سلاف فواخرجي: “سلمى” تشبهني في قوتي.. ومشهد القبلة انعكاس لحالة الشخصية.. وخلافي مع باسل ياخور لم يؤثر على العمل.. حوار
خطفت الفنانة السورية سلاف فواخرجي الأنظار إليها بعد عرض فيلمها السوري “سلمى” فى عدد من المهرجانات العربية منها القاهرة السينمائى وأيام قرطاج، حيث انخرط المشاهد مع أدائها الرائع والذى وصفه البعض بالسلس، خاصة أنها استطاعت أن تعبر عن معاناة المرأة السورية من ويلات الحرب، وبرع المخرج جود سعيد فى تقديمها بصورة مغايرة تماما عن الذى اعتاد عليه جمهورها، وبرغم من الإشادات بدورها إلا أن كانت هناك انتقادات لاذعة وقوية تجاهها فى بعض المشاهد منها مشهد القبلة، وتعاونها مع باسل ياخور رغم خلافهما.. تطرقت أيضا أثناء حوارها حول سر غيابها عن الدراما المصرية.
اقرأ أيضًا : مسلسل موضوع عائلي 3 الحلقة الأخيرة.. براءة ماجد الكدواني وتورط رانيا يوسف
ماذا عن أوجه التشابه بين سلاف فواخرجي وشخصية “سلمى”؟
شخصية “سلمى” تجسد في تفاصيلها الكثير من قوتي وشجاعتي، فهي ترفض الاستغلال بكل ما أوتيت من عزيمة و المرأة في جوهرها، كائن قوي قادر على التحمل، ولكن ذلك لا ينفي أن لحظات الضعف والانكسار قد تمر بها، كما “سلمى” تؤمن بعدم الاستسلام أمام الصعاب ورفض الظلم، وفي الوقت ذاته تعي التضحيات العميقة التي يقدمها القلب في سبيل العائلة.
مشهد القبلة أثار ضجة كبيرة كيف تعاملت سلاف فواخرجي مع هذا الهجوم؟
الجرأة الحقيقية في الفن لا تكمن في المشاهد الجسدية أو الأفعال الظاهرة، بل في القدرة على تقديم أفكار جديدة والتعامل مع الواقع بصدق وعمق، ومشهد القبلة، في هذا السياق، لم يكن مجرد تعبير عن لحظة جسدية، بل كان انعكاساً لحالة “سلمى” في لحظة فقدانها، حيث كان تجسيداً لعلاقتها بزوجها المفقود وذكرياتها العميقة معه، وفي رأيي يجب على الفنان أن يكون صريحاً في التعبير عن مشاعره وأفكاره، وأن يقدمها دون خوف من حكم الآخرين أو انتقاداتهم، لأن الفن في جوهره هو انعكاس للحقيقة الداخلية وليس مجرد محاولة لإرضاء الجميع.
“سلمى” شاركت فى الانتخابات بعد تأييد من أهلها فهل يمكن ان تخوض سلاف فواخرجي نفس التجربة؟
لن أخوض أى نوع من من أنواع العمل السياسي، وأفضل التركيز على حياتى الفنية، حيث أرى الفن بالنسبة لى هو الأداة الأقوى للتعبير عن قضايا المجتمع، و استطيع إحداث تأثير عميق وأكبر من السياسة، كما أعبر عن حبى لوطنى من خلال أعمالى الفنية، خاصة أن الفن يحمل رسالة أقوى ويعكس القيم الإنسانية بشكل أعمق.
ظهرت فى العمل بدون مكياج هل كان ذلك مقلقا بالنسبة لك؟
لم أقلق من ظهورى فى بعض المشاهد بدون مكياج، لأن فى النهاية لا بد من تقديم الشخصية بصورة واقعية، والتغيير دائمًا يعكس مرحلة جديدة في الحياة، وهذا التغيير يأتي مع الأمل في المستقبل، وأيضا جزء من التطور الشخصي.
هل كان خلافك السابق مع باسل ياخور يلقى بظلاله على التعاون سويا فى الفيلم؟
لم يكن سوى حادث عابر في مسار حياتنا المهنية، ولم يكن له أي تأثير على تعاونا الفني في فيلم “سلمى”، إن المخرج جود سعيد كان لديه رؤية واضحة، وهى أن باسل هو الأنسب لشخصية الفيلم، حيث كان يرى أن حضور باسل سيضيف الكثير للعمل بفضل خبرته وموهبته الكبيرة، وأن هذا التعاون المشترك لم يكن مجرد عمل سينمائي عابر، بل كان نتاج سنوات طويلة من العمل المشترك بيننا، وهو ما جعل التعاون في فيلم “سلمى” يتميز بالقوة والانسجام.
“سلمى” تمر بكثير من المراحل ولحظات من الضعف والانكسار أحيانا فهل مررت بهذه المرحلة فى حياتك الشخصية؟
بالتأكيد هناك لحظات من الضعف والانكسار مررت بها فى حياتى وهو أمر طبيعى، وشخصية “سلمى” تجسد في تفاصيلها الكثير من قوتي وشجاعتي كما قلت من قبل.
ما سر اختيار النهاية الصادمة بفيلم “سلمى”؟
نهاية الفيلم كانت صادمة، إذ سلّطت الضوء على حقيقة مرّة يرفض الكثيرون مواجهتها، في اللحظة الأخيرة، أدركت “سلمى” أن بحثها عن زوجها المفقود كان مجرد سراب، وأن الفقدان الحقيقي لا يقاس بالأشخاص فقط، بل يشمل الأرض والأمان والعائلة، وهذا هو نوع الفقدان الذي يعيشه الشعب السوري اليوم، لكن على الرغم من كل شيء، حملت النهاية بارقة أمل، حيث اكتشفت “سلمى” أن قوتها الحقيقية تكمن في داخلها، وأن الخلاص لا يأتي إلا عبر الوحدة والتضامن الجماعي.
ماذا عن أصعب المشاهد التى تم تصويرها؟
شخصية “سلمى” تجسد صراعاً داخلياً عميقاً بين الضعف والقوة، تعكس معاناة العديد من النساء السوريات اللاتي يواجهن واقعاً قاسياً لا يخلو من الألم والأمل المفقود، وفي أحد أصعب المشاهد التي قدمتها في المحكمة، استطعت أن أعبّر عن حالة نفسية معقدة لامرأة تبحث عن زوجها المفقود بين أوراق وملفات ضائعة، حيث تصبح الأرقام مجرد علامات فارغة لا تعكس الحقيقة.
خضت تجربة التمثيل والإخراج والإنتاج والتأليف.. أيها تفضلين؟
التمثيل هو سر شغفي الأول، فهو الطريق الذي أتمكن من خلاله من التواصل مع العالم، وإيصال مشاعري وأفكاري إلى الجمهور بشكل مباشر، كل شخصية أؤديها تمثل بالنسبة لي فرصة فريدة للغوص في أعماق الإنسانية واستكشاف جوانب جديدة من نفسي، أما الإخراج، فقد كانت تجربتي فيه مليئة بالإثارة والمتعة، رغم أنني لا أعتقد أنني سأكررها إلا إذا وجدت القصة التي تلامس أعماق قلبي وتستفز إبداعي، الكتابة تمثل لي مساحة للتعبير عن أفكاري الداخلية، تلك الأفكار التي تظل عالقة في ذهني حتى أتمكن من تحريرها على الورق.
أما الإنتاج، فقد شكل تحدياً جديداً في رحلتي، خاصة من خلال فيلم “سلمى”، الذي كان له طابع خاص وجعلني أكتسب خبرات ثمينة، رغم كل تلك التجارب المتنوعة، يظل التمثيل هو نبع إلهامي والمحرك الأساسي لعملي الفني، فهو الذي يعبر عن نفسي بشكل كامل.
ما سبب توقف المفاوضات فى مسلسل “قلع الحجر”؟
تلقت ترشيحات للمشاركة في العمل، وتحدثت مع فريقه، إلا أن المفاوضات توقفت في النهاية مما دفعنى للاعتذار عن المشاركة وكنت أرغب في العودة إلى الدراما المصرية عبر عمل فني قوي، خاصة أن الجمهور المصري له مكانة كبيرة في قلبى، وأعتز بالأعمال التي قدمتها في مصر طوال مسيرتى.
وماذا عن مسلسل “ليالى روكسي” الذى تخوضين به السباق الرمضانى؟
أشارك هذا العام في مسلسل سوري بعنوان “ليالي روكسي”، الذي يعرض في رمضان المقبل، وهو من إخراج محمد عبد العزيز، ويتناول قصة أول ممثلة سورية في تاريخ السينما السورية، وهي تجربة فنية جديدة اعتقد أنها تلقى صدى واسعاً.