روسيا تطرد دبلوماسيًا بريطانيًا لهذا السبب

في خطوة من شأنها تصعيد العلاقات المتوترة بالفعل بين المملكة المتحدة وروسيا، طردت موسكو دبلوماسيًا بريطانيًا بسبب مزاعم التجسس.

بحسب تقرير للجارديان البريطانية، تزعم وكالة الاستخبارات المحلية الروسية، جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن الدبلوماسي كان متورطًا في “أنشطة استطلاعية وتخريبية” يُزعم أنها عرضت الأمن القومي للخطر.

يأتي هذا الطرد في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية، وخاصة في ضوء استخدام أوكرانيا للأسلحة البريطانية الموردة على الأراضي الروسية.

مزاعم التجسس والأنشطة التخريبية

أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يوم الثلاثاء أن الدبلوماسي البريطاني المعني كان منخرطًا في عمليات سرية تحت ستار الواجبات الرسمية، وتحديدًا تقديم معلومات كاذبة عند التقدم بطلب الدخول إلى روسيا.

يزعم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن هذا ينتهك القانون الروسي ويشكل تهديدًا كبيرًا لأمن البلاد. وسلطت وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك القنوات الإخبارية التي تديرها الدولة، الضوء على الطرد، حيث انتشرت صورة الدبلوماسي على نطاق واسع في الصحافة.

يأتي طرد هذا الدبلوماسي في أعقاب خطوة مماثلة في أغسطس، عندما طردت روسيا ستة دبلوماسيين بريطانيين بسبب أنشطة تجسس مزعومة، والتي رفضتها وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث والتنمية باعتبارها لا أساس لها من الصحة.

في إشارة واضحة إلى تصاعد التوترات، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البريطاني في موسكو، نايجل كيسي، للاحتجاج على الطرد.

اقرأ أيضًا: باكستان تنشر الجيش وسط اشتباكات بين الشرطة وأنصار عمران خان

علاقات متوترة بين المملكة المتحدة وروسيا وسط الصراع في أوكرانيا

اشتدت الخلافات الدبلوماسية في أعقاب قرار بريطانيا بتزويد أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو، والتي استخدمت في الضربات الأخيرة على الأراضي الروسية. ويأتي الموافقة على هذه الضربات الصاروخية بعيدة المدى في أعقاب الصراع المتزايد بين أوكرانيا وروسيا، والذي شهد زيادة في المشاركة الدولية.

تنظر موسكو إلى قرار المملكة المتحدة بدعم استخدام أوكرانيا لمثل هذه الأسلحة على أنه استفزاز كبير.

جاءت الموافقة على هذه الضربات الصاروخية بعد وقت قصير من موافقة الولايات المتحدة على إرسال صواريخ ATACMS بعيدة المدى إلى أوكرانيا. ويتزامن هذا التصعيد مع النشر المثير للقلق لأكثر من 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية على حدود روسيا مع أوكرانيا، والذي حذر مسؤولون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة من أنه قد يشير إلى تحول خطير في الصراع.

وردًا على ذلك، صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من خطابه وأنشطته العسكرية. وفي الأسبوع الماضي، أذن بإطلاق صاروخ باليستي تجريبي يستهدف منشأة عسكرية في منطقة دنيبرو في أوكرانيا، مما أدى إلى تكثيف المواجهة المتوترة بالفعل.

الرد الدبلوماسي المتبادل: نمط طويل الأمد

أصبح طرد الدبلوماسيين نمطًا متكررًا في العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة وروسيا منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا. وقد انخرطت الدولتان في عمليات طرد دورية، وهو انعكاس للصراع المرير والمستمر بين موسكو والغرب.

على سبيل المثال، في شهر مايو، طردت بريطانيا ملحقاً عسكرياً روسياً رفيع المستوى بتهمة التجسس، مما دفع موسكو إلى اتخاذ خطوة انتقامية سريعة، فطردت الملحق العسكري البريطاني في المقابل.

وتؤكد هذه السلسلة من عمليات الطرد على عمق الخلاف بين البلدين، مع عدم وجود أي مؤشر على تحسن العلاقات الدبلوماسية في الأفق.

تصاعد التوترات وعدم اليقين

مع استمرار تدهور الوضع بين المملكة المتحدة وروسيا، فإن طرد الدبلوماسي البريطاني يشكل تذكيراً صارخاً بالتحديات التي تواجهها العلاقات الدبلوماسية في المناخ الجيوسياسي الحالي.

مع انخراط الجانبين في مناورات استراتيجية واتهامات بالتجسس، يظل الطريق نحو الحل غير مؤكد. ولا يزال دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا، وخاصة توفير الأسلحة المتقدمة، يشكل نقطة اشتعال رئيسية، حيث لا تظهر استجابة روسيا أي علامات على التخفيف.

زر الذهاب إلى الأعلى