رغم التهديدات والخطوط الحمراء.. هل تقترب أمريكا وإيران من اتفاق نووي جديد؟

بعد ساعات من الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران وأمريكا في روما، الجمعة، تحدثت تسريبات عن اقتراب الطرفين من اتفاق مؤقت  رغم استمرار الخلافات الجوهرية.

ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجولة بأنها الأكثر احترافية، متحدثاً عن مقترحات عُمانية قد تكسر الجمود في المسار التفاوضي.

وتقول إيران إنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى ضمانات لا لبس فيها بعدم تراجع واشنطن عن أي اتفاق نووي مستقبلي.

مؤشرات على عودة الدبلوماسية بين إيران وأمريكا

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن أبدت استعدادًا لبحث خطوات متبادلة تشمل تخفيف العقوبات مقابل تجميد بعض أنشطة إيران النووية، خاصة تلك المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.

بينما تشير تسريبات إيرانية إلى أن طهران تشترط “ضمانات مكتوبة” بعدم الانسحاب الأمريكي مرة أخرى، كما حدث في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

خطوط حمراء إيرانية وشكوك أمريكية

رغم الأجواء التي توحي بمرونة نسبية، إلا أن المواقف المعلنة من الطرفين لا تزال تعكس فجوة عميقة. المرشد الإيراني علي خامنئي جدد مؤخرًا تأكيده على أن طهران “لن تتخلى عن قدراتها النووية تحت أي ظرف”،

بينما شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات متزامنة، على أن “واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة”.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات، رغم نبرتها العالية، لا تعني بالضرورة غياب المسار الدبلوماسي، بل تعكس رغبة كل طرف في تعزيز موقفه التفاوضي.

كما أن وجود قنوات اتصال خلف الكواليس، تديرها سلطنة عُمان وقطر وأطراف أوروبية، يشير إلى إمكانية تجاوز بعض العقبات، إذا توفرت الإرادة السياسية.

المصالح المتقاطعة بين إيران وأمريكا

وفق تقارير فإن السياق الحالي يختلف عن السنوات الماضية. فإيران تواجه أزمة اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات، وتوترات داخلية زادت من الضغط الشعبي.

فيما تبدو الولايات المتحدة مهتمة بمنع اندلاع حرب إقليمية قد تجرها إلى مواجهة مفتوحة في الشرق الأوسط، خاصة في ظل انشغالها بالصراع في أوكرانيا والانتخابات الرئاسية المقبلة.

في هذا السياق، يقول دبلوماسي غربي مطّلع على سير المباحثات إن “الطرفين يدركان أنه لا يمكن الوصول لاتفاق شامل في الوقت الراهن، لكن هناك إمكانية لاتفاق مرحلي، يجمد بعض الأنشطة النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات”.

إسرائيل تراقب وتحذر

في المقابل، تراقب إسرائيل هذه التطورات بقلق بالغ، إذ ترى أن أي اتفاق جديد قد يمنح إيران متنفسًا اقتصاديًا دون أن يوقف فعليًا برنامجها النووي. وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخرًا بأن “تل أبيب لن تلتزم بأي اتفاق لا يضمن وقفًا كاملًا لتخصيب اليورانيوم”.

هذا الموقف يزيد من تعقيد المشهد، خاصة أن أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يُفجّر المنطقة ويدفع واشنطن لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا، ما يهدد بنسف فرص التفاهم السياسي.

 فرصة ممكنة

بين التصعيد الكلامي والتحركات الدبلوماسية الخجولة، يبدو أن التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين أمريكا وإيران لا يزال ممكنًا، لكنه محفوف بالمخاطر والتحديات.

ورغم الخطوط الحمراء المعلنة، قد تفرض التحولات الجيوسياسية الراهنة منطق الضرورة، فيدفع الطرفان نحو صيغة وسط تحفظ ماء الوجه، وتمنع انزلاقًا جديدًا في المنطقة.

وفي الانتظار، تبقى العيون شاخصة إلى الغرف المغلقة، حيث تُرسم ملامح المرحلة المقبلة بين طهران وواشنطن.

اقرا أيضا

تغييرات واسعة في سوريا.. هل تخطط حكومة الشرع لبناء جهاز أمني جديد؟

زر الذهاب إلى الأعلى