“الزهور” تنبت فوق أطلال “الزرايب”.. مشروع جديد يطوي مأساة 2020
أنهت الدولة المصرية واحدة من أكثر صفحات العشوائيات إيلامًا بإنشاء مشروع “زهور مايو” كبديل حضاري لسكان منطقة “زرايب مايو”، التي شهدت كارثة إنسانية مؤلمة في مارس 2020، راح ضحيتها عشرات المواطنين بعد أن اجتاحت السيول مساكنهم الهشة.
كارثة زرايب مايو.. سيول تفضح هشاشة الواقع
في 13 مارس 2020، تسببت موجة سيول عنيفة في انهيار مجرى مائي جارف اجتاح منطقة زرايب 15 مايو، جنوب القاهرة، وهي منطقة عشوائية مأهولة بعشرات الأسر التي تعيش في مساكن بدائية غير آمنة.
أسفرت الكارثة عن وفاة 20 مواطنًا – بحسب الأرقام الرسمية النهائية – معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى انهيار عدد كبير من المساكن وتشرّد عشرات الأسر، وسط عمليات إنقاذ استمرت لأيام. الحادثة سلطت الضوء على خطورة السكن في مخرّات السيول، وأعادت فتح ملف العشوائيات في مصر.
مشروع “زهور مايو”.. مجتمع حضاري بدلًا من الخطر
استجابة لهذه الكارثة، أطلقت الدولة مشروعًا عمرانيًا متكاملًا باسم “زهور 15 مايو”، يقع شرق الطريق الدائري، على مساحة تقترب من 68 فدانًا، ويهدف إلى نقل سكان الزرايب إلى بيئة آمنة ومستقرة.
أبرز مكونات المشروع:
•42 عمارة سكنية بإجمالي 1008 وحدة، مساحة كل وحدة نحو 90 مترًا مربعًا.
•834 حظيرة نموذجية تم تصميمها خصيصًا لمراعاة طبيعة عمل السكان الأصليين في مجالات الفرز وتربية المواشي.
•مدرسة تعليم أساسي بمساحة 4000 متر.
•وحدة صحية متكاملة الخدمات.
•حضانة أطفال، وسوق تجارية، ومحطة لتجميع المخلفات ومخازن خدمية.
•شبكة طرق داخلية، ومرافق مياه وكهرباء وصرف صحي كاملة.
نصف مليار جنيه و620 أسرة مستفيدة
بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 550 مليون جنيه مصري، ويستهدف المشروع إيواء ما يقرب من 620 أسرة (نحو 1700 مواطن) ممن تم إجلاؤهم من منطقة زرايب مايو بعد الكارثة.
من عشوائية الخطر إلى سكن كريم
يمثل مشروع “زهور مايو” نموذجًا ملموسًا على توجه الدولة نحو إغلاق ملف العشوائيات، ليس فقط عبر الإزاحة، بل من خلال إعادة التوطين في مجتمعات عمرانية حضارية تُراعي الطابع المهني والإنساني للسكان.
اقرأ أيضا.. انطلاق أعمال إنشاء مطار رأس الحكمة الدولي على مساحة 1,785 فدانًا
الانتقال من واقع مأساوي شهد موت الأبرياء إلى بيئة مستقرة تحمل الحدائق والخدمات التعليمية والصحية هو عنوان التحوّل، الذي لم يكن مجرد بناء مساكن، بل ترميم كرامة بشر.
