روسيا تلتهم قرى أوكرانية جديدة.. ومخاوف من “هجوم بري واسع” يدفع الآلاف للنزوح

تحتل روسيا أراضي أوكرانية أكثر وتسيطر على قرى إضافية، مما دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى إصدار أوامر إخلاء لـ 11 تجمعًا سكنيًا آخر في منطقة سومي الشمالية.

وفقا للجارديان، يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يُعتقد فيه أن موسكو تستعد لهجوم بري متجدد واسع النطاق، حيث صدرت أوامر إخلاء لأكثر من 200 مستوطنة في سومي، وتشير التقارير إلى احتشاد عشرات الآلاف من القوات الروسية قرب الحدود.

مكاسب إقليمية جديدة وضحايا مدنيين

وفقًا للقوات الجوية الأوكرانية والسلطات الإقليمية، سيطرت روسيا على قريتين: نوفوبيل في منطقة دونيتسك الشرقية، وفودولاهي في شمال سومي.

بالإضافة إلى هذه التطورات الإقليمية، أسفرت هجمات صاروخية وطائرات مسيرة روسية عن مقتل شخصين، أحدهما طفلة في التاسعة من عمرها في زابوريزهيا ورجل في مدينة خيرسون الساحلية الجنوبية. أُصيب عدد من المدنيين الآخرين، بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عامًا، وتعرضت الممتلكات السكنية لأضرار جسيمة.

شملت الحملة العسكرية الروسية قصفًا ليليًا مكثفًا بـ 109 طائرات بدون طيار وخمسة صواريخ في أنحاء أوكرانيا، أفادت التقارير باعتراض معظمها. ومع ذلك، خلّفت الهجمات المزيد من الدمار، حيث لا تزال المدن والبلدات الأوكرانية تعاني وطأة الهجمات الجوية المتواصلة.

الرد الأوكراني والضربات العابرة للحدود

ردًا على ذلك، شنّت أوكرانيا هجمات بطائرات بدون طيار على غرب روسيا، مما أسفر عن إصابة 14 شخصًا. وتؤكد الضربات المتبادلة المستمرة على استمرار تقلبات الصراع، الذي دخل عامه الثالث دون أي حل واضح في الأفق.

الدبلوماسية تحت الضغط: محادثات سلام غير مؤكدة

في ظل تصاعد العنف، لا تزال الجهود الدبلوماسية محفوفة بالشكوك. اقترحت موسكو محادثات سلام مباشرة مع كييف في إسطنبول، والمقرر عقدها يوم الاثنين، لكن أوكرانيا طالبت بمقترح وعود بوقف إطلاق النار قبل الموافقة على الحضور.

بينما تُصرّ روسيا على أنها ستُقدّم مذكرتها بشأن شروط السلام شخصيًا في القمة، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو لـ”تقويضها للدبلوماسية” وفشلها في توضيح موقفها التفاوضي.

اتهم زيلينسكي روسيا بالمماطلة في وثيقة وقف إطلاق النار، قائلاً: “لسببٍ ما، يُخفي الروس هذه الوثيقة. هذا موقفٌ غريبٌ للغاية. لا يوجد وضوحٌ بشأن صيغة هذه الوثيقة”.

الضغط الدولي وبناء ثقة هشّ

تُزيد الجهات الدولية الفاعلة، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا، من ضغوطها على كلا الجانبين لتحقيق وقف إطلاق النار. وقد جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلام في أوكرانيا أولويةً في سياسته الخارجية، بينما عرضت تركيا استضافة محادثات وساطة.

الجدير بالذكر أن تبادل الأسرى الأخير بين روسيا وأوكرانيا – والذي أسفر عن تبادل ألف سجين – كان بمثابة إجراءٍ نادرٍ لبناء الثقة، على الرغم من أنه لم يُسفر بعد عن المزيد من الاختراقات.

اقرأ أيضًا: هل تغزو الصين تايوان؟ واشنطن تحذر وتُحلل التداعيات الاقتصادية

استمرار الجمود وحسابات ساحة المعركة

على الرغم من المبادرات الدبلوماسية، يتبادل الجانبان الاتهامات بتأخير إحراز تقدمٍ ذي معنى. يزعم الاتحاد الأوروبي أن روسيا تُماطل في المفاوضات لتعزيز مكاسبها على الأرض، وهو ما تنفيه موسكو، مُحمّلةً أوكرانيا مسؤولية الجمود. وقد رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن قبول الدعوات الدولية لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا.

خسائر الحرب الفادحة

منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل في فبراير 2022، لقي عشرات الآلاف حتفهم، وتحتل روسيا الآن ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية. ومع اقتراب هجمات جديدة وتعثر محادثات السلام، لا تزال المخاطر الإنسانية والاستراتيجية في أوكرانيا على أشدها.

زر الذهاب إلى الأعلى