روبوتات الشرطة الكروية في الصين.. جنود متدحرجة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومسلحة بقنابل الغاز
القاهرة (خاص عن مصر)- كشفت الصين عن أحدث ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وهي روبوتات الشرطة الكروية RT-G “Rotun”.
وفقا لما نشرته صنداي تايمز، تم تطوير هذه الروبوتات بواسطة شركة Logon Technology ومقرها شنتشن، وهي مصممة لدوريات الشوارع الحضرية، ومجهزة بميزات متقدمة تجعل الخيال العلمي أقرب إلى الواقع. تم تصميم روبوتات Rotun في البداية للاستكشاف في البيئات القاسية مثل القمر والمريخ، وهي الآن تستخدم بنشاط لأغراض الأمن المحلي.
بحسب التقرير، فإن روبوتات RT-G متعددة الاستخدامات، وتتميز بعمر بطارية يصل إلى عشر ساعات والقدرة على العمل على الأرض والمياه. يبلغ وزنها 125 كيلوجرامًا، ويمكنها الوصول إلى سرعات تصل إلى 22 ميلاً في الساعة وتحمل الصدمات التي تصل إلى أربعة أطنان. كما إنها مسلحة بالغاز المسيل للدموع وقاذفات الشباك ومكبرات الصوت وأجهزة أخرى للسيطرة على الحشود، وتعد بأن تكون أصولًا هائلة في الحفاظ على النظام العام.
اقرأ أيضا.. ملفات بيبي.. تسجيلات وتحقيقات تكشف الفساد وجنون العظمة لعائلة نتنياهو
لمحة عن مستقبل الشرطة
تتميز الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي يتم عرضها بشكل بارز في وسائل الإعلام الصينية التي تديرها الدولة، بقدرات متطورة للتعرف على الوجه، مما يمكنها من تعقب الأفراد المشتبه في قيامهم بنشاط إجرامي وملاحقتهم وإخضاعهم.
وهي مجهزة للتواصل مع الوحدات القريبة، واستدعاء التعزيزات عند الحاجة. يوضح مقطع فيديو ترويجي لشركة Logon Technology فعاليتها في محاصرة المشتبه بهم ونشر بنادق شبكية مدمجة لتثبيتهم.
تؤكد المواد الترويجية على قدرتها على استبدال البشر في السيناريوهات الخطيرة، حيث تنص على أن “التضاريس الضيقة والطقس القاسي والصراعات العنيفة والحروب تشكل تهديدات ضخمة لحياة الإنسان. وبالتالي، ظهر روبوت برمائي ذكي ليحل محل البشر في هذه البيئات”.
من الاستكشاف إلى التنفيذ
نشأ تصميم روبوت روتون في مختبر الدولة الرئيسي لتكنولوجيا التحكم الصناعي بجامعة تشجيانغ، حيث تم تصوره للاستكشاف في البيئات الصعبة مثل حرائق الغابات والكهوف تحت الأرض. ومع ذلك، تحول تطبيقه نحو الجيش وإنفاذ القانون تحت إشراف السلطات الصينية.
تتمتع الصين بتاريخ طويل في نشر التكنولوجيا الروبوتية للدفاع والأمن. في عام 2020، كشف جيش التحرير الشعبي عن جهاز مستقل مسلح بمدفع رشاش، وفي وقت سابق من هذا العام، تم عرض كلب ميكانيكي يتم التحكم فيه عن بعد وبندقية خلال مناورة عسكرية مشتركة مع كمبوديا.
بالإضافة إلى ذلك، خلال جائحة كوفيد-19، استخدمت الشرطة في شنغهاي كلاب روبوتية مزودة بمكبرات صوت لفرض تدابير الإغلاق.
الخبراء يعربون عن مخاوفهم
في حين تُظهر روبوتات RT-G التقدم التكنولوجي، فإنها تثير أيضًا تساؤلات حول الآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي للمراقبة والسيطرة على الحشود. وقد رسم المنتقدون أوجه تشابه مع التصوير المروع في الخيال العلمي، مثل بليد رانر، محذرين من إساءة الاستخدام المحتملة في الأنظمة الاستبدادية.
سيف ذو حدين
يعكس تبني الصين للشرطة التي يقودها الذكاء الاصطناعي دفع البلاد نحو دمج التكنولوجيا المتطورة في السلامة العامة والدفاع. ومع ذلك، ومع تزايد استقلالية هذه الروبوتات وقوتها، يراقب العالم بمزيج من الرهبة والقلق بشأن آثارها الأوسع على الحريات المدنية والأمن العالمي.