رافال الفرنسية تصيب أهدافا فضائية وتعزز قوتها بعد الحرب الهندية الباكستانية.. شاهد

أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن تنفيذ تجربة ناجحة لاعتراض بالونات ستراتوسفيرية باستخدام صواريخ “ميكا” من طراز جو-جو، أُطلقت من مقاتلات رافال وميراج 2000.

البالونات، التي وفّرها المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية (CNES)، حلّقت على ارتفاع تجاوز 20 كيلومتراً (أكثر من 65 ألف قدم)، أي في الطبقة العليا من الغلاف الجوي حيث يصعب الوصول أو التعقب.

رافال تعترض أهدافا في “الفضاء القريب”

أكد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن هذه التجارب تمثل أول خطوة عملية نحو تطوير “مكوّن الاعتراض” ضمن استراتيجية الجيش الفرنسي للمناطق المرتفعة، والتي أصبحت مجالاً تنافسياً عسكرياً متزايد الأهمية.

وشدد على أن الاختبار تجاوز حدود الأداء التقليدي للمقاتلات والذخائر الموجهة، ما يثبت قدرة فرنسا على التصدي للتهديدات القادمة من ارتفاعات شبه فضائية.

المقاتلة الفرنسية رافال تدمر أهدافاً فضائية

الحرب الهندية الباكستانية

تأتي محاولات فرنسا بالتسويق لقدرات طائرتها المقاتلة “رافال” بعد إسقاطها من طائرات صينية أقل منها في المواصفات، خلال الحرب الهندية الباكستانية، والذي وصفه المحللون بـ”الفضيحة” للمقاتلة الفرنسية.

وقد ألقت تلك الحرب بظلالها على سمعة المقاتلة رافال بالسلب، حيث علقت أكثر من دولة مفاوضاتها لشرائها فيما خفضت بعض الدول الصفقات المتفق عليها مسبقاً.

رافال ترصد الهدف وتصيبه

نشر الوزير مقطع فيديو قصير يظهر لحظة استهداف البالونات، التُقط من قمرة قيادة طائرة رافال على الأرجح بواسطة كاميرا خوذة الطيار. كما أظهرت اللقطات بالأشعة تحت الحمراء – الملتقطة بواسطة أنظمة كهروبصرية أو IRST – الصاروخ وهو يصيب الهدف بدقة.

لم يُعلن عدد الطائرات المشاركة أو نوع التوجيه المُستخدم في الصواريخ، لكن يُرجح أن صواريخ MICA IR هي التي استخدمت، نظراً لاعتمادها على التتبع الحراري.

صواريخ ميكا .. تكنولوجيا جديدة في قلب التجربة

أشارت تقارير إلى أن فرنسا قد تكون اختبرت خلال العملية أيضًا النسخة الأحدث من صواريخ MICA NG، المتوفرة بنسختين: واحدة بباحث تصوير حراري (IIR) والثانية بتوجيه راداري نشط (AESA).

وتوفر هذه الصواريخ قدرات متقدمة لاعتراض أهداف جوية في ظروف معقدة، بما في ذلك إطلاق النار صعوداً من ارتفاعات منخفضة نحو أهداف شبه فضائية.

الدروس من حادثة البالون الصيني

تأتي هذه التجربة الفرنسية بعد موجة من التوترات الدولية عام 2023، عقب إسقاط منطاد صيني فوق الولايات المتحدة، ما سلّط الضوء على الثغرات في مراقبة المجال الجوي المرتفع.

وكان لفرنسا مبررات استراتيجية لتطوير قدراتها في هذا المجال، خاصة أن الأجسام الطائرة على ارتفاعات عالية يصعب رصدها بالرادارات التقليدية، وتحتاج إلى وسائل تتبع تعتمد على الحرارة أو البصريات.

التهديدات الجديدة في الغلاف الجوي الأعلى

بحسب شبكة OPEXNEWS، فإن القوات الجوية الفرنسية صنّفت نوعين من الأهداف عالية الارتفاع على أنها تشكل تهديداً مستقبلياً: الأولى تشمل بالونات الاتصالات والطائرات دون طيار طويلة البقاء في الجو، والثانية تشمل صواريخ ومركبات انزلاقية فرط صوتية تستخدم طبقات الجو العليا للمراوغة والتخفي.

بين السيادة والفراغ القانوني

لا تزال المناطق الممتدة بين ارتفاع 20 و100 كيلومتر – المعروفة بـ”الفضاء القريب” – تفتقر إلى إطار قانوني واضح. وتساءل قادة فرنسيون عسكريون سابقاً عمّا إذا كانت هذه الطبقات تُعتبر جزءاً من المجال الجوي السيادي أم الدولي.

ويبدو أن باريس تحاول حجز موقع متقدم في هذا المجال غير المحكوم بعد، عبر توظيف التجربة الأخيرة كورقة ضغط دفاعية وسياسية.

البعد الأوروبي والدور الفرنسي في الناتو

تتماشى التجربة الأخيرة مع استراتيجية فرنسية لتعزيز أمن المجال الجوي الأوروبي، في ظل تصاعد التحديات العابرة للحدود.

ويأتي ذلك بالتوازي مع نشر أنظمة فرنسية حديثة مثل “بيغاس 25” في السويد، وقرار إعادة تشغيل قاعدة لوكسويل الجوية لاحتضان طائرات رافال F5 الجديدة المزودة بصواريخ كروز نووية من طراز ASN4G.

لماذا التجربة مهمة؟

تمثل تجربة اعتراض البالونات في الستراتوسفير خطوة تقنية وسيادية لفرنسا في مواجهة التهديدات الجديدة. فهي تكشف عن تحول في العقيدة الجوية، حيث لم تعد الطائرات الحربية مخصصة فقط لمعارك على ارتفاعات تقليدية، بل باتت تلعب دوراً في حماية الفضاء القريب.

كما تُظهر التجربة أهمية تطوير صواريخ متعددة الأنماط، تجمع بين الرؤية الحرارية والرادارية، لمواجهة أهداف يصعب اكتشافها أو تدميرها بالوسائل التقليدية.

اقرأ أيضاً.. القاتل الصامت| بندقية القنص “SV-98” الروسية.. تصيب أهدافها بدقة على بعد 1000 متر

زر الذهاب إلى الأعلى