 جنديًا مجهزين أو ما يقارب 2.4 طن من المعدات، وتعمل بمحرك ديزل Deutz بقوة 440 كيلوواط.
وتشمل التجهيزات التقنية للزورق مقصورة مدرعة للطاقم، نوافذ مقاومة للرصاص، أنظمة رؤية حرارية FLIR، رادارات بحرية، ومدفع رشاش GPMG للدفاع الذاتي.
كما أن تصميمها يسمح بنقلها جوًا عبر طائرات عسكرية مثل C-130J، A400M، وC-17، ما يمنحها مرونة استراتيجية في الانتشار السريع.
رمز جديد للتعاون الدفاعي بين لندن وإسلام آباد
يمتد التعاون العسكري بين بريطانيا وباكستان لعقود، ويشمل برامج تدريب مشترك، صفقات تسليح، وتمارين بحرية.
وقد استخدمت باكستان سابقًا عددًا من المنصات البريطانية مثل السفن والمدرعات وأنظمة الاستطلاع، في حين تركزت المبادرات المشتركة أيضًا على مكافحة الإرهاب وأمن الملاحة.
وأكد العميد البحري ريتشارد والي من هيئة DE&S أن الصفقة لا تلبّي فقط الاحتياجات العملياتية للبحرية الباكستانية، بل تعود بفوائد اقتصادية لبريطانيا من خلال تمديد عمر الأصول الدفاعية عبر تصديرها بشكل مسؤول.
ومن جهتها، أعربت البحرية الباكستانية عن تقديرها الكبير لهذه الإضافة النوعية، مؤكدة على الدور الحيوي للزوارق في دعم المهام الأمنية والإغاثية. كما ستواصل شركة Griffon Marine Support تقديم خدمات الصيانة والدعم الفني، بما يضمن استمرارية التشغيل ودمج المنصات بشكل فعال ضمن الأسطول البحري الباكستاني.
تعزيز الردع البحري في جنوب آسيا
يمثل إدخال زوارق LCAC(L) إلى الخدمة خطوة استراتيجية في تطوير قدرات باكستان البرمائية والاستجابة السريعة، ويأتي متماشيًا مع تطورات المشهد الأمني في منطقة جنوب آسيا وتزايد التهديدات البحرية غير التقليدية.
وتؤكد هذه الخطوة التزام باكستان بتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات الأمنية والكوارث الإنسانية على حد سواء.
اقرأ أيضاً.. 110 ملايين دولار عالقة.. F-35 مقاتلة بريطانية لا تُرى والجميع يراقبها في مطار هندي| ما القصة؟