سبوتيفاي تهدد بالانسحاب من تركيا بسبب المراحيض الذهبية لزوجة أردوغان
هددت سبوتيفاي، منصة بث الموسيقى الرائدة عالميًا، بسحب خدماتها من تركيا بعد أن أدان مسؤولون حكوميون قوائم تشغيل ساخرة تسخر من نمط الحياة المترف لزوجة الرئيس رجب طيب أردوغان، أمينة أردوغان.
يتمحور الجدل حول مزاعم بأن سبوتيفاي تستضيف محتوى يُعتبر مسيئًا للقيم الثقافية والدينية لتركيا، مما يُفاقم التوتر القائم منذ فترة طويلة بين شركات التكنولوجيا العالمية والحكومات الوطنية بشأن حرية التعبير والامتثال للوائح التنظيمية.
انتقادات حكومية تستهدف قوائم التشغيل وممارسات المنصة
اتهم باتوهان مومجو، نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، سبوتيفاي علنًا بالسماح بمحتوى “يستهدف قيمنا الدينية والوطنية ويهين معتقدات مجتمعنا”.
خص مومجو سلسلة من قوائم التشغيل الاستفزازية بعناوين مثل “قائمة أغاني أمينة أردوغان المثيرة”، و”أغاني استمعت إليها أمينة أردوغان عندما انكسر صنبورها الذهبي”، و”الأغاني التي استمعت إليها أمينة أردوغان أثناء تنظيف القصر”.
ووفقًا للوزير، فإن هذه القوائم “تتعارض مع القيم الثقافية والأخلاقية لأمتنا، وتستهدف وحدة مجتمعنا وتضامنه”.
تشير قوائم التشغيل المذكورة إلى شائعات راسخة حول إسراف أردوغان المزعوم. في عام 2015، اتهمت شخصيات معارضة الزوجين بتركيب مرحاض ذهبي في قصرهما الفخم في أنقرة – وهو اتهام نفاه أردوغان مرارًا وتكرارًا.
بل إن الرئيس أردوغان تعهد بالاستقالة إذا عُثر على مثل هذا المرحاض، مهددًا باتخاذ إجراءات قانونية ضد من أطلقوا هذه الادعاءات، التي تراجعوا عنها لاحقًا.
سبوتيفاي ترد على مطالب الرقابة
وسط ضغوط حكومية متزايدة، طالبت السلطات التركية سبوتيفاي بفتح مكتب فعلي في البلاد، وأطلقت تحقيقًا رسميًا في قضايا المنافسة، متسائلةً عما إذا كانت الشركة السويدية متورطة في ممارسات مُناهضة للمنافسة.
وفقًا لمصادر نقلتها صحيفة التايمز، فإن سبوتيفاي “غير مستعدة لفرض الرقابة على مستخدميها”، وبينما تحاول التعاون مع الجهات التنظيمية التركية، تدرس بجدية “إيقاف عملياتها في السوق أو الخروج من تركيا تمامًا”.
يركز تحقيق هيئة المنافسة التركية، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، على مزاعم بمعاملة تفضيلية لبعض الفنانين على المنصة، واحتمالية عدم الإنصاف في توزيع حقوق الملكية. ويضاف التحقيق إلى التدقيق التنظيمي المتزايد للمنصات الرقمية الدولية العاملة في تركيا.
مزاعم بإهمال الموسيقى المحلية والمسؤولية الاجتماعية
إلى جانب الجدل الأخير، انتقد نائب الوزير مومجو سبوتيفاي لفشلها في دعم الثقافة الموسيقية المحلية في تركيا، وخاصةً الموسيقى الشعبية التركية وموسيقى الأرابيسك.
كما اتهم الشركة بإهمال التزاماتها الضريبية وإعطاء الأولوية “للإحساس على الجودة” في خوارزميات محتواها، مدعيًا أنها تروج لمواد تشجع على اللغة العامية والعنف وتعاطي المخدرات.
قال مومجو في منشور حديث على منصة X (تويتر سابقًا): “على الرغم من أن المنصات الرقمية الدولية مثل سبوتيفاي تتمتع بقاعدة مستخدمين كبيرة في السوق التركية، إلا أنها لم تُنشئ تمثيلًا محليًا ولم تتحمل مسؤولية دعم الثقافة الموسيقية المحلية”.
مخاوف حرية التعبير تطفو على السطح
أُلقي الضوء أيضًا على سجل تركيا في مجال حرية التعبير. ففي الأسبوع الماضي، أفادت منظمة Ifod، وهي منظمة تركية تُعنى بحرية التعبير، بحظر موسيقى فرقة Grup Yorum اليسارية على سبوتيفاي بناءً على طلب الحكومة. وقد فاقمت هذه الخطوة الجدل حول الرقابة الرقمية ودور الشركات الدولية في دعم أو الطعن في مثل هذه الأوامر.
ردًا على ذلك، أكدت سبوتيفاي التزامها “بجميع القوانين المعمول بها” وستتعاون بشكل كامل مع التحقيق الحكومي الجاري، على الرغم من أنها أشارت إلى عدم وضوح نطاق التحقيق تحديدًا.
اقرأ أيضا.. مقاتلون أكراد يحرقون أسلحتهم في خطوة نحو السلام مع تركيا.. مراسم تاريخية لإنهاء الصراع
ليست هذه أول مواجهة حكومية لسبوتيفاي
دخلت سبوتيفاي السوق التركية عام 2013، وجذبت ملايين المستخدمين في البلاد منذ ذلك الحين، وواجهت نزاعات تنظيمية مع أنقرة من قبل. ففي عام 2021، هددت هيئة الرقابة على الإعلام في تركيا بقطع الوصول إلى المنصة بسبب محتوى “غير لائق”، وخاصةً البودكاست التي تنتقد الحكومة.
على الصعيد العالمي، هددت سبوتيفاي سابقًا بالانسحاب من دول بسبب خلافات تنظيمية. وفي عام 2023، وقعت مواجهة مماثلة في أوروغواي بشأن قوانين حقوق النشر الجديدة، إلا أن هذا النزاع حُلّ في النهاية وظلت سبوتيفاي في السوق.
ما هو التالي لسبوتيفاي في تركيا؟
في حين أن تركيا ليست مصدرًا رئيسيًا لإيرادات سبوتيفاي، فإن الانسحاب المحتمل سيمثل انتكاسة كبيرة لعشاق الموسيقى الأتراك، ويثير تساؤلات جديدة حول حدود الحرية الرقمية في البلاد. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يُعلق المسؤولون الأتراك علنًا على تهديد سبوتيفاي بالانسحاب.