رضا بهلوي.. حليف تل أبيب الطامح للعودة إلى حكم إيران على ظهر دبابة إسرائيلية

في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا خطيرًا بين طهران وتل أبيب، أطل رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، عبر مقطع فيديو متداول، ليعلن بصراحة أن “الجمهورية الإسلامية انتهت”، داعيًا إلى “انتفاضة شاملة” لإسقاط النظام، ومطالبًا قوات الأمن الإيرانية بالانشقاق والوقوف إلى جانب الشعب.

قال بهلوي في رسالته المصورة:”لا حاجة إلا إلى انتفاضة شاملة لإنهاء هذا الكابوس الجماعي إلى الأبد، الآن هو الوقت المناسب للنهوض، حان وقت استعادة إيران”.

وتابع: “لا تنشغلوا باليوم التالي لسقوط الجمهورية الإسلامية، لن تدخل إيران في فوضى أو حرب أهلية”، في محاولة منه لطمأنة الداخل الإيراني إزاء مخاوف ما بعد النظام.

رضا بهلوي يتهم خامنئي بالمسؤولية عن الحرب مع إسرائيل

بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ومراكز نووية إيرانية، سارع رضا بهلوي إلى تحميل المرشد الإيراني علي خامنئي مسؤولية جرّ البلاد إلى حرب مباشرة مع إسرائيل، معتبرًا أن النظام “منقسم وضعيف”، وأن اللحظة مواتية لإسقاطه.

وأشار بهلوي إلى أن الشعب الإيراني “لا يجب أن يدفع ثمن مغامرات النظام”، داعيًا إلى تحرك داخلي واسع، مدعوم خارجيًا، لإنهاء ما وصفه بـ”الحكم الثيوقراطي القمعي”.

رضا بهلوي والتحالف مع إسرائيل

في أبريل 2023، أصبح رضا بهلوي أول مسؤول إيراني سابق يزور إسرائيل منذ الثورة الإسلامية، التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي، وزار معالم رمزية في الدولة العبرية، في مشهد أثار ردود فعل متباينة.

من جهة، احتفى بعض المعارضين الإيرانيين بالخطوة باعتبارها “كسرًا للحصار السياسي”، بينما اتهمه آخرون بالخيانة و”التحالف مع العدو” من أجل العودة إلى السلطة.

وخلال زيارته، شدد بهلوي على أن “الشعب الإيراني ليس معاديًا لليهود”، داعيًا إلى استعادة العلاقات “الطبيعية والتاريخية” بين طهران وتل أبيب بعد سقوط النظام.

رضا بهلوي من وريث العرش إلى معارض منفي

وُلد رضا بهلوي في 31 أكتوبر 1960، وهو الابن الأكبر لشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي من زوجته الإمبراطورة فرح ديبا، عاش في إيران حتى أواخر 1978، ثم غادرها إلى الولايات المتحدة للالتحاق بسلاح الجو الأمريكي، ولم يعد منذ ذلك الحين.

توفي والده في منفاه المصري عام 1980، وتسلم رضا لقب “ولي العهد” بشكل رمزي، ليبدأ منذ ذلك الوقت رحلته السياسية في المنفى، بين الدعوة لإسقاط النظام وتأسيس كيانات معارضة.

رضا بهلوي ومشروع إسقاط النظام

رغم خلفيته الملكية، يؤكد رضا بهلوي أنه لا يسعى لاستعادة التاج، بل يعمل من أجل “نظام ديمقراطي علماني”. وفي عام 2013، أسس “المجلس الوطني لإيران”، بهدف توحيد المعارضة. كما أطلق لاحقًا مبادرة “إيران المزدهرة”، التي تتضمن خطة سياسية واقتصادية لما بعد النظام الإسلامي.

ويعتبر بهلوي أن مهمته “ستنتهي بتحرير إيران”، مشددًا على أن طموحه “يتجاوز العرش” ويكمن في “إنقاذ مستقبل البلاد من يد نظام يجرها نحو الحروب والعزلة”.

جماهيرية رقمية

يعتمد بهلوي بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه ملايين المستخدمين عبر منصتي “إكس” و”إنستغرام”. ينشر بشكل دوري مواقف سياسية، ومقاطع مصورة، وصورًا من نشاطاته، في محاولة للوصول إلى الداخل الإيراني وتجاوز قيود الإعلام الرسمي.

وبعد احتجاجات 2022 إثر وفاة مهسا أميني، برز دوره مجددًا كرمز للمعارضة، حيث شارك في مظاهرات للجاليات الإيرانية بالخارج، ودعا الغرب إلى دعم الحراك الشعبي داخل إيران.

بهلوي بين الدعم الإسرائيلي وطموحات العودة

بحسب تقارير ترى بعض الأوساط أن رضا بهلوي أصبح اليوم الواجهة الأبرز لتحالف إقليمي غير معلن يسعى لتغيير النظام في طهران، بغطاء غربي ودعم إسرائيلي صريح.

لكنّ خصومه في المعارضة يصفونه بأنه “حصان طروادة” قد يستخدمه الخارج لترتيب مرحلة ما بعد النظام بما يخدم المصالح الإسرائيلية لا الإرادة الشعبية.

ورغم ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام الغربية وتصريحاته النارية ضد خامنئي، إلا أن طريق بهلوي نحو طهران ما زال محفوفًا بالتحديات، أهمها انقسام المعارضة، وتحفظ قطاعات شعبية من رمزية “نجل الشاه”، إضافة إلى الحساسية التاريخية تجاه أي تقارب مع إسرائيل.

اقرأ أيضا: السيناريو الأسود يقترب.. كيف تخطط إيران للرد على مشاركة أمريكا في الحرب؟

زر الذهاب إلى الأعلى