رادار بقدرة 3000 كم.. طائرة الإنذار المبكر الصينية الجديدة KJ-3000 تكشف الطائرات الشبحية الأمريكية

أحرزت الصين تقدمًا لافتًا في برنامج الإنذار المبكر الجوي عبر الكشف عن أول نموذج معروف لطائرة KJ-3000، المصممة لتعقب المقاتلات الشبحية الأمريكية مثل F-22 وF-35.
وقد رُصدت الطائرة مؤخرًا في صورة عالية الدقة التقطت في قاعدة جوية غير معلنة، حيث ظهرت بالطلاء التمهيدي ورقم تسلسلي (7821)، مزودةً بقبة رادار كبيرة أعلى الجزء الخلفي، وهوائيات متعددة، ومسبار للتزود بالوقود جوًا.
خلفية التطوير والرحلة الأولى
تعود أول رحلة معلنة للطائرة إلى 27 ديسمبر 2024، وجاءت عقب اختبار مقاتلات صينية من الجيل السادس، تعتمد KJ-3000 على طائرة النقل الثقيلة Y-20B، وتعمل بمحركات WS-20 توربوفانية عالية الالتفافية.
وحتى منتصف 2025، لا يزال النموذج الوحيد المعروف، ويُعد الأضخم ضمن أسطول الإنذار المبكر الصيني، ضمن خطة لإحلال KJ-2000 القائمة على الطائرات الروسية Il-76.
قدرات الرصد والمراقبة المتقدمة
تشير مصادر صينية وتقارير تحليلية إلى أن رادار KJ-3000 قادر على تغطية بزاوية 360 درجة، ورصد الطائرات الشبحية على بعد يزيد عن 360 كيلومترًا.
كما يُقدّر نطاق الرصد العام للأهداف التقليدية بين 600 و1000 كيلومتر، وربما يتجاوز 3000 كيلومتر. وتقول بعض التقارير إن النظام قادر على تتبع 100 هدف في آن واحد، بما في ذلك أهداف ذات بصمة رادارية ضئيلة (أقل من 0.001 م²).

ميزات تقنية طموحة: رادارات ثنائية النطاق وقدرات مضادة للتخفي
اقترح بعض الخبراء الصينيين دمج تقنيات متقدمة مثل وحدات إرسال/استقبال من نتريد الغاليوم ورادارات ثنائية النطاق.
كما يُرجّح أن تتمتع الطائرة بقدرات على رصد صواريخ كروز المنخفضة الارتفاع، والتهديدات الجوية تحت مستوى الرادارات الأرضية، ما يعزز من دورها في شبكات الدفاع المتكاملة.
محركات WS-20 وهيكل Y-20B: مزيج يعزز الحمولة والأداء
تعتمد الطائرة على محرك WS-20 الصيني، الذي يتفوق على المحرك الروسي D-30KP-2 من حيث الدفع وكفاءة الوقود.
وتوفر منصة Y-20B سعة حمولة تبلغ 66 طنًا، بزيادة 16 طنًا عن KJ-2000، ما يمكّنها من حمل أنظمة رادار متقدمة ووحدات إلكترونية إضافية، إلى جانب توفير طاقة كهربائية كافية لأنظمة C4ISR الحديثة.
إنتاج محلي قابل للتوسع وبديل استراتيجي للطائرات الروسية
خلافًا لطائرات KJ-2000 المستندة إلى Il-76 الروسية، توفر KJ-3000 خيارًا محليًا يمكن إنتاجه على نطاق أوسع.
ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية الصين لفك الارتباط عن سلاسل الإمداد الأجنبية، وتحقيق اكتفاء ذاتي في أنظمة الإنذار المبكر، وهي فكرة طُرحت في الإعلام الرسمي منذ 2017.
نظرة على أسطول الإنذار المبكر الصيني
يمتلك سلاح الجو الصيني عدة منصات AEW&C: KJ-2000 (مبنية على Il-76)، KJ-500 وKJ-500H (مشتقة من Y-9)، KJ-200 (على أساس Y-8)، KJ-600 (مخصصة لحاملات الطائرات)، إضافة إلى KJ-700 وWZ-9 بدون طيار، وY-8J برادار Skymaster البريطاني.
كل منها يؤدي دورًا محددًا ضمن شبكة إنذار مبكر متكاملة تغطي المجالين البري والبحري.
نقلة نوعية في دعم العمليات الجوية
تُعد KJ-3000 حجر الزاوية في مستقبل القيادة والسيطرة الصينية، إذ ستدعم الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل J-20 وJ-16 وJ-10C، وتساهم في تحسين الاستهداف بعيد المدى، والدفاع الجوي والصاروخي.
وتشير بعض التقديرات إلى احتمال تسليحها بصواريخ PL-17 جو-جو، ما يفتح المجال لاستخدامها في أدوار هجومية محدودة أو للدفاع الذاتي.
جاهزية للمهام المستقبلية والسيناريوهات المشتركة
ترجّح التقارير أن KJ-3000 ستُجهز مستقبلاً بأنظمة تشويش إلكتروني نشطة، لشلّ رادارات العدو ووسائل اتصاله، خاصة عند العمل جنبًا إلى جنب مع طائرات غير مأهولة.
ويُعتقد أنها ستكون قادرة على تعقّب الطائرات الشبحية منذ لحظة الإقلاع، بل والكشف عن أنظمة متقدمة مثل القاذفة B-21 Raider من مسافات بعيدة.
الانتشار المحتمل والدور في استراتيجية A2/AD
رغم أن الطائرة ما زالت في طور النموذج، فإن ظهورها المتسارع يشير إلى نية الصين دمجها سريعًا في شبكة الدفاع الجوي، خصوصًا في مناطق التوتر مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
وبينما لا تتوفر معلومات رسمية عن إمكانية تصديرها، تلوح باكستان كمرشح محتمل مستقبلًا، رغم أن استخدامها سيظل في الأمد القريب حكرًا على المهام الاستراتيجية للقوات الجوية الصينية.
اقرأ أيضاً.. بمدى يصل لـ32 ساعة طيران .. مصر تدخل نادي الكبار في إنتاج المسيرات