النعناع وسط الغيطان.. يُحصد 5 مرات سنويًا ومصدر للعملة الصعبة
في إطار خطة الحكومة المصرية للتوسع في زراعة النباتات الطبية والعطرية، يأتي زراعة النعناع في مصر كأحد أهم الأولويات نظرًا لجودة المحصول، وتصديره بكيمات كبيرة خاصة إذا تم تجفيفه.
وتصل المساحة المزروعة من النباتات الطبية والعطرية في مصر إلى حوالي 130 ألف فدان، يتم فيها زراعة حوالي 30 نوعًا من النباتات، مع توقعات للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، بارتفاع صادرات تلك النباتات بنسبة 15% مع نهاية العام الجارى 2024، على أن تتراوح العائدات ما بين 405 و410 ملايين دولار.
مناطق زراعة النعناع في مصر
وأشار تقرير لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى أن زراعة النعناع تنتشر بشكل كبير في شمال صعيد مصر وتحديدًا في محافظات الفيوم وبني سويف، كما أن زراعة المحصول تزايدت خلال السنوات الماضية في الأراضي الصحراوية بمحافظة الوادي الجديد.
اقرأ أيضًا: عزز مناعتك ضد نزلات البرد في فصل الشتاء.. 5 مشروبات ساخنة
وأشار التقرير إلى أن موسم زراعة النعناع تتواصل على مدار العام عدا شهري فبراير ومارس، في حين يجري حصاده ما يقرب من 5 مرات سنويا بفرق شهر ونصف بين عمليات الحصاد، وأوضح التقرير أنه فور حصاد المحصول ينتقل بعدها النعناع إلى مرحلة التجفيف في المناشر الجبلية، قبل أن يتم فرزه وتعبئته وتخزينه استعدادًا للبيع سواء في السوق المحلية أو للتصدير.
كما أكد التقرير أن الفدان الواحد يمكن أن يحافظ علي إنتاجيته 3 سنوات متواصلة قبل أن يتم استبداله بمحصول آخر، في حين أن قلة الأراضي الجبلية المسموح امتلاكها لأغراض تجفيف النعناع تعرقل سير مرحلة مهمة من الإنتاجية، وهو ما يمثل أهم مشكلة تواجه المحصول.
الأراضي المناسبة لزراعة النعناع
وأوضح التقرير أن هناك عدة أنوع من الأراضي تصلح لزراعة النعناع ومن بينها الأراضي الطينية والأراضي الرملية حديثة الاستصلاح، أما الأراضي الملحية فهي لا تجود فيها زراعة المحصول، لكن التقرير أشترط أن تكون الأراضي بشكل عام خالية من حشائش النجيل والسعد، حيث إن تلك الحشائش تتسبب في تدكمير محصول النعناع.
أما المياه المناسبة لزراعة محصول النعناع، فيمكن زراعته حتى درجة ملوحة 2000 ppm، ولا يجب أن تزيد عن ذلك ولكن كلما كانت الملوحة أقل كلما كان المحصول أفضل.
تجنب أخطاء رش الأسمدة في زراعة النعناع
كما كشف تقرير آخر لقسم النباتات الطبية والعطرية بمركز البحوث الزراعية عن الطرق الصحيحة التي يجب اتباعها لتسميد محصول النعناع، حيث أشار إلى أنه يجب تجنب الإفراط في إضافة الأسمدة للنعناع حيث إن ذلك يقلل من كمية الزيوت في النبات وبالتالى يفقدها رائحتها وطعمها وتخف نكهته، كما أن زيادة تسميد النعناع تؤدي إلى إصابته بالصدأ والفطريات.
اقرأ أيضًا: بـ 130 ألف فدان.. مصر تقتحم أسواق النباتات الطبية والعطرية في العالم
وأشار التقرير إلى أن التسميد الصحيح يساعد على تسريع نمو نبات النعناع، كما يساهم عنصر البوتاسيوم على مقاومة النبات من الصدأ والأمراض المختلفة، والأسمدة المناسبة تحفط جودة زيت النعناع بجودة وكفاءة عالية.
ودعا التقرير إلى تسميد النعناع بسماد سائل في فصل الربيع، حيث يبدأ النبات في النمو الجديد بعد فترة البرودة في الشتاء، مع ضرورة تكرار عملية تسميد نبات النعناع بفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، بالإضافة إلى عدم رش مياه الري على جذوع أو أوراق النباتات مباشرة, لتجنب تعفن نبات النعناع.
التوسع في النباتات الطبية والعطرية
جدير بالذكر أن استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة المحدثة 2030 في مصر تتضمن المشروع القومى لتنمية النباتات الطبية والعطرية والذي يعمل علي التوسع فى زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية وزيادة مساحة الأراضى المخصصة لزراعتها فى المناطق الصحراوية طبقاً لمناخ وطبيعة المكان، فضلاً عن التوسع فى زراعاتها باستخدام طرق الزراعة البيولوجية، كذلك انتاج تقاوى معتمدة لأصناف عالية الجودة مبكرة، مقاومة للأمراض، متحملة للجفاف والملوحة ومطابقة لمواصفات الأصناف التصديرية.