زيلينسكي يقترح التخلي عن الرئاسة من أجل السلام في أوكرانيا

القاهرة (خاص عن مصر)- أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتصريح لافت للنظر، يشير إلى أنه على استعداد للتنحي عن رئاسته إذا كان ذلك سيضمن السلام في أوكرانيا.

وفقا للجارديان، في حديثه في مؤتمر صحفي خلال منتدى أوكرانيا: عام 2025، صرح زيلينسكي، “نعم، أنا سعيد، إذا كان ذلك من أجل السلام في أوكرانيا”. جاءت تصريحاته ردًا على سؤال حول ما إذا كان سيتنحى مقابل إنهاء الحرب.

السياق والمناخ السياسي

تأتي تعليقات زيلينسكي في أعقاب انتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه “ديكتاتور بلا انتخابات” في وقت سابق من الأسبوع. يحظر التشريع الأوكراني حاليًا إجراء انتخابات في ظل الأحكام العرفية، والتي كانت سارية منذ شنت روسيا غزوها الكامل في فبراير 2022.

على الرغم من بعض الانتقادات الخارجية، فإن قِلة من الأوكرانيين يؤيدون إجراء انتخابات وسط الحرب الجارية، نظرًا للنزوح الواسع النطاق والمعارك النشطة في الخطوط الأمامية.

الأمن فوق الحيازة السياسية

في معرض حديثه عن المخاوف بشأن مستقبل أوكرانيا، أكد زيلينسكي أن تركيزه الأساسي يظل على الأمن القومي وليس طول العمر السياسي. وشدد على أهمية تأمين الضمانات التي من شأنها أن تعزز موقف أوكرانيا في مفاوضات السلام المستقبلية.

أكد أن “حلف شمال الأطلسي يظل الخيار الأرخص والأكثر فعالية لأمن أوكرانيا”، رافضًا المزاعم الروسية بأن عضوية أوكرانيا المحتملة في الحلف من شأنها أن تشكل تهديدًا مباشرًا.

اقرأ أيضًا: الإرهاب في النمسا.. لاجئ سوري يقتل وآخر يصبح البطل

موقف أوكرانيا في الدبلوماسية العالمية

كما أعرب زيلينسكي عن أمله في أن يعمل ترامب، إذا عاد إلى منصبه، كشريك حقيقي لأوكرانيا بدلاً من مجرد وسيط في المفاوضات بين كييف وموسكو. وتسلط تصريحاته الضوء على المخاوف من أن دور أوكرانيا في محادثات السلام قد يتضاءل مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية.

الاستجابة الدولية ومقترح الأمم المتحدة

قدمت الولايات المتحدة قرارًا للأمم المتحدة يهدف إلى إنهاء الحرب، لكن صياغته أثارت الجدل. والجدير بالذكر أن الاقتراح يغفل أي ذكر للأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا حاليًا، وهي الخطوة التي أثارت مخاوف في كييف وبين حلفائها الأوروبيين.

على النقيض من ذلك، أصرت أوكرانيا وشركاؤها على قرار يدعم سلامة أراضي كييف مع تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب. ورحب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بمشروع القرار الأمريكي باعتباره “خطوة جيدة”، مما يشير إلى تحولات محتملة في المشهد الدبلوماسي الأوسع.

مستقبل غير مؤكد وسط استمرار الصراع

تؤكد تصريحات زيلينسكي على الصراعات المستمرة التي تواجهها أوكرانيا سواء في ساحة المعركة أو في الساحة الدبلوماسية.

في حين أن استعداده للتنحي من أجل السلام يشكل لفتة مهمة، فإن الديناميكيات الجيوسياسية الأوسع المحيطة بالصراع تشير إلى أن الحل لا يزال بعيدًا عن اليقين. وبينما تواصل أوكرانيا الإبحار في كفاحها من أجل السيادة، يظل التزام قيادتها بالأمن القومي والتحالفات الاستراتيجية ثابتًا.

زر الذهاب إلى الأعلى