زيارة الرئيس السيسي للصين تُعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

توجه أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الصينية بكين، تلبية لدعوة الرئيس الصيني “شي جينبينج” لزيارة دولة جمهورية الصين الشعبية. تتضمن الزيارة عقد مباحثات قمة بين السيد الرئيس ونظيره الصيني، بالإضافة إلى لقاءات مع كبار قادات الدولة الصينية. وستركز المباحثات على تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، خاصةً بمناسبة الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
في سياق المباحثات، سيتم التطرق إلى قضايا إقليمية ودولية مشتركة، بما في ذلك الوضع في غزة وسبل استعادة الاستقرار في المنطقة، بهدف تحقيق آمال الشعوب في السلام والأمن والتنمية.
من المقرر أن يجتمع الرئيس السيسي مع رؤساء عدد من كبرى الشركات الصينية لمناقشة فرص جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر، خاصةً في ضوء جهود الدولة لتعزيز التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا.
وبالإضافة إلى ذلك، سيحضر الرئيس السيسي الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي يعقد يوم ٣٠ مايو الجاري ، بمشاركة الرئيس الصيني وعدد من القادة العرب، والذي يهدف إلى بحث سبل تعزيز العلاقات بين الدول العربية والصين.
عقد من تنامي مسار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين:
في نوفمبر 2014، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأول زيارة رسمية له إلى الصين، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينج، وتم خلال الزيارة توقيع 25 اتفاقية ثنائية تغطي مختلف المجالات (التجارة، الاستثمار، الطاقة، البنية التحتية، والسياحة). وتم الإعلان خلال هذه الزيارة عن “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” بين البلدين، وهى تمثل أعلى مستوى من العلاقات الدبلوماسية.
في مارس 2015، انضمت مصر رسميًا إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية. المبادرة الطموحة تهدف لإنشاء شبكة عملاقة من البنية التحتية للربط بين آسيا وأوروبا, إفريقيا. مصر تُعتبر بوابة رئيسية لمبادرة “الحزام والطريق” في إفريقيا، حيث تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع الهامة ضمن هذه المبادرة، بما في ذلك تطوير قناة السويس وإقامة منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
في عام 2016، شاركت مصر بشكل فاعل في تأسيس منتدى التعاون الإفريقي الصيني، كمنصة لتعزيز التعاون بين الصين والدول الأفريقية، كما أن لمصر فاعلية كبيرة فى مختلف مبادرات المنتدى، ودعم وتعزيز التعاون “جنوب-جنوب”.
في عام 2018، حضر الرئيس السيسي قمة منتدى “بريكس” في جنوب إفريقيا، وهو خطوة مهمة لتعزيز علاقات مصر مع دول الناشئة، وتحقيق التعاون بين الدول. وقد التقى السيسي بقادة الدول الخمسة الأعضاء فى “بريكس” وهم: الصين، روسيا، الهند، البرازيل، وجنوب إفريقيا.
في عام 2019، تم الإعلان عن “عام التبادل الثقافي بين مصر والصين” لتعزيز التبادل الثقافي والفني بين البلدين، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة، مثل المعارض الفنية والعروض الموسيقية والمهرجانات السينمائية.
عام 2020، تعاونت مصر والصين بشكل وثيق في مكافحة جائحة COVID-19، حيث تبادلتا المساعدات الطبية والخبرات، كما قامت الصين بتقديم كميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية واللقاحات، إلى جانب أنها ساهمت فى إنشاء عدة مستشفيات ميدانية.
أخيرًا، في عام 2021، شاركت مصر في افتتاح فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، مما يعكس التعاون والروابط الثقافية القوية بين البلدين.
أهمية توقيت الزيارة:
تتمثل أهمية هذه الزيارة الرسمية في أنها تأتى في ظلّ تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، والتي تشمل حرب غزة، وتعقيدات المشهد الجيوسياسي في المنطقة. يُنظر إليها بترقّب كبير في ظل التطورات السريعة في النظام العالمي الجديد، حيث تلعب الصين دورًا محوريًا. تعزز هذه الزيارة التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، الذي يشهد تطورًا على كل المستويات. يتوافق الموقف الصيني مع مواقف مصر في الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بأهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وضرورة إنهاء الحرب في غزة.